سورية

بسبب دمار مدينتهم على يد «تحالف واشنطن» وميليشيات «قسد» … الآلاف من أطفال الرقة يتوجهون إلى العمل لمساندة عائلاتهم الفقيرة!

| وكالات

يعزف الآلاف من أطفال مدينة الرقة عن الالتحاق بمقاعد الدراسة من أجل التوجه إلى سوق العمل وامتهانهم أعمالاً خطرة لمساندة عائلاتهم الفقيرة، وذلك بفعل الحرب التي شنها ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم ضد تنظيم داعش الإرهابي، وبمساندة من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية على المدينة قبل سنوات بحجة محاربة التنظيم والتي خلفت دماراً كبيراً وظروفاً اقتصادية صعبة لأهلها.
وفي تقرير لها، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أن لكل بداية حرب لا بد أن تُفضي نتائجها ليس إلى حجارة مدمرة فحسب، بل إلى كثير من الآثار المجتمعية المدمرة.
وأشار التقرير إلى أن العديد من التقارير الإنسانية والأممية أكدت أن الآلاف من أطفال مدينة الرقة التي تنتشر فيها «قسد» مبعدون عن العملية التعليمية، وذلك بسبب فعل ظروف الحرب التي شنها «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي وميليشيات «قسد» بحجة محاربة تنظيم داعش عام 2017 في محافظة الرقة، والتي خلفت دماراً كبيراً في المدينة، إضافة لتأثيرها في حياة الناس الاقتصادية، ما أدى إلى اضطرار كثير من الأطفال للعمل في مهنٍ صعبة لا تتناسب وأعمارهم، وحتى حجم أجسادهم الصغيرة.
ولفتت إلى أنه وحسب استطلاع لها، فإن عدد الأطفال العاملين في مجال إصلاح السيارات في المدينة الصناعية في الرقة، يقدر بأكثر من 1600 طفل، على حين يعمل نحو 900 آخرين في سوق الحديد، إضافة إلى 600 كحمالين (عتالين) في سوق الهال، على حين أنه حسب ناشطين محليين، يذهب فقط نحو 60 بالمئة من أطفال الرقة إلى المدارس.
وأوضح، أن الكثير من الأطفال من أبناء الرقة أو حتى أطفال النازحين يمتهنون العديد من المهن الخطرة، وأبرزها هي ظاهرة استخراج الحديد من الأبنية المُدمرة بفعل قصف «التحالف الدولي» وميليشيات «قسد»، إذ تبرز خطورة هذه المهنة لكون الكثير من الأبنية تحوي تحت أنقاضها العديد من القنابل التي لم تنفجر، أو وجود ألغام كان قد زرعها تنظيم داعش قبل انسحابه من المدينة.
يذكر أن التنظيم الذي سيطر على مدينة الرقة كان قد انسحب منها بمسرحية عام 2017 عقب اتفاق أبرمه مع «التحالف» وميليشيات «قسد» اللذين دمرا المدينة، يقضي بخروجه منها إلى دير الزور لمقاتلة الجيش العربي السوري هناك.
وحسب التقرير، فإن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR) نشر دراسة في آذار من العام 2019 أكد فيها، أنه يوجد 12781 مبنى مدمراً في محافظة الرقة بينها 3326 مبنى مدمراً بالكامل، و3962 مبنى مدمراً بشكل بالغ، و5493 مبنى مدمراً جزئياً.
ومن المهن الخطيرة الأخرى، حسب التقرير، استخراج المخلفات البلاســتيكية من حاويات القمامة والمكبات، وهنا تبرز خطورة تعــرض صحة هؤلاء الأطفال للأمراض والأوبئة المنتشرة بكثــرة في المدينــة نتيجة تدني الخدمات من قبل سلطة الأمر الواقع ميليشيات «قسد».
ولفت التقرير إلى أن الأطفال يتعرضون إضافة إلى التعب الجسدي إلى أذية نفسية، بسبب سوء المعاملة من أرباب العمل، عدا أنهم يجدون أنفسهم في موقع مسؤولية كبيرة تفوق قدراتهم الجسدية والنفسية، وأنهم محاطون بنمط حياة صعب وقاس لا يتحمله من هم في أعمارهم، وهو ما يمنعهم من العيش كأطفال طبيعيين.
ورأى أنه مع ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس، واتجاههم نحو العمل، سينشأ جيل يغلب عليه طابع الجهل والأمية، ما يجعل منه مشروعاً مسلحاً في الميليشيات والتنظيمات المتطرفة أو منجرفاً باتجاه الأفعال غير الأخلاقية كالجريمة، وإدمان المخدرات والسرقة وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن