عربي ودولي

طهران: سياسة الضغط فشلت ولن نقبل بأقل من الاتفاق النووي … رئيسي لماكرون: جادون في الحفاظ على قوة الردع في المنطقة

| وكالات

تواصل إيران فرض معادلتها الخاصة على الساحة الدولية، فمن إصرارها على مقاومة الكيان الصهيوني ومخططاته الزائفة، إلى تمسكها بالشروط التي تحقق مصالح الشعب الإيراني في محادثات فيينا حول الاتفاق النووي، وصولاً إلى تقدمها التقني والعلمي الهائل، تمكنت من إثبات نفسها كدولة يحسب لها الحساب، على كل الأصعدة.
وفي إطار إصرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية الحفاظ على توازن الردع في المنطقة، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أن طهران جادة للغاية في توفير الأمن والحفاظ على الردع في منطقة الخليج وبحر عمان، مؤكداً أنها ستواجه العناصر التي تتسبب بزعزعة الأمن».
وفيما يخص الاتفاق النووي لفت رئيسي خلال الاتصال إلى أن «الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق لم تفِ بالتزاماتها في هذه الاتفاقية الدولية»، مؤكداً أنه: «في أي مفاوضات، يجب الحفاظ على حقوق الشعب الإيراني وضمان مصالح البلاد».
كما لفت رئيسي إلى أن الحكومة الجديدة ترحب بتعزيز العلاقات مع فرنسا على أساس الاحترام المتقابل والمصالح المشتركة.
بدوره هنأ الرئيس الفرنسي، رئيسي على تقلده منصب الرئاسة متمنياً له التوفيق، قائلاً: «يمكن لإيران وفرنسا أن تلعبا دوراً في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة من خلال تعاونهما».
وأشار إلى الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق النووي وتعليق تنفيذ هذا الاتفاق الدولي، وقال إيمانويل ماكرون: «نبحث عن حل لهذه القضية ونأمل في أن تبدأ المفاوضات من جديد».
كما نوه إلى قضية الأمن البحري، وقال الرئيس الفرنسي: «أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نخلق إطاراً للاستقرار والتأكد من أنه سيكون هناك استقرار في مختلف القضايا، بما في ذلك حالة الملاحة البحرية».
ختاماً دعا الرئيس الفرنسي إلى استمرار المحادثات بين طهران وباريس بهدف تعميق العلاقات الثنائية.
على خط مواز، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، في مؤتمر صحفي أمس الإثنين «أننا نعلم والأميركيون يعلمون أيضاً أن سياسة الضغوط القصوى قد فشلت وأن إيران لن تقبل بأقل من الاتفاق النووي».
وأضاف زادة، حسبما ذكرت وكالة «إرنا»: إذا تم التوصل إلى حل تلتزم فيه أميركا بتعهداتها في الاتفاق النووي فإن إيران ستوقف إجراءاتها التي اتخذتها رداً على عدم وفاء الأطراف الغربية بالتزاماتها النووية.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن إيران لم تترك محادثات فيينا، لكن انتقال السلطة في طهران يستدعي إجراء تغييرات في الفريق المفاوض، موضحاً أن الرئيس الإيراني الجديد أكد في مراسم أداء اليمين تمسك إيران بالعمل على رفع الحظر عن الشعب الإيراني.
وفي معرض حديثه تطرق زادة للحوادث البحرية الأخيرة قائلاً: إن أمن الخليج خط أحمر بالنسبة لإيران، وهي تحرص على أن يكون هذا الممر المائي بعيداً عن مظاهر اللا أمن التي تخلقها بعض الدول مثل بريطانيا.
في السياق، أكد المتحدث باسم الهيئة الرئاسية بمجلس الشورى الإسلامي نظام الدين موسوي امتلاك الجمهورية الإسلامية الإيرانية قدرات وإمكانيات عالية جداً للرد الحازم والساحق على تهديدات الكيان الصهيوني.
وقال موسوي في تصريح أدلى به لوكالة أنباء «فارس»: إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتدنا على تبجحات مسؤولي الكيان الصهيوني في مختلف المراحل، إنهم يسعون عبر التصريحات الجوفاء والتهديدات الفارغة التأثير على الرأي العام، هذا النوع من المواجهة وتهديدات الكيان الصهيوني طبيعية تماماً للشعب الإيراني وحتى لشعوب المنطقة ولا أحد يعير اهتماماً لها.
وأضاف: إن الكيان الصهيوني محاصر في حدوده وأن فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان قد تصدت بسهولة لتهديدات الصهاينة الذين شهدنا خلال الأعوام الأخيرة مساعيهم للقيام ببعض الإجراءات في المنطقة إلا أنهم تلقوا الردود الحازمة دائماً من قبل سائر فصائل المقاومة.
وتابع النائب موسوي: إنه حينما لا يتمكن الصهاينة من التغلب على فصائل المقاومة فكيف يمكنهم تهديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما تمتلكه من قدرات وإمكانيات كبيرة وشجاعة فائقة ورغبة بمكافحة الصهاينة.
وقال: إن تبجحات وتهديدات الصهاينة ضدنا لن تبقى أبداً بلا رد، ووفق تصريح أمين عام حزب اللـه فإن بيت الصهاينة أوهن من بيت العنكبوت وحتى القبة الحديدية التي زعم المسؤولون الغربيون مراراً بأن الصواريخ لا تخترقها قد تبددت تماماً، وأصبحت مقطعة الأوصال ومثقوبة.
وختم موسوي تصريحه بالقول: إن الصهاينة يدركون جيداً بأنهم لا يمكنهم مواجهة قوة عالمية باسم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإن تصريحاتهم هي مجرد تبجحات وعديمة الأهمية وليست سوى كلام عبثي لأنهم غير قادرين على القيام بأي إجراء عسكري ضد إيران ونحن نمتلك القدرة على الرد على أي تحرك للكيان الصهيوني رداً ساحقاً وحازماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن