ثقافة وفن

الحرب التي دمرت كل شيء هي سبب غيابي وأنجح الأعمال المشتركة هي التاريخية … حسام عيد لـ«الوطن»: تعود الدراما السورية إلى وضعها الصحيح بهذا الحل

| هلا شكنتنا

حسام عيد ممثل سوري، من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، عاصر الدراما السورية في فترتها الذهبية وشارك في العديد من الأعمال التي خلقت بصمتها الخاصة في ذلك الوقت، ومن أهم أعماله التلفزيونية «البواسل» و«لموت القادم إلى الشرق» و«شجرة النارنج» والعديد غيرها، بالإضافة إلى الأعمال السينمائية والمسرحية والإذاعية وعلى الرغم من مشاركاته الدرامية السابقة إلا أنه ابتعد عن الدراما لعدة سنوات، وفي حواره مع «الوطن» أخبرنا الآتي:

• في البداية دعنا نتحدث عن سبب غيابك عن الدراما السورية؟

السبب في غيابي عن الدراما في الدرجة الأولى هي الحرب التي دمرت كل شيء جميل في داخلنا وفي بلدنا، لذلك كيف سيكون الإبداع والإحساس والمتعة موجودين، ونحن نتعرض لأشرس حرب، تعتبر قذرة مرت على سورية، وبأي نفس وأي مزاج يستطيع أن يعمل الفنان ويقدم إبداعه، حقيقة الحرب تقتل كل شيء وتمحو الروح الطيبة عن النفس البشرية، وهذا هو السبب الرئيسي لابتعادي.

• لقد عاصرت الدراما السورية في وقت تألقها، برأيك الدراما السورية اليوم كيف أصبحت؟

الدراما السورية اليوم في أسوأ حالاتها، وهذا طبيعي جداً لأن الحرب تدمر ولاتعمر، وفي الحروب يظهر الانتهازيون والمنافقون وعديمو الموهبة من مخرجين وممثلين وكتاب ومنتجين ويبقى المبدعون في منازلهم يشاهدون هذه المهزلة، وغياب شركات الإنتاج كان لها الدور الكبير في تراجع الدراما السورية.

• برأيك ما الحل لكي تعود الدراما السورية إلى وضعها الصحيح؟

الحل لعودة الدراما إلى وضعها الصحيح يكون أولاً عندما تستقر الأمور وتعود سورية كما كانت، إضافة إلى عودة شركات الإنتاج للعمل، لأن الجميع يعلم أن المنتج عندما يريد التسويق والبيع فهو تاجر ولا يحب الخسارة، وعودة المخرجين الذين نهضوا بالدراما السورية، وهم في سورية لكنهم في منازلهم من دون عمل بسبب المتطفلين على الدراما ومنهم من مات قهراً والأمثلة كثيرة، ولابد من عودتهم ولا يصح غير الصحيح في النهاية، حقيقة عندما تكون الأمور جيدة لن نجد المتسلقين على الدراما بل سوف ينسحبون من تلقاء أنفسهم.

• يقول البعض إن غياب عدد من الممثلين عن الدراما هو بسبب شركات الإنتاج التي تحتكر لنفسها عدداً من النجوم وتكرر نفسها معهم، ما رسالتك لشركات الإنتاج هذه؟

أين شركات الإنتاج من الأساس، عندما توجد في سورية شركة أو شركتان، لا نستطيع القول إننا نملك شركات إنتاج، ومن هنا يأتي السؤال أين التنافسية بوجود شركة وحيدة!هل تنافس نفسها مع نفسها، لذلك قلة الشركات تنتج الشللية والمحسوبية والتخريب ولا تنتج الدراما، وهذا ما نراه في الوقت الحالي.

• نشاهد الكثير من الأعمال العربية المشتركة، هل من الممكن أن نرى الممثل حسام عيد أحد المشاركين في هذه الأعمال، وما رأيك بها؟

الأعمال المشتركة أنجحها الأعمال التاريخية، والتي تكون باللغة العربية الفصحى، فهي توحد المكان والزمان والبيئة، أما الأعمال المشتركة التي نشاهدها حالياً فهي للربح المادي فقط، فلا يوجد بها لغة مشتركة ولا بيئة ولا دراما، لأنها ومثلما ما يقال «من كل قطر أغنية»، وشخصياً شاركت في بداياتي بمسلسل مشترك في مصر، عنوانه «ياقوتة ملحمة الحب والحرب»، وكان باللغة العربية الفصحى، وكنت مع عدد من النجوم العرب، ولي الفخر أن أشارك كلاً من الممثلين «أمينة رزق» و«ليلى طاهر» و«إيمان الطوخي»، بالإضافة إلى مجموعة كبيره من النجوم العرب بالمسلسل مع المخرج الكبير ممدوح مراد وهو شيخ المخرجين المصريين حين ذاك، بالفعل كانت تجربة فريدة من نوعها وأرجو أن تتكرر.

• هل يوجد أي أعمال جديدة يتم التحضير لها؟

يوجد عمل جديد كوميدي أحضر له، وهو فكرة حسام عيد والممثل «أندريه سكاف»، من تأليف قصي عجوة وإنتاج شركة مرام الدولية، وأتمنى أن يكون عملاً مميزاً في الكوميديا، لأننا بأمس الحاجة كسوريين لهذا النوع من الأعمال.

• بعد عدة أدوار سابقة قمت بتأديتها، ما الدور الذي تفضل أن تقدمه في السنوات القادمة؟

أي دور جيد يتمنى أن يمثله الممثل، سواء أنا أو غيري، والأهم النص الجيد الذي يخلق شخصيات جيدة.

• من جانب آخر حدثنا عن علاقتك مع شقيقتك الممثلة جيانا عيد؟

جيانا زميلة وأخت، وكلمة أخت كلمة كبيرة جداً، وأكبر من أن نتحدث عنها.

• هل من الممكن أن تسمح لابنتيك بدخول الوسط الفني أم سوف تعارضهما؟

لدي ابنتان فرح خريجة إعلام، وجيانا أصبحت سنة رابعة في المعهد العالي للتمثيل، فكيف أعارض إذا كان هذا اختيارهما.

• في نهاية حديثنا هل توجد صداقة حقيقية في الوسط الفني؟

نعم، توجد صداقة حقيقية في الوسط الفني، وجميع فناني سورية أصدقائي، وأحبهم وأحترمهم وهم يبادلونني الحب والاحترام، وأتمنى الخير للجميع، وبالتأكيد هناك البعض تربطني بهم علاقة قوية جداً، وهنا أتكلم عن مخرجين وممثلين وبشكل عام الفنانون السوريون محترمون إلى أبعد حد، بالإضافة إلى موهبتهم التي جعلتهم يثبتون أنفسهم سواء كان على الصعيد العربي أم العالمي، وأنا أتمنى الخير للجميع ولأهلنا السوريين ونتمنى من اللـه أن تسود المحبة بين الناس ليعود وطننا كما كان، لأنه بالمحبة تبنى الأوطان وبالمحبة يحيا الإنسان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن