روسيا دعت لإطلاق مفاوضات بين الأفغان لإنهاء الصراع واستقرار الوضع … طالبان تسيطر على 4 عواصم ولايات في يومين وكابل تحشد لوقف الزحف
| وكالات
تسارع أمس الأحد زحف حركة طالبان بشمال أفغانستان بعد سيطرتها على عاصمتي ولايتين جديدتين، في حين تحاول حكومة كابل وقف تقدم الحركة بحشد القوات والغارات الجوية.
فقد أعلنت طالبان أن مقاتليها سيطروا أمس على عاصمتي ولايتي قندوز وساري بول، ليرتفع عدد عواصم الولايات التي سيطرت عليها الحركة إلى 4 خلال يومين فقط، بحسب الحركة.
وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح اللـه مجاهد: إنه تمت السيطرة على عاصمة ولاية قندوز، بما في ذلك مكتب حاكم الولاية، ومبنى السجن ومبنى الاستخبارات، وذلك بعد معارك طاحنة، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقال عضو مجلس الإقليم في قندوز، عمرو الدين والي، إن طالبان سيطرت على جميع المنشآت الحكومية الرئيسية بالمدينة باستثناء فيلق الجيش والمطار، وشهدت مدينة قندوز حالة من الفوضى خلال المعارك التي جرت أمس، مشيراً إلى اندلاع حرائق جراء القصف على أسواق بالمدينة.
وقال: إن مسلحي الحركة أطلقوا سراح كل من كانوا في السجن المركزي في قندوز، وبينهم مقاتلون من الحركة، مشيراً إلى أن ذلك ربما يأتي تطبيقاً لسياسة العفو العام التي أعلنتها طالبان أول من أمس السبت.
وأضاف: إن طالبان أغلقت الطريق الإستراتيجي بين قندوز وتخار، الذي يفترض أن تستخدمه القوات الحكومية لاستقدام تعزيزات عسكرية.
وأعلنت طالبان أنها سيطرت على مقر الولاية والسجن المركزي في ولاية جوزجان، في حين قالت القوات الحكومية إنها لا تزال تدفع بتعزيزات إلى الولاية، وإن الأمر لم يستتب بعد لحركة طالبان.
وبعيد إعلان طالبان استيلاءها على قندوز، أكد المتحدث باسمها، ذبيح اللـه مجاهد، سيطرة قوات الحركة على عاصمة ولاية ساريبول، التي تقع شمالي البلاد.
وقال: إن قواتهم اقتحمت أيضاً مدينة طالقان (مركز ولاية تخار القريبة) وسيطرت على مناطق واسعة فيها مثل بوابة أوتي والحي السادس ومنطقة القوزاق والسجن المركزي، مضيفاً: إن مسلحي الحركة اقتحموا أيضاً منطقة أستانا كالان في ولاية بنجشير (شمال شرق)، وأنهم يتقدمون باتجاه مركز الولاية.
وفي اليومين الماضيين، أعلنت طالبان السيطرة على مدينة شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان المحاذية لتركمانستان (شمال)، ومدينة زرنج عاصمة نيمروز الحدودية مع إيران (جنوب غرب).
وقبل ذلك هاجمت الحركة مدينة هرات (غرب)، وسيطرت على أجزاء منها، ولكن القوات الحكومية بدعم من قوات القائد المحلي إسماعيل خان تصدت لها.
ومن أصل 34 ولاية، باتت حركة طالبان تسيطر على عواصم 4 ولايات، واستولت خلال الشهرين الماضيين على أكثر من 200 مديرية من أصل 398 مديرية، كما سيطرت على معبري سبين بولدك مع باكستان، وإسلام قلعة مع إيران.
في المقابل، تسيطر الحكومة الأفغانية كلياً أو جزئياً على 30 ولاية والمنشآت الحيوية والمهمة فيها إضافة إلى المعابر الرئيسية مثل طورخم مع باكستان، وحيرتان مع أزوبكستان.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن 200 من مسلحي طالبان قتلوا في غارة نفذتها طائرة أميركية «بي 52» (B 52) على مواقع للحركة في ولاية جوزجان.
وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية فؤاد أمان أن القوات الحكومية بدأت عملية عسكرية بولايتي قندهار وهلمند جنوبي البلاد، مضيفاً: إن تعزيزات عسكرية جديدة وصلت إلى مطار قندهار لمساندة القوات الموجودة جنوبي البلاد.
وقال: إن قائداً عسكرياً في حركة طالبان قتل في الاشتباكات مع القوات الحكومية بولاية هلمند، مضيفاً: إن الضربات أسفرت عن قتل 54 مسلحاً، وجرح 23 آخرين، وذلك حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم».
بدوره، قال مصدر أمني حكومي: إن مدرج مطار قندهار تعرض أمس الأحد لقصف بالصواريخ ما استدعى إلغاء جميع الرحلات إلى الولاية.
وتحاول حركة طالبان منذ شهر السيطرة على ولايتي هلمند وقندهار، ولكن القصف الحكومي والأميركي منعها من الوصول إلى عاصمتي الولايتين.
ومنذ بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان قبل أسابيع، وسعت طالبان نطاق هجماتها، وتمكنت من السيطرة على مناطق جديدة ومنافذ حدودية في عدد من الولايات شمالاً وجنوباً وغرباً.
من جانبها، دعت روسيا إلى ضرورة إطلاق مفاوضات جادة بين الأفغان، في أقرب وقت ممكن، من أجل إنهاء الصراع المسلح طويل الأمد، واستقرار الوضع في هذا البلد.
وكانت قد عقدت في قطر في تموز الماضي، جولة جديدة من المفاوضات، بين وفدي الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان».
واتفق الجانبان، خلال المحادثات، على تسريع عملية التفاوض، وتجنب استهداف البنى التحتية والمدنيين في البلاد.