تلوث مياه طرطوس بسبب القمامة ومشروع لنقلها إلى بادية حمص بالقطار … المحافظ لـ«الوطن»: يتعذر إيجاد موقع في المحافظة
| هيثم يحيى محمد
يعتبر مشروع نقل النفايات الصلبة من طرطوس إلى بادية حمص من المشاريع الضرورية جداً والإستراتيجية لمحافظة طرطوس التي تعاني كثيراً من الواقع الحالي لمركز معالجة النفايات الصلبة (القمامة) في منطقة وادي الهدة لعدم قدرته على استيعاب أكثر من خمسين بالمئة من كميات القمامة التي يتم تجميعها من قبل البلديات وللتلوث الذي تسببه للبيئة المحيطة ولمياه الشرب والمياه الجوفية، ولعدم إمكانية إيجاد موقع لإقامة مركز ثان بسبب طبيعة المحافظة الجغرافية والكثافة السكانية فيها.. إلخ.
لكن رغم ما تقدم فوجئنا بأن مشروع النقل إلى بادية حمص الذي قطع أشواطاً مهمة العام الماضي – توجت بتخصيص طرطوس بألف دونم في البادية من وزارة الزراعة في نهاية أيلول الماضي بالقرار (86) لتكون مطمراً صحياً لنفاياتها- دخل مرحلة جديدة من العرقلة بسبب بعض الجهات التي عملت وساهمت بالتخصيص حيث إنها لم تعد متحمسة للمشروع على ما يبدو!
والسؤال الذي يفرض نفسه وبات على لسان المعنيين والمواطنين في طرطوس لماذا حصل ذلك ومن يقف وراء العرقلة ويمنع التنفيذ رغم ما تم من إجراءات وصدر من قرارات؟
يقول مدير النفايات الصلبة بالمحافظة وسام عيسى رداً على سؤال «الوطن» بخصوص هذا المشروع: بعد تخصيص المحافظة بـ/1000/ دونم في بادية حمص من قبل وزارة الزراعة لاستخدامها مطمراً صحياً لنفايات طرطوس بالقرار رقم /86/ تاريخ 29/9/2020 تم تسليم الموقع من قبل مديرية زراعة حمص بتاريخ 24/11/2020 بموجب محضر استلام أصولي، على أن يتم نقل هذه النفايات بواسطة القطار بالتنسيق مع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية حيث تم تشكيل لجنة فنية مختصة ووضع الحل الفني لآلية نقل النفايات بالقطار وتنظيم محضر اتفاق بين محافظة طرطوس والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية رقم /810/10/11/ح تاريخ 30/8/2020 وقد وافق مجلس المحافظة بالجلسة الثانية بدورته العادية الثانية المنعقدة بتاريخ 15/3/2021 على خطة نقل النفايات بواسطة القطار.
وأضاف عيسى: إن البدء بهذا المشروع يحتاج إلى تأمين مستلزمات من حاويات وآليات وتجهيز ساحتي التحميل والتفريغ بالتنسيق مع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية وبناء على ذلك تم مخاطبة الوزارة بتاريخ 30 /3/2021 من أجل الموافقة على خطة نقل النفايات والمباشرة بتجهيز البنى التحتية والمستلزمات لكن تم التريث في متابعة إجراءات المشروع مع التوجيه بالعمل على تفعيل الاستثمار في قطاع النفايات الصلبة حيث تم إعداد دفاتر شروط فنية لاستثمار معمل وادي الهدة وهو قيد التصديق حالياً ويتم التنسيق مع الوزارة بخصوص آلية الاستثمار في ظل وجود العديد من المستثمرين.
وختم عيسى بالقول: إن متابعة العمل بمشروع ترحيل النفايات إلى بادية حمص ضرورة ملحة وحتى في ظل الاستثمار حيث توجد مرفوضات ناتجة عن المعالجة تقدر من /30- 35/ بالمئة من حجم النفايات وهذه الكميات بحاجة إلى ترحيل آمن في ظل امتلاء مطمر وادي الهدة وعدم وجود مكان بديل في محافظة طرطوس.
محافظ طرطوس صفوان أبو سعدى أكد لـ«الوطن» أنه لا بديل من نقل قمامة المحافظة إلى الموقع الذي تم تخصيصه في بادية حمص لهذه الغاية وطمرها بشكل فني سليم فيه مع إبقاء مركز وادي الهدة كمكب احتياطي علماً أنه بات لا يستوعب أكثر من نصف القمامة التي تجمعها الوحدات الإدارية كما أنه يتعذر إيجاد أي موقع آخر في أراضي المحافظة لهذه الغاية.