جيران النبع عطشى.. ومطالبات بخطوط معفية من التقنين الكهربائي للمحطات وبشكل فوري … شكاوى من تعامل موظفي المياه لصالح تجار الصهاريج… ومدير المياه السبب الكهرباء
| اللاذقية - عبير سمير محمود
مع اشتداد الصيف تشتد أزمة مياه الشرب في محافظة اللاذقية مدينة وريفاً على حد سواء، فليس من المبالغة إذا قلنا إن معظم قرى وأحياء ومناطق المحافظة تشكو العطش لعدم وصول المياه إليها إلا ما ندر وفق شكاوى المواطنين.
من جبلة إلى القرداحة حتى الحفة وأحياء اللاذقية، شكاوى بالجملة لقطع المياه أياماً متواصلة من دون أن ترد إلى المنزل السكنية التي تعتمد منذ شهرين على مياه الصهاريج، حسب ما ذكر أهالي عدد من مناطق المحافظة.
عدد من أهالي جبلة وريفها، يطالبون بإنقاذ الريف العطش، متسائلين بسخرية: أيعقل أن تعطش منطقة كاملة لا تبعد عن نبع السن إلا 15 كيلو متراً فقط! من يصدق أن جار النبع عطشان؟
من أحياء مدينة جبلة كالعمارة والتضامن وضاحيتي المجد والأسد، والجبيبات إلى الريف الجبلاوي في بيت ياشوط وحرف المسيترة وكفردبيل وبشيلي وحلبكو وعين الشرقية وباقي القرى من دون استثناء جميعها تعاني نقصاً كبيراً في مياه الشرب وانقطاعات متكررة تصل لعدة أيام متواصلة.
وذكر أحد المواطنين أن مؤسسة مياه الشرب وبحجة انقطاع الكهرباء قامت بتقسيم المدينة إلى قطاعين شمالي وجنوبي لضخ المياه بالتناوب يوماً بيوم، مبيناً أن البرنامج لم يطبق كما تم الترويج له، ولا تزال مناطق المدينة من دون مياه كافية للشرب وتعتمد على الصهاريج.
وفي ناحية المزيرعة، وصلت «الوطن» شكوى من أهالي قرية طرجانو بعدم وصول المياه مطلقاً علماً أن محطة ديفة محاذية لخط الجر للقرية، إضافة لشكوى من أهالي قرية ياسنس، تشير إلى وجود حلقة مفقودة بين خزان مياه قرية بريانس الذي يتغذى من محطة ديفة، وعند امتلائه يتم تحويل المياه إلى ياسنس إلا أنها لا تصل منذ شهرين إلى منازل القرية، والسؤال كما جاء في الشكوى: أين تذهب هذه المياه وحرمان مئات المواطنين منها في القرية المذكورة ليشتروا مياه الصهاريج بمبالغ تصل إلى 25 ألف ليرة، وفقاً لأصحاب الشكوى.
لا تختلف الحال عند معظم قرى الحفة وصلنفة والقرداحة، فجميعها تعاني شحاً في المياه تصل في بعض الأحيان إلى أسبوع كامل، ما ينشط عمل صهاريج المياه التي تستغل الوضع وتبيع المواطنين بأرقام تحددها حسب استغلال الحاجة، ليتساءل مواطنون عن سبب قطع المياه كل عام بأشهر الصيف لتتم تغذية أصحاب الصهاريج وفتح باب رزقهم على حساب حرمان المواطن من حقه المائي، وفقاً لقولهم.
إلى مدينة اللاذقية، إذ تعتبر الشكاوى موحدة تختلف باسم الأحياء فقط، من الصليبة إلى العوينة والشيخ ضاهر ومارتقلا والقوتلي وشارع الجمهورية واوتستراد الثورة وسكن الشباب والدعتور وبسنادا وضاحية تشرين وبساتين الريحان وقنينص والطابيات إلى أطراف المدينة في كرسانا والقنجرة وسقوبين وسنجوان، جميعها تعاني العطش ونقص المياه إلى حد كبير، ويقول مواطنون إن المياه باتت حلماً والحجة تقنين الكهرباء، والسؤال هنا: لمَ لا يتم التنسيق بين المديريتين؟ هل تحولتا إلى «ضراير» على حسابنا؟ أين توجيهات المحافظة؟ وأين خلية المياه التي تم تشكيلها لإيصال المياه بصهاريج مجانية أم إن هذه الصهاريج لناس وناس؟
مدير مياه الشرب في اللاذقية طارق إسماعيل أكد لـ«الوطن»، أن العمل مستمر لتحسين الواقع المائي في المحافظة، مشيراً إلى أن وضع مياه مدينة اللاذقية تحت السيطرة بالكامل.
ولفت إلى العمل على مشاريع كبيرة على مستوى مدينة اللاذقية، ومنها مشروع مهم جداً بموجب عقد لاستجرار مياه 16 تشرين للمدينة، مبيناً أنه خلال شهر سيبدأ تنفيذ المشروع الذي سيدعم الوارد المائي بـ85 ألف م3 يومياً، إضافة لمشروع -تابع للموارد المائية -محطة تصفية بحيرة السن بواقع 70 ألف م3 يومياً، لافتً إلى أهمية المشروعين بدعم مياه المدينة بحوالي 155 ألف م3 يومياً. وأضاف: إن كميات الضخ اليومية إلى مدينة اللاذقية نحو 320 ألف م3 يومياً وجراء ضعف الكهرباء حالياً تتراوح المياه الواردة إلى المدينة بين 300 – 305 آلاف م3 بنقص 15 ألف م3 عن حاجة المحافظة يومياً.
وعن واقع مياه جبلة، بيّن إسماعيل أن معظم أهالي مدينة جبلة يحصلون على المياه بشكل كامل، قائلاً إن الوضع المائي يتحسن مع استقرار الكهرباء، وتم تقسيم المدينة إلى قطاعين شمالي وجنوبي بسبب واقع التغذية الكهربائية ليتم الضخ المائي مع وصل التيار بواقع 5 ساعات لكل قطاع وفق نظام يوم بيوم، منوهاً بأن الضخ قبل هذا الإجراء كان بواقع 5 ساعات لكل المدينة، في حين حالياً 5 ساعات لكل قطاع.
وعن ريف جبلة، أشار مدير المياه إلى العمل منذ شهرين تقريباً على عزل محطات لمحاور كاملة عن التقنين الكهربائي، ومنها محطة ديرين على محور البودي، إضافة لوضع مضخات على محطة الثورة في المحور نفسه ويغذي حرف المسيترة، مع وضع ديزل لبئر السنيبلة التي تغذي السنيبلة وعين الحيات والقرى المجاورة لها، ولفت إلى أنه منذ عشرة أيام تم التنسيق مع الكهرباء لإعفاء محور غنيري من التقنين الكهربائي.
وفيما يخص محور منطقة القرداحة، قال إنه سيتم عزل محطة سلورين عن التقنين الكهربائي، مبيناً أن المحطة على محور القرداحة بني عيسى ورويسة البساتنة، وتغذي القرى المحيطة حتى بديرون والسرفقية وكامل محيطها، ما يدعم الوارد المائي فيها بشكل عام.
وإلى محور منطقة الحفة صلنفة، أوضح أن المحور يتغذى مائياً من مياه جورين في محافظة حماة، بواقع 14 ألف م3 يومياً، إلا أن تدمير العصابات المسلحة للخط الكهربائي بالكامل سبب تراجعاً في الوارد المائي بمقدار النصف بسبب تحول المحور إلى التغذية الكهربائية عن طريق محور تلا، وأضاف: إن المؤسسة حالياً بصدد توقيع عقد مع كهرباء حماة لإعادة تمديد ودعم الخط من حماة لتعود الكميات المائية إلى 14 ألف م3 يومياً.
وفي قطاع بللوران، شدد إسماعيل على العمل لتفادي الجفاف مع بدء تراجع منسوب الآبار الارتشاحية التي تتغذى من سدود بللوران و16 تشرين وانخفاض نسبة المياه فيها نتيجة الجفاف، مشيراً إلى أن الخطوة التالية هي حفر آبار في السرسكية لدعم المنطقة بالكامل.
وعلى مستوى حفر الآبار، بيّن إسماعيل أن المؤسسة حفرت 3 آبار في جبلة – الفوار، وهي قيد الاستثمار بقدرة جيدة جداً 200 م بالساعة، ما ينعكس على مدينة جبلة بشكل كبير، إضافة لحفر 3 آبار في الجوبة الذي يعاني محورها عطشاً شديداً وستدخل الآبار بالاستثمار قريباً، مع حفر بئر في الدالية وأخرى في حبيت لتدخل الخدمة خلال شهر فتروي قطاعاً كبيراً باتجاه المزيرعة ومحيط حبيت بالكامل. في حين ذكر أنه يتم تزويد الآبار في المران والمتن بالطاقة الشمسية لإخراجها عن المنظومة الكهربائية بالكامل ويتغير الواقع المائي جذرياً في المحور بالكامل.
وعن آبار المدينة، لفت إلى العمل على ربط كل الآبار الموجودة في المدينة بخزانات المدينة لتكون داعمة لها في حال الطوارئ. ونوّه إلى الكشف عن ينابيع عينين ما تسمى ينابيع الأمل في محور الجوبة، وهي عين مبشرة جداً وغزارتها عالية، لافتاً إلى انتهاء الدراسة لتدخل الخدمة خلال عام، وتغذي منطقة كبيرة تصل حتى 30 قرية في ريف القرداحة وريف جبلة والمناطق الجبلية فيها.
وقال: إن كل هذه الإجراءات لا يلمسها المواطن في حال كان وضع الكهرباء سيئاً، مبيناً أن ضخ المياه يتم من المحطات ولكن لا يوجد تيار لتصل المياه إلى منازل بالشكل الصحيح، ما ينعكس سلباً على عملنا وعلى الأهالي بالوقت نفسه، قائلاً: إن هناك أنباء عن تحسن الواقع الكهربائي خلال اليومين المقبلين وبالتالي سيكون له أثر إيجابي على تحسن الواقع المائي.
وحول اتهامات بعض المواطنين لاستغلال أصحاب الصهاريج بالتعاون مع موظفين من المياه، شدد إسماعيل على متابعة أي شكوى ترد إلى المؤسسة وقال: لم تردنا أي شكوى بهذا الخصوص، ونؤكد أنه من مواقعنا لا يباع أي متر من الماء ونطالب كل مواطن لديه معلومة دقيقة عن شخص يزود الأهالي بمياه من المؤسسة أو يتعامل مع أصحاب صهاريج أن يقدم لنا معلومات بكتاب من دون التعريف عن نفسه إن أراد، لنتابع الموضوع ونتحرك بشكل فوري.