ثقافة وفن

صوت عذب ينحدر من طبيعة سورية الخلابة … ميرنا ملّوحي لـ «الوطن»: شاركت مع موسيقيين كبار في الدراما والمسرح

| سارة سلامة

تمتلك الفنانة السورية ميرنا ملّوحي صوتاً عذباً رقيقاً، يندرج مع شخصيتها الهادئة وأنوثتها العذبة.
تقتات على الطرب والفن الأصيل، هي عادات مكرسة كانت تقيمها عائلاتها كصلاة تحيي كل ليلة أصوات كبار العمالقة.
كل ذلك نحت في تكنيك ملّوحي وأكسبها خبرة فوق خبرة، لتقول وتغني وتحلق بعالم الفن واثقة وراسخة من خياراتها.
تنحو اليوم ابنة وادي النصارى لتخلد الفن العريق في صوتها، تعيد توزيع أغاني كبار الفنانين بروحها وإحساسها وأدائها، كما أنها تنشئ أغاني خاصة بها على وقع الرومانسية والكلاسيكية.
على دروب الشام وبردى والياسمين توقفت كثيراً وغنت وأفاضت وتحضّر الآن لأغان بألوان مختلفة، التقيناها في جريدة «الوطن».. للحديث أكثر عن أحلامها وآمالها ومايدور في بالها من خلال هذا اللقاء:

• يتلون صوتك بالتراث وتعشقين اللون الطربي.. ماذا يعني لك الفن الأصيل والأشخاص المبدعين الذين مروا.. وهل برأيك يجب أن تخلد أعمالهم بأصوات شابة؟

أحب اللون الطربي التراثي وأهتم لمسيرة فنانيه، لأن أصواتهم وأعمالهم وفنهم لن يتكرر ثانية، تشربت هذا اللون من عائلتي التي لطالما أمضت ليالي في سماع أم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان، وزينوا صباحاتهم بغناء فيروز وصباح وغيرهم الكثير، لذلك تربيت بأذن تتعشق هذه الألوان.

وبالنسبة لي أرى أنه من الطبيعي جداً إعادة إحياء وتجديد أغانيهم على أن نحافظ على الروح الخاصة التي يمتلكونها.

• تنقلتِ بين الأغاني واحتلت الأغنية الوطنية حيزاً مهماً في مسيرتك تحدثِ لنا أكثر عنها؟

غنيت عدة ألوان منها الأغاني الوطنية والرومانسية والكلاسيكية، إلا أن بدايتي كانت مع الأغاني الوطنية مثل أغنية «أم الشهيد» كلمات ولحن إياد حنا، و«يا بردى الشام لا تموت» كلمات إياد قحوش ولحن غابي صهيوني وتوزيع بشار ضوجي، وأغنية أخرى كلمات كمالة خير بيك ولحن شادي جارور وتوزيع هشام بندقجي.

حتى لو أتت هذه الأغاني مصادفة إلا أنني كنت أرحب بها خاصة أنها من شعراء وملحنين مهمين، كذلك شيء جميل أن أغني للشام ولسورية وللوطن.

• في الفتره الأخيرة طرحت عدة أغان تحدثي لنا عن اختياراتك؟

الأغاني الرومانسية إحداها لحن وكلام سمير كويفاتي وتوزيع أنس نقشي، وآخر أغنية «أنساك ما فيي»، كلمات رامي كوسا لحن غابي صهيوني توزيع طارق سكيكر.

كما قدمت عدة شارات لمسلسلات، حيث تعاملت مع الموسيقي رضوان نصري في مسلسل «فرصة أخيرة»، إلى جانب الفنان آدم بعنوان «مجروح»، وغنيت الجزء الخاص بي بالفصحى، ومسلسل «هارون الرشيد»، كما شاركت مع طاهر مامللي بأوبريت «دم حبر الحق».

• أعدتِ توزيع عدد من الأغاني، ومؤخراً أعدتِ إحياء أغنية «ساعات» للفنانة الراحلة صباح.. ألم تخافي الانتقاد أو المقارنة؟

أجدد الأغاني التي أحبها وعندما أعيد التوزيع أفضل ألا تكون الأغنية جديدة حتى لا أحصد نجاحها.

وبالتأكيد أخاف ردة فعل الجمهور خاصة المتعصب منه لفنان معين، وكما ألقى أصداء جميلة، لا يخلو الأمر من الانتقاد، إلا أنني أغني بصوتي وشخصيتي وإحساسي ولا أقلد أحداً.

• ما المعوقات التي تقف أمام الفنان في سورية وما أكثر الأمور إزعاجاً وكيف تحاولين التغلب عليها؟

المعوقات تتلخص في شح شركات الإنتاج وشح التسويق، وعدم تسليط الضوء على الفنان إعلامياً.

نحن كفنانين سوريين نمتلك طاقات وأصواتاً جميلة، نحتاج إلى دعم إن كان عبر الإذاعة أم التلفزيون، لأننا نمرّ بوقت صعب له علاقة بوضع الأزمة والحصار على سورية، إضافة إلى انتشار كوفيد19، وتأثيره على الجميع، فشلّت حركتنا وأصبحنا غير قادرين على السفر للمشاركة في المهرجانات أو تلبية دعوات أو التصوير خارجاً.

• نراك تتكئين على السوشال ميديا وتحضرين من خلالها.. هل هي وسيلة برأيك لإيصال الفنان.. وماذا عن جانبها السلبي؟

السوشال ميديا هي المتنفس الوحيد لنا وبالتأكيد لها سلبياتها وإيجابياتها إلا أننا من خلالها نستطيع أن نوصل صوتنا في مختلف أرجاء الوطن العربي والعالم.

• ما طموحاتك وإلى أين ترغبين في الوصول؟

طموحاتي كبيرة لا تنتهي عند حدّ، أبرزها أن يكون لديّ ألبومات خاصة بي، وأحلم في الانتشار بشكل أكبر وأن أشارك في مهرجانات مهمة لنثبت للعالم أجمع قيمة الفن السوري الأصيل.

• شاركت في العديد من المهرجانات المحلية ماذا تضيف لكِ؟

لاشك أن المهرجانات المحلية تضيف لأي فنان حقيقي وتجعله يقترب أكثر من الناس، وهذا شيء مهم جداً لأن الجمهور هو الذي يقدم لنا الدعم النفسي والروحي والمعنوي، نحن بحاجة لهم دائماً لنصعد سلم النجاح ونعبر بحبهم وثقتهم إلى عالم النجومية.

• ما رسالتك وماذا تعدين الجمهور؟

رسالتي محملة بالأمل والتفاؤل لأهلنا وناسنا في سورية، وأتمنى أن يرتاحوا على الأقل نفسياً كي يستمتعوا بسماع الموسيقا، ومما لا شك فيه أن الموسيقا هي متنفس حقيقي تريح الناس وتحسّن المزاج، وآمل دائماً أن أكون عند حسن ظن الجمهور بخياراتي القادمة.

وأعدهم بأشياء جميلة وجديدة حيث أحضر لأغان باللون اللبناني والمصري والخليجي تلبي جميع الأذواق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن