الاحتلال الأميركي يواصل تحركاته في المنطقة الشرقية لتشكيل ميليشيات عربية مسلحة تتبع مباشرة له … شيوخ ووجهاء عشائر لـ«الوطن»: محاولة لضرب مشروع المقاومة الشعبية ولن يكتب لها النجاح
| سيلفا رزوق
أكدت مصادر واسعة الاطلاع في المنطقة الشرقية لـ«الوطن»، مواصلة قوات الاحتلال الأميركي مساعيها لإنشاء ميليشيات مسلحة جديدة من أبناء العشائر العربية تتبع مباشرة لقيادتها، في حين اعتبر شيوخ عشائر في المنطقة أن المخطط الأميركي الجديد يهدف إلى قطع الطريق على المقاومة الشعبية، مشدّدين على أن العشائر العربية موقفها واضح وهي لا يمكن أن تُساوم على وطنها.
وأوضحت المصادر، أن دوريات من قبل الاحتلال ما زالت تقوم بجولات على قرى في ريف القامشلي والحسكة وتعمل على تقديم مغريات مالية سعياً وراء الدفع بشبان تلك المناطق للانتساب لهذه الميليشيات، موضحة أن ما يجري في الوقت الحالي هو عملية جمع للأسماء ولم يعلن حتى اللحظة رسمياً عن تشكيل هذه الميليشيات.
ولفتت إلى أن المخطط الأميركي الجديد يتمثل بالسعي لتشكيل «فصيل عربي مسلح» يتبع لها بشكل مباشر في المناطق العربية ويكون له خصوصيته، واعتبرت أن الهدف من وراء ذلك هو محاولة ضرب مشروع المقاومة الشعبية والسعي لكسب المكون العربي في تلك المناطق.
ما ذكرته المصادر، أكده شيخ عشيرة طي، محمد الفارس الطائي، في تصريح لـ«الوطن» لفت فيه إلى أن الاحتلال الأميركي يسعى لاستغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة الناجمة أصلاً عن إرهابه الاقتصادي، وإغراء الشبان بالمال لاستمالتهم لتشكيل هذه الميليشيات.
وبيّن الطائي، أن الأنباء تشير إلى أن التشكيل الجديد والذي يسعى الاحتلال الأميركي للإعلان عنه قريباً، لن يكون ميليشيات واحدة وإنما أكثر من ميليشيات سيتم نشرها في الحسكة ودير الزور ومنطقة البادية، مشيراً إلى أن الذرائع التي يتلطى خلفها الاحتلال الأميركي هي أن الهدف من هذه التشكيلات هو الاستغناء عن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية في «حماية المنشآت النفطية» وتكريس الميليشيات الجديدة لحماية هذه المنشآت.
وأوضح، أن عروضاً مالية مغرية يقدمها الاحتلال اليوم للشبان من أجل الانتساب إلى هذه الميليشيات، مشدداً على أن هناك حاجة لتوعية شباب العشائر بخطورة التحركات الأميركية من شيوخ ومشايخ ووجهاء المنطقة لأن ما يخطط ويسعى له الاحتلال ليس منحهم الكسب المالي وإنما هو أبعد من ذلك.
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، اعتبر الشيخ كمال عبود الفارس أحد شيوخ عشيرة العكيدات، أن الاحتلال الأميركي وأدواته من ميليشيات «قسد» يشتغلون على استمالة العشائر ويسعون لقطع الطريق على المقاومة الشعبية، مؤكداً أن العشائر العربية موقفها واضح وهي لا يمكن أن تساوم على وطنها.
ولفت الفارس إلى أن الاحتلال ومن خلال سعيه لنهب خيرات وثروات السوريين، يعمل على استغلال بعض ضعاف النفوس إضافة لاستغلال الحاجة المالية عند البعض الآخر، معتبراً أنه حتى هؤلاء لن يقبلوا بالمساومة على سيادة وطنهم ولن يقبلوا بتجزئته.
ورأى، أن مصير هذه المخططات هو الفشل لأن شعبنا لن يساوم على سيادة بلاده، مبيناً أن العناوين البراقة التي يعمل الاحتلال الأميركي على استمالة الشباب من خلالها ستنكشف الأهداف الحقيقية لها سريعاً، لافتاً إلى أن محاولة استعادة الأمن في المناطق التي يحتلها من خلال إنشاء هذه التشكيلات لن تجلب له الأمن.
وشدّد الفارس على أن كل ما يخطط له الاحتلال مرفوض رفضاً قاطعاً، والأهالي بأغلبيتهم الساحقة انتماؤهم الأوحد لوطنهم، وأضاف: «حتى لو سعى الاحتلال لتمرير بعض المشاريع فإنه لن يتمكن من تحقيق ما يسعى له بالمطلق».
وكانت مقاطع فيديو بثّها الموقع الإلكتروني لقناة «العالم»، أظهرت في الثلاثين من الشهر الماضي، جولات عدة تنفذها قوات الاحتلال الأميركي في قرى ريف القامشلي في محاولة لاستمالة الشباب من أبناء العشائر للانضمام إلى الميليشيات التي أطلقت عليها اسم «جيش العشائر» والتي ستتبع لها مباشرة.
وحسب القناة، اتخذت قوات الاحتلال الأميركي، من أحد مقرات ميليشيات «قوات الصناديد» التابعة لميليشيات «قسد» التي يقودها المدعو حميدي دهام الجربا (من قبيلة شمر) في منطقة حاموكر في ريف اليعربية بريف الحسكة، مقراً للميليشيات الجديدة والتي لم تخرج قيادتها، عن «قبيلة شمر»، حيث تمت تسمية المدعو عبد الإله الجربا من أبناء القبيلة ليكون مسؤولاً عن هذه الميليشيات.
وأظهرت مقاطع الفيديو مقر ميليشيات «الصناديد» الذي أصبح مقراً لميليشيات «جيش العشائر» ويوجد فيه عدد من أبناء العشائر لتسجيل أسمائهم ضمن الميليشيات.