موسكو تتوقع الأفضل من لقاء الدوحة المقبل … طالبان تواصل التمدّد وتحذّر واشنطن من التدخل بشؤون أفغانستان الداخلية
| وكالات
تتصاعد حدة الاقتتال في أفغانستان، على وقع الزحف الملحوظ الذي حققته حركة طالبان خلال الأيام الماضية، باستيلائها على عدة ولايات، وذلك وسط مساع دولية لإيجاد صيغة تفاهم بين الحركة والحكومة الأفغانية، تخرج البلاد من العنف الدائر فيها، وتضعها على طريق سلام طويل الأمد.
وأعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، زامير نابيفيتش كابولوف، أن موسكو تتوقع الأحسن من لقاء الدوحة بشأن أفغانستان يوم 11 آب الجاري.
وقال كابولوف لوكالة «سبوتنيك»، أمس الإثنين: «التوقعات جيدة جداً، ولكن من الناحية الواقعية، فهذه مجرد واحدة من المراحل»، مؤكداً أنه لا ينبغي علينا توقع «أي تقدم ملموس في المفاوضات بين الأفغان» حتى الخريف.
وأعلن نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر بيكانتوف، يوم الخميس الفائت، أن الاجتماع القادم لـ«الترويكا الموسعة» حول أفغانستان سيعقد في 11 آب الجاري في الدوحة.
وقال بيكانتوف: «ما زلنا نسعى لتبدأ جميع الأطراف في أفغانستان محادثات السلام، وتحقيقاً لهذه الغاية، من المقرر أن يشارك المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، مدير إدارة آسيا الثانية بوزارة الخارجية الروسية، زامير نابيفيتش كابولوف، في الاجتماع المقبل للترويكا الموسعة التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان في الدوحة يوم 11 آب».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق، إن الوضع في أفغانستان يتدهور بسرعة كبيرة، مشيراً إلى زيادة حالة عدم اليقين في الوضعين السياسي والعسكري فيها على خلفية الانسحاب المتسرع للقوات الأميركية.
وأوضح أن «الآليات التي أثبتت جدواها كصيغة موسكو، ومجموعة الاتصال المشتركة «منظمة شنغهاي للتعاون-أفغانستان»، وكذلك «الترويكا» الموسعة لروسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان، تهدف إلى المساعدة في تهيئة الظروف اللازمة للتحرك في اتجاه سلام طويل الأمد».
وأشار إلى أنه «قد ينضم لاعبون خارجيون مؤثرون آخرون إلى عمل هذه «الترويكا»، لافتاً إلى أن روسيا تبحث مع الشركاء هذه الاحتمالية».
على خط مواز، قال متحدث باسم المكتب السياسي لحركة «طالبان» إن الحركة تحذر الولايات المتحدة من التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية.
وأضاف المتحدث: «لا يوجد اتفاق على وقف إطلاق النار في أفغانستان»، مضيفاً: إن الحكومة الأفغانية هي المسؤولة عما يحدث، وهي التي بدأت الحرب في عدد من المحافظات، وأن ما تقوم به حركة «طالبان» ليس سوى جزء من رد فعل على الهجمات من قبل الجيش».
وأعلنت الحركة، أمس الإثنين، السيطرة على مدينة أيبك عاصمة ولاية سمنغان شمالي أفغانستان، لتصبح بذلك الولاية السادسة التي تسقط في يد الحركة بعد خروج القوات الأجنبية من البلاد.
وقال الناطق باسم الحركة، ذبيح اللـه مجاهد، عبر حسابه في تويتر: إن مدينة أيبك عاصمة ولاية سمنغان باتت «خارج سيطرة العدو»، في إشارة إلى القوات الأمنية الأفغانية، وذلك بعد معارك في مناطق متفرقة منها مع مسلحي الحركة.
وأضاف أيضاً إنه وفقاً للمعلومات الأخيرة فإن مقرات الشرطة والمخابرات باتت خالية من القوات الأفغانية وتحت سيطرة مقاتلي طالبان.
يأتي ذلك في حين، أخفق التدخل الأميركي بأفغانستان من تحقيق أهدافه المزعومة بالقضاء على الإرهاب، فأمام إعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة، تبقى السياسة الاستعمارية التوسعية للولايات المتحدة الرامية للسيطرة على مقدرات الشعوب وزعزعة استقرارها، عنواناً عريضاً للمشهد، دون وجود نية حقيقية لديها بإنهاء الحرب التي أدت إلى مقتل وتشريد عشرات آلاف المدنيين الأفغان.