انتهاء التجارب ما قبل السريرية للقاح «سبوتنيك v» الأنفي.. والإصابات تتجاوز حاجز 32 مليوناً في الهند … خامنئي: جائحة كورونا هي القضية الأولى والعاجلة للبلاد
| وكالات
يستمر فيروس كورونا بالانتشار حول العالم فارضاً نفسه بقوة في ظل التفشي الجديد لمتحوره دلتا، وذلك وسط محاولات معظم الدول لتفادي المزيد من الكوارث الصحية من خلال التوسع في حملات التطعيم المجتمعية.
وأكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي أن قضية جائحة كورونا تعد القضية الأولى والعاجلة للبلاد، مضيفاً: إن الوباء يطوي مرحلة التفشي ليس في إيران فقط، بل في العالم أجمع.
وفي خطاب متلفز، دعا خامنئي الشعب الإيراني إلى اتباع التعليمات الصحية تماماً كما في الأيام الأولى لكورونا، مشدداً على التنفيذ الحازم للمسؤوليات والقرارات لمواجهة المرض.
وبيّن خامنئي أنه «يجب توفير اللقاحات المضادة لكورونا بشكل واسع، حيث إن مسار الإنتاج الداخلي ومسار المستورد الأجنبي منها كلاهما ممهد»، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية اشترت لقاحات من بعض الدول ودفعت ثمنها، لكن هذه الدول لم تف بوعدها ولم تعط كميات اللقاح التي اشترتها طهران، مؤكداً حل هذه المشكلة مع دخول اللقاح المحلي الأسواق.
وفي السياق، أعلنت السلطات الصحية في الهند عن تسجيل أكثر من 38 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وجاء في البيانات الرسمية، أمس الأربعاء: «تم تسجيل 38353 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية».
وبهذا يتجاوز إجمالي عدد الإصابات في الهند 32 مليوناً، وهو ثاني أعلى عدد بعد الولايات المتحدة.
وشهدت الهند على مدار الأشهر الماضية تسجيل معدلات يومية عالية بعدد الإصابات بفيروس كورونا، تراوحت بين 30 ألفاً و45 ألف إصابة يومياً.
على خط مواز، أعلن مدير معهد «غاماليا» الروسي لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة «ألكسندر غينتسبورغ» أن التجارب ما قبل السريرية للنسخة الأنفية من لقاح «سبوتنيك v» انتهت تماماً.
وقال غينتسبورغ في تصريح صحفي نقله موقع «روسيا اليوم»: «الآن تجاوزنا تماماً مرحلة التجارب ما قبل السريرية ومن الضروري البدء بالمرحلة الجديدة»، موضحاً أنه يجب أن تمر كل الاختبارات بكامل البرنامج بمراحل التجارب السريرية الأولى والثانية والثالثة لاختبار فاعلية اللقاح.
وأوضح غينتسبورغ أن اللقاح الأنفي يحمل مواصفات «سبوتنيك v» نفسها وسيتم رشه بحقنة خاصة في تجويف الأنف، متوقعاً أن تتولى سلطات موسكو تمويل البحث حيث إنها سبق واستثمرت في تجارب لقاحات الأطفال وفي عدد من المشاريع لرصد فاعلية اللقاحات ضد السلالات المختلفة ومشاريع أخرى.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الصحية في روسيا تسجيل 799 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
وأفادت غرفة العمليات الخاصة بمكافحة تفشي الوباء في تقريرها أمس بتسجيل 21571 إصابة جديدة بالوباء من بينها 2076 إصابة في العاصمة موسكو، موضحة أنه تم أيضاً تعافي 20067 شخصاً من الإصابة.
وفي السياق، أشار عالم الفيروسات الروسي ألكسندر سيميونوف، رئيس معهد «يكاترينبورغ» لبحوث العدوى الفيروسية التابع لهيئة حماية حقوق المستهلك في روسيا، في حديث تلفزيوني، إلى أنه من الصعوبة اعتبار سلالة «دلتا» فيروساً جديداً، ولكنها فعلاً تحل محل سلالة ووهان الأصلية، حيث أصبحت في المتوسط تصيب ستة من كل عشرة أشخاص كانوا في مكان مغلق بينهم مصاب بالمرض.
وأضاف: للسلالة الجديدة مدة حضانة قصيرة، حيث إن المصاب يشعر في البداية بأعراض أمراض البرد: السعال وألم في الحلق وارتفاع درجة الحرارة، ولا تظهر أعراض فقدان حاستي الشم أو التذوق، ولكن تزداد إفرازات الأنف، وتظهر سريعاً أعراض الالتهاب الرئوي و«عواقب طويلة الأمد».
وأشار سيميونوف إلى أن «العواقب هي نفسها التي يسببها الفيروس التاجي المستجد التقليدي، مشكلات في عملية تخثر الدم وأخرى في الكلى»، مضيفاً: اللقاحات المستخدمة حالياً فعالة ضد سلالة دلتا أيضاً، لذلك من الضروري التطعيم قبل فوات الأوان.
وتابع: «يجب على المتعافين من «كوفيد-19» بعد مضي ستة أشهر على تعافيهم، التطعيم ضد الفيروس التاجي المستجد، لأنهم أصيبوا بفيروس ووهان الأصلي، فقد تكون المناعة التي نشأت عندهم غير كافية».
على خط مواز، أعرب البروفيسور البريطاني أندرو بولارد عن رأيه بأن متحور «دلتا» من فيروس كورونا يجعل من المستحيل تحقيق مناعة القطيع.
وقال بولارد، الذي يترأس مجموعة علماء جامعة أوكسفورد التي طورت لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا بالتعاون مع شركة «أسترازينيكا» البريطانية السويدية، خلال اجتماع مع نواب في البرلمان البريطاني: إن «المشكلة هي أن هذا الفيروس ليس مثل فيروس الحصبة».
وتابع: «لو تم تطعيم 95 بالمئة من السكان من الحصبة، فإن فيروس الحصبة لن يستطيع أن ينتقل إلى الآخرين، ولكن متحور «دلتا» يصيب من تلقوا اللقاح».
يذكر أن متحور «دلتا» من فيروس كورونا، الذي تم اكتشافه في الهند لأول مرة، يتميز بفترة حضانة قصيرة وقدرة عالية على الانتقال، ويتسبب بمرض أكثر شدة.