سلتنا الوطنية مقبلة على مؤتمرها السنوي الذي سيعقد بعد أيام قليلة، ومن المتوقع أن يكون مفصلياً على جميع الأصعدة، وخاصة أنه سيفرز قيادة جديدة للاتحاد بعد انتهاء عمل اللجنة المؤقتة التي عملت ما عليها في فترة كانت سلتنا فيها بحاجة لمن يقودها ويعتني بها، فنجحت في رأب الصدع الذي تركته استقالة رئيس الاتحاد جلال نقرش قبل أشهر قليلة.
أحلام وطموحات
لن نتحدث عن تفاصيل صغيرة وأمور خاصة لبعض الأندية وتعتبرها مشروع عمل جديداً لتطوير مستوى السلة السورية، لأن المؤتمر القادم يجب أن يناقش ويهتم بأمور إستراتيجية لها انعكاسات كثيرة على جميع مفاصل اللعبة، ولعل أهم ما يجب التحدث عنه هو موضوع انتقالات اللاعبين وعقودهم التي تشهد فوضى احترافية كبيرة ستضع أنديتنا تحت وطأة الأعباء المالية الضخمة في حال لم تكن هناك حلول ناجعة وسريعة لها، ويعتبر هذا الملف من أهم وأخطر الملفات الواجب تعديلها ووضع ضوابط وأنظمة وقوانين صارمة تحد من هذه الفوضى، والاتفاقات التي تبرمها الأندية من تحت الطاولة مع اللاعبين النجوم، وهذا ما ساهم في خلق فوارق كبيرة وفجوات عميقة بين الأندية الغنية التي تصرف بطريقة عشوائية، همها فقط تسجيل حضور طيب وتحقيق نتائج مسبقة الصنع، والأندية الفقيرة التي باتت في ظل هذه الفوضى عبارة عن أندية تتعب على صناعة لاعبيها، وما إن تبدأ بقطف ثمار عملها حتى تفرض سطوة الأندية الكبيرة بمالها وإمكاناتها لتسرق جهودها ببعض القروش تحت مسمى الاحتراف.
الفوضى الاحترافية المنفلتة من عقالها حولت الأندية الكبيرة التي كانت بمثابة مصانع النجوم إلى أندية مستهلكة همها ضم عدد كبير من اللاعبين النجوم من أجل تحقيق نتائج بأي طريقة بعيداً عن مصلحة النادي ولاعبيه.
الفوضى الاحترافية جعلت أنديتنا تتجشم عناء تأمين مواردها المالية بعيداً عن تفكيرها بأمورها الفنية ووضع إستراتيجياتها، فبدت جميع أنديتنا تعمل بطريقة عشوائية لا تمت للاحتراف الحقيقي بصلة.
الفوضى الاحترافية ساهمت في ارتفاع معدل وتضخم أعمار اللاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين، وهو مؤشر خطير لكون الأندية تسعى لضم لاعبين كبار لصفوفها من أجل تحقيق ألقاب، وهناك لاعبون مازالوا ملتزمين مع أندية كبيرة ومهمة وصلوا حدود الأربعين عاماً، ووجودهم على حساب اللاعبين الشباب الذين لم يجدوا من يدعمهم ويطور مستواهم.
لابد من إيجاد الحلول والمناخات الملائمة لسوق الانتقالات التي ستسهم في خلق توازن فني بين الأندية بنسبة كبيرة، وبالتالي ستساعد في ظهور جيل سلوي واعد من اللاعبين الشباب الذين سيجدون مكانهم مع أنديتهم في انتظارهم، وهذا من شأنه أن يرفع مستوى الدوري والمنتخب الوطني.
اللائحة الانضباطية
تعتبر القوانين المعمول بها في اللائحة الانضباطية مملة وغير ملبية الطموح، لا بل ساعدت في تفاقم أحداث الشغب في المواسم الماضية، لذلك أهمية التعديلات الجديدة التي من الواجب أن تطول هذه اللائحة سيكون لها انعكاسات إيجابية على جميع مفاصل اللعبة، أهمها خلق خط دفاع منيع ضد من تسول له نفسه بإلحاق الضرر والأذى بالحكام الذين يجدون أنفسهم تحت أعباء وضغوطات كبيرة حيال الشغب الجماهيري الذي سرعان ما تتم معالجته بحلول آنية لا تأتي بأي شيء يدعو للتفاؤل، لكون الأندية تستبدل عقوبات الحرمان الجماهيري واللاعبين بدفع غرامات مالية، وهذا الشيء أعطى اللاعبين النجوم الذين يلعبون لأندية غنية وكبيرة حرية التصرف بطريقة بعيدة عن الأخلاق الرياضية طالما هناك من يدفع له ويؤيد تصرفاته.
لذلك من الواجب إيجاد التعديلات السريعة لهذه القوانين الخاصة باللائحة الانضباطية وهذا سيعطي الحكم ثقة في اتخاذ ما يراه مناسباً ضد أي خطأ من دون أي تردد أو خوف من عواقب قراره.
خلاصة
الاتحاد الجديد الذي سيقود اللعبة لابد من أخذ هذين المفصلين على محمل الجد والعمل على تأمين الحلول لهما لما بينهما من فوائد فنية على جميع مفاصل اللعبة.