رياضة

ملف أبطال الدوري السوري في النسخ الخمسين السابقة (5) … الحرية استثمر حقبته الذهبية والوحدة آخر الأبطال

| محمود قرقورا

غداً الجمعة الثالث عشر من آب ينطلق قطار الدوري السوري الممتاز بكرة القدم وبدأنا معكم منذ بداية الأسبوع باستعراض حكاية الأبطال العشرة الذين هيمنوا على النسخ الخمسين السابقة، مع الإشارة إلى أن ناديي بردى والحرية ليسا بين فرسان النسخة المرتقبة.

في الملفات الأربعة الماضية تناولنا الاتحاد وبردى والجيش والكرامة والشرطة وتشرين وجبلة والفتوة، واليوم نواصل مع بقية الأبطال حسب سنوات معانقتهم اللقب، لنحط رحالنا مع فريقي الحرية والوحدة.

جديد النسخة الجديدة هبوط أربعة أندية والتنافس يبدو على أشده بين تشرين حامل اللقب والجيش الباحث عن استعادة العرش والوحدة المتحفز، وتبقى عودة الاتحاد والكرامة لمكانهما الطبيعي سبيلاً لارتفاع منسوب المنافسة.

انضمام الحرية والوحدة لقائمة المتوجين كانت منطقية في النصف الأول من التسعينيات، إذ امتلك الحرية مفاتيح مهمة ما زالت أسماؤها محفورة في ذاكرة محبي اللعبة، ومع بداية الألفية الثالثة أضحى للوحدة صولة وجولة في ملاعبنا فانضم إلى مصاف المتوجين في المحاولة الثلاثين ومعكم نمضي في استعراض أهم ومضات الناديين..

الحرية.. ثنائيته الفريدة خالدة

فريق الحرية مفرخة للنجوم المتلألئة في ملاعبنا، وشكّل تحوّل اسمه من العربي إلى الحرية مطلع السبعينيات بداية لتخريج أجيال وأجيال نثرت السحر في ملاعبنا وفرضت نفسها على أجوائنا الكروية.

والعديد من هؤلاء ارتقوا لتمثيل المنتخب بعد انتقالهم من الحرية إلى الجيش والشرطة ومنهم من حاز شارة قيادة المنتخب كعبد الفتاح حوا ومحمد دهمان.

وهناك عديدون كانوا بحق لاعبين متميزين مع النادي والمنتخب كرضوان الشيخ حسن ومروان مدراتي وعلي الشيخ ديب وعبد اللطيف الحلو ووليد الناصر ومصطفى قادير وخالد الظاهر وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم.

خرّج لاعباً فاز بلقب هداف الدوري، علي الشيخ ديب موسم 1993/1994 بثلاثة عشر هدفاً، ويا له من إنجاز لمدافع!.

تأخر ظهور العربي على مسرح أحداث دوري النخبة السوري حتى النسخة الرابعة موسم 1969/1970 وفي عقدي الثمانينيات والتسعينيات كانت جماهير الكرة السورية تترنم على أداء فريقين ينثران المتعة في ملاعبنا الخضراء أينما حلّا وارتحلا وهما حطين والحرية، وكلاهما لم يكن يعرف طريق حصد الألقاب على الرغم من وجود لاعبين قادرين على صنع الحدث، علماً أن الحرية أظهر منافسة جادة لفريق الشرطة زمن زهوته خلال أطول موسم كروي بتاريخ الدوري السوري 1979/1980 ووقتها كان الوحيد الذي تعادل مع الشرطة البطل إضافة للجيش الذي انسحب.

ومطلع التسعينيات نجح المدرب الرمز لنادي الحرية ديبو شيخو في خلق توليفة متناغمة منسجمة قادها إلى المجد مع أسماء محفورة في الذاكرة، فحققت لقب الدوري للمرة الأولى موسم 1991/1992 بعد منافسة حامية الوطيس من جبلة ليصبح الحرية البطل التاسع للدوري السوري بعد الاتحاد وبردى والجيش والكرامة والشرطة وتشرين وجبلة والفتوة.

وفي الموسم ذاته أضحى البطل العاشر لمسابقة كأس الجمهورية إثر فوز صعب على الغريم الأزلي جاره الاتحاد في مباراة مشهودة على أرضية ملعب الحمدانية كآخر المباريات النهائية التي جرت خارج العاصمة في مسابقة الكأس.

وجدد أخضر الشهباء العهد مع التتويج بمسابقة الدوري بعد عامين مع المدربين محمود درعزيني ويونس داود تأكيداً على قوة ذاك الجيل ومن بعدها بقي مهاب الجانب حتى السنوات الأولى للألفية الثالثة ولكن الألقاب غابت، ولعبُ دور متقدم في مسابقة الكأس اندثر، بل بات غيابه عن مسرح الدوري شبه اعتيادي خلال سنوات الألفية الثالثة وتحديداً منذ هبوطه للمرة الأولى مع نهاية موسم 2007/2008 بفعل مشكلات إدارية كبرت ككرة الثلج فتحوّلت إلى مرض عضال، حيث لم يلتئم أهل البيت وقتها رغم أن الخطر دهمه قبل ذلك لموسمين متتاليين وتأكد عدم الالتئام بتأهله في الموسم الماضي وهبوطه.

الوحدة.. لقبان لا يتناسبان مع سمعته

أحد أقطاب العاصمة وأكثرها جماهيرية في العصر الراهن ولا خلاف أن جمهوره تنامى عندما كان الجيش غائباً بين 1986 و1995 ولكنه بعد عودة الجيش احتفظ بجمهوره وهذا شيء مهم.

انتظر طويلاً حتى حاز أول ألقابه في الكرة السورية بعدما مارس غير مرة دور الهروب من الهبوط ولم ينجح بتلافي ذلك على الدوام، لكن ذلك لا يمنع من كونه صاحب الكرة الجميلة حتى عندما كان يهبط للدرجة الثانية وآخرها موسم 1996/1997.

هو البطل الحادي عشر للكأس بعد المجد واليرموك والجيش والاتحاد والشرطة وهيئة رميلان وعمال المغازل والكرامة والفتوة والحرية وحدث ذلك عام 1993.

وهو البطل العاشر للدوري السوري بعد الاتحاد وبردى والجيش والكرامة والشرطة وتشرين وجبلة والفتوة والحرية وحدث ذلك عام 2004 مع المدرب الصربي نيناد، وهو بذلك آخر ناد جديد يفوز بالدوري.

وتحقق لقبه الثاني 2014 بشق الأنفس بعد مباراة فاصلة مع الزعيم الجيشاوي وتلك كانت المرة الثانية التي يحسم فيها اللقب بمباراة فاصلة، ولكنه لم يحقق الثنائية حتى الآن وهذا ما بحث عنه القائمون على الفريق مراراً دون بلوغ مأربهم.

لقبان خلال خمسين نسخة اكتمل فيها الدوري يعد ضئيلاً لناد بحجم الهالة المحيطة بالفريق وحجم استثماراته والنجوم الذين خرجوا من مدرسته.

ومن هذا المنطلق نقول: سمعته أكبر من تاريخه، مع الإشارة إلى أن الفريق صرفت عليه أموال بين الحين والآخر زمن بعض الداعمين أكثر مما صرف على أندية الهيئات.

قدم نجوماً كثراً للكرة السورية وتكفي الإشارة إلى الشقيقين حسام وماهر السيد والأول قاد منتخبنا للقب غرب آسيا 2012 والثاني عميد اللاعبين السوريين، والرمز نزار محروس أحد فرسان اللقب الأول للكأس 1993 في حين ماهر لم يحقق حلمه بنيل لقب الكأس مع البرتقالة الدمشقية بعدما حققها مع الجيش (والمدرب رأفت محمد حرمه من ذلك عام 2015 لأسباب مجهولة)، في حين حسام كان القاسم المشترك بين لقبي 1993 و2003 كما أنه ساهم مع شقيقه بلقب الدوري 2004 وماهر ما زال صاحب السعر الأعلى في سوق الانتقالات المحلية حتى وقتنا الراهن، وما دمنا نتحدث عن النجوم لا نتجاهل الدوليين الحاليين عمر خريبين وأسامة أومري.

خرّج سبعة هدافين للدوري وهو رقم قياسي، بداية من عثمان بوارشي 1991 بأحد عشر هدفاً منها ستة في المباراة الختامية مع الجهاد يوم فتح لاعبو الجهاد المرمى على مصراعيه.

وعساف خليفة 1993 بـ13 هدفاً مشاركة مع مهند البوشي لاعب الاتحاد، وعلي صلاح 2011 بـ10 أهداف مشاركة مع لاعب الكرامة ماكيتي ديوب، وماجد الحاج 2014 باثني عشر هدفاً، ورجا رافع 2016 باثنين وعشرين هدفاً، وأسامة أومري 2017 بسبعة عشر هدفاً، وباسل مصطفى 2018 بخمسة عشر هدفاً.

خاض نهائي كأس الاتحاد الآسيوي 2004 وأفضلية التسجيل بأرض الخصم حرمته من لقب كان ممكناً أن يضع النادي بمكانة أفضل بين أنديتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن