عربي ودولي

تشييع جثمان الشهيد الشرفا بعد احتجازه 14 يوماً لدى الاحتلال … دعوة فلسطينية إلى النفير العام وتعزيز الوجود في الحرم الإبراهيمي

| وكالات

شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ مشروع تهويدي للمسجد الإبراهيمي في الخليل الذي يتعرض لهجمة شرسة لتهويده وتغيير معالمه، فيما دعا محافظ الخليل جبرين البكري «إلى النفير العام والوجود في الحرم لإفشال المخطط الإسرائيلي».
يأتي ذلك في حين تسلمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطينيّ جثمان الشهيد شادي عمر سليم الشرفا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي احتجزته نحو أسبوعين.
ودعت القوى الوطنية والإسلامية في الخليل أبناء المحافظة للنفير العام والوجود في الحرم الإبراهيمي، وقالت في بيانٍ، أمس الثلاثاء حسب وكالة «وفا» إن «الحرم الإبراهيمي يتعرض (اليوم)، لهجمة شرسة من خلال مشروع المصعد الكهربائي»، مضيفاً: إننا «نناشد أبناء شعبنا في الخليل النفير العام لإفشال المخطط الإسرائيلي».
كما دعا بيان القوى إلى «الاعتصام داخل الحرم الإبراهيمي وإقامة جميع الصلوات فيه، وليكن صوتكم عالياً في المحافظة».
وشرعت سلطات الاحتلال أمس حسب موقع «الميادين» بإقامة المصعد الكهربائي في محيط الحرم الإبراهيمي في إطار تهويد وتغيير معالم الحرم، كما شرعت بتنفيذ مشروع تهويدي يشمل ممرات وساحات ومصعداً لتسهيل اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي في الخليل.
بدوره قال مدير الحرم الإبراهيمي، الشيخ حفظي أبو سنينة: «لقد فوجئنا صباح (أمس) الثلاثاء بأن هناك آليات تعمل بساحات الحرم الإبراهيمي وتجرف أراضي بالقرب من مركز شرطة الاحتلال»، مضيفاً: «نحن لم نبلغ عن أي أعمال، لكن هناك نية للاحتلال بإنشاء مسار سياحي وإنشاء مصعد كهربائي، ضمن سعي الاحتلال لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي».مضيفاً: «نحن نرفض أي اعتداء يقع على الحرم الإبراهيمي، وقد تم إبلاغ الجهات الرسمية عبر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بما يجري حول الحرم»، مؤكداً أن «هناك قراراً من محكمة العدل الإسرائيلية بإقامة المصعد، وتوجد جلسة للبت بالقرار خلال الأشهر القادمة، لكن الاحتلال يحاول استغلال كل الفرص لتغيير معالم الحرم الإبراهيمي والسيطرة على مرافقه وساحاته».
بدورها، نددت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ببدء الاحتلال «إجراءاته في بناء المصعد الكهربائي في المسجد الإبراهيمي»، معتبرةً إياه «تعدياً صريحاً على حق دولة فلسطين وحكومتها في السيادة على المسجد وكافة مرافقه وأوقافه بشكل حصري».
وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب «رفض الوزارة وبشدة لما قام به الاحتلال»، مضيفاً: إن الوزارة «تدعو المؤسسات الدولية والحقوقية ومؤسسات حفظ التراث الإنساني كمؤسسة اليونيسكو إلى العمل على إيقاف هذا التعدي السافر والواضح خاصة أن المسجد موجود ضمن قائمة التراث العالمي التي تصدرها مؤسسة اليونيسكو».
وأكد وكيل وزارة الأوقاف أن الإدارة العامة لأوقاف الخليل علقت أمس دوام موظفيها في الإدارة ودعتهم للتوجه للمسجد الإبراهيمي للمرابطة فيه في محاولة لصدِّ الاحتلال عن تنفيذ مخططاته، كما تمت دعوة مؤسسات الخليل قاطبة للتوجه للمسجد.
كما ناشد أبو الرب أبناء محافظة الخليل بشكل خاص وأبناء شعبنا الفلسطيني للتوجه للمسجد الإبراهيمي والمرابطة فيه وتكثيف الوجود سواء خلال الصلوات المفروضة أم فيما بينها لمنع الاحتلال من تنفيذ جرائمه وانتهاكاته.
ويهدف الاحتلال إلى الاستيلاء على ما يقرب من 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه، وقد تم تخصيص مليوني شيكل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي.
ويهدد المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال على مرافق تاريخية قرب المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لإدارات الاحتلال المدنية التابعة للاحتلال.
من جانب آخر تسلمت طواقم الهلال الأحمر الفلسطينيّ جثمان الشهيد شادي عمر سليم الشرفا من سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي احتجزته نحو أسبوعين.
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية أمس، أن الاحتلال سلّمها جثمان الشهيد شادي عمر سليم الشرفا، وأوضحت في بيان لها أن طواقمها برفقة الهلال الأحمر الفلسطيني وعائلة الشهيد تسلمت الجثمان بالقرب بلدة عورتا جنوب نابلس، ليوارى الثرى في بلدته حسب ترتيبات عائلته وذويه.
يذكر أن الشرفا وهو فني مياه، استشهد برصاص الاحتلال الشهر الماضي خلال وجوده في محطة للمياه عند مفترق البلدة قبل أسبوعين، واحتجز الاحتلال جثمانه بعد الإعلان عن استشهاده في مستشفى «بلنسون».
وفي وقتٍ سابق أول من أمس الإثنين، أعلن الفلسطينيون أن الاحتلال قرر تسليم جثمان الشهيد من بلدة بيتا في محافظة نابلس.
يأتي ذلك على وقع استمرار فعاليات الإرباك الليليّ في إطار معركة استرداد جبل صبيح التي راح ضحيتها 7 شهداء وآلاف الجرحى وأكثر من 3 آلاف أسير قدّمتهم بيتا خلال أكثر من 100 يوم وعزيمتها لم تلن، ويؤكد أهلها أن المقاومة ستتواصل إلى حين إزالة آخر بيت في البؤرة الاستيطانيّة المقامة فوق جبل صبيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن