قد تكون وراءها جرائم قتل … رئيس قسم الأخلاقيات بالمواساة: توثيق أسباب الوفيات غير صحيح وإدارات المشافي تتحمل المسؤولية
| محمد منار حميجو
كشف رئيس قسم الطب الشرعي والأخلاقيات في مشفى المواساة والرئيس الفخري للطب الشرعي حسين نوفل في سورية أن معظم حالات التوثيق الطبي لأسباب الوفيات في سورية غير صحيحة ويوجد فيها أخطاء ولا تتوافق مع المعايير الدولية ويتم توثيقها حتى الآن على معايير تخلت عنها الصحة العالمية منذ أربعين عاماً.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح نوفل أن الكثير من حالات الوفيات يتم توثيق أسبابها نتيجة احتشاء في القلب والتنفس وهذه ليست بأسباب وإنما هي أعراض وعلامات للوفاة على حين يتم إهمال السبب المباشر وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى ضياع بعض الحقوق.
وحمل نوفل وزارة الصحة ومعظم إدارات المشافي الحالية والسابقة مسؤولية هذا التوثيق غير الصحيح لأسباب الوفيات، مشيراً إلى أنه لولا وجود ضبوط الشرطة والقضاء التي تسجل الأسباب المباشرة للوفيات لكانت هناك مشاكل كثيرة في إظهار أسباب الوفيات في حال كان هناك شكوك بأن الوفاة غير طبيعية وأنه من الممكن أن تقف وراءها جريمة قتل.
ورأى نوفل أن بعض المحامين من الممكن أن يعتمدوا على التوثيق الطبي غير الصحيح لأسباب حالات الوفاة لتبرئة موكليهم في حال كان هناك شكوك حول جريمة قتل وذلك عندما يتم تسجيل السبب المباشر أن سبب الوفاة احتشاء في القلب مثلاً، على حين يتم إهمال السبب المباشر الذي من الممكن أن يؤدي إلى اكتشاف جريمة قتل.
ورأى أن قضايا البحث العلمي وخاصة المتعلقة بالبحث الطبي الموجودة في سورية في أدنى حدودها، مبيناً أنه يتم إجراء البحوث العلمية فقط في رسائل الماجستير والدكتوراه، ومؤكداً أن موضوع البحث الطبي في دول العالم هو قضية يومية ويجب أن يكون هناك اهتمام يومي بذلك، باعتبار أنه لمجرد وجود البحث العلمي فإن هذا يفيد في الحصول على المعلومة بكل يسر وسهولة.
ولفت إلى أن بعض المشافي الحكومية سواء كانت تابعة لوزارة التعليم العالي أم الصحة بدأت قبل الحرب على سورية تعمل على توثيق الحالات الطبية التي تردها لكن لم يتم إجراء دراسات حول هذا الموضوع، مبيناً أنه يتم العمل حالياً على إجراء دراسة في مشفى المواساة حول أسباب الوفيات منذ عام 2010 حتى عام 2017 ومن ثم تتبعها دراسات أخرى في مشافٍ أخرى ومن ثم يتم إجراء دراسة ثانية من عام 2017 حتى العام الماضي.
وبيّن نوفل أنه يجب إعلام الأطباء المقيمين في المشافي بالمعايير الدولية حول أسباب الوفيات، مؤكداً أن المشافي العسكرية أكثر المشافي التزاماً بهذا الموضوع، ومشيراً إلى أنه في الجامعات يتم تعليمهم هذه المعايير.