مسلّحو درعا يرفعون من وتيرة تصعيدهم.. والجيش يردّ وعلى أهبة الاستعداد للتعامل مع أي مفاجآت
| الوطن
صعدت الميليشيات المسلحة، أمس، من وتيرة خروقاتها للهدنة في حي «درعا البلد» ومحيطه، وكسرت حالة الهدوء الحذر السائدة منذ عدة أيام، الأمر الذي رد عليه الجيش العربي السوري بقوة، مع بقاء الأوضاع على حالها، إذ لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي يفضي إلى بسط الدولة لسيطرتها وسلطتها على الحي وكل المناطق التي مازال ينتشر فيها مسلحون في المحافظة.
وعلمت «الوطن»، أن المسلحين المتحصنين في «درعا البلد»، و«مخيم درعا» و«طريق السد»، كثفوا منذ منتصف ليل السبت– الأحد من اعتداءاتهم على مواقع الجيش العربي السوري في محيط «درعا البلد»، وقد رد الجيش بقوة على تلك الخروقات.
وتشير المعلومات إلى أنه حصلت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة بين الجيش وهؤلاء المسلحين استمرت حتى صباح أمس تمكن خلالها الجيش من إجبار المسلحين على وقف اعتداءاتهم، لتعود بعد ذلك حالة الهدوء الحذر وسط حالة استنفار من الجيش والمسلحين.
وشمل تصعيد المسلحين منطقة العجمي ومحيط الري شرق منطقة المزيريب وأطراف مدينة طفس الغربية، من خلال الاعتداء على مواقع وحواجز الجيش الذي رد على تلك الاعتداءات.
وتؤكد المعلومات، أن وحدات الجيش في كل المحافظة على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي هجوم وإفشاله.
ورغم تردد أنباء عن أن اجتماعاً جديداً من المفترض أن يعقد أمس بين اللجنة الأمنية في المحافظة وما تسمى «اللجان المركزية» بهدف التوصل إلى اتفاق يفضي إلى بسط الدولة لسيطرتها وسلطتها على الحي وكل المناطق التي مازالت تنتشر فيها ميليشيات مسلحة، إلا أنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير مساء أمس لم يعقد، وفق معلومات «الوطن».
وكان من المفترض أن يعقد الاجتماع أول من أمس، إلا أنه لم يتم بسبب «مراوغة اللجان المركزية»، في حين تحدثت صفحات على موقع «فيسبوك» داعمة للميليشيات و«المعارضات» عن تأجيله إلى أمس، من دون أن تذكر الأسباب.
ونفى الناطق الرسمي باسم «اللجان المركزية» المدعو، عدنان المسالمة، وفق وكالة «نورث برس»، بياناً تداولته مواقع الكترونية وصفحات على موقع «فيسبوك» أول من أمس وادعت أنه لـ«عشائر حوران»، ويتضمن نيات انفصالية.
وقال المسالمة: إن «هذا البيان لا يمثل عشائر درعا ولا حامل اجتماعياً له ومن كتبه غير معلوم»، وأضاف: «لا نعلم الجهة التي تقف وراء هذا البيان».
وذكر، أن البيان الذي يمثل «عشائر حوران»، هو البيان المصور، الذي تمت تلاوته علناً، وفي وضح النهار في مدينة طفس بريف درعا الغربي الخميس الماضي.
وبما يعكس دعم مصدري البيان للميليشيات المسلحة في المحافظة، ورفضهم خروج التنظيمات الإرهابية، تجاهلوا في بيان الخميس الماضي، مسألة وجود دواعش في «درعا البلد» ومناطق أخرى في المحافظة، علماً أنه لأول مرة منذ وجود الميليشيات المسلحة في محافظة درعا، قالت مصادر قريبة منها لـ«الوطن» في الأول من الشهر الجاري: إن تلك الميليشيات أقرت بوجود مسلحين من تنظيم داعش الإرهابي رافضين للتسوية ويعرقلون ما تم التوصل إليه من اتفاق مع الدولة السورية.
واللافت في الأمر هو هذا الاعتراف بوجود دواعش بين هذه الميليشيات علماً أنهم كانوا على الدوام ينفون نفياً كاملاً وجود أي داعشي بينهم.