تواصل الانشقاقات في ذراعه المسلحة في سورية.. وفقدان الثقة بـ«معلمه» التركي … «الإخوان المسلمين» يفقدون رصيدهم في جبل الزاوية أهم معقل لهم بإدلب
| حلب- خالد زنكلو
تواصلت الانشقاقات داخل صفوف ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية»، الذراع المسلحة للفرع السوري لتنظيم «الإخوان المسلمين» العالمي، وتلقى التنظيم ضربة قوية بفقدان رصيده في أهم معقل له في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، والذي شهد انشقاق ٢٠٠ إرهابي جديد منه خلال اليومين الماضيين أضيفوا إلى مئات آخرين أعلنوا انشقاقهم في الآونة الأخيرة، وانضموا إلى ميليشيا «الجبهة الشامية» التابعة لما يسمى « الجيش الوطني»، وسط هواجس لدى إرهابيي جبل الزاوية أنهم سيغدون كبش فداء لـ«صفقة» روسية تركية، إن لم يكن عملاً عسكرياً جديداً للجيش العربي السوري، سيقتلعهم من هناك ومما تبقى من ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب الشمالي الغربي.
وتعد «أحرار الشام»، التي تأسست من إرهابيين ذات خلفية «إخوانية» بداية الحرب الإرهابية على سورية عام ٢٠١١ من اندماج ميليشيات «كتائب أحرار الشام» و«حركة الفجر الإسلامية» و«كتائب الإيمان» و«جماعة الطليعة الإسلامية»، من أهم الميليشيات التي شكلها ويوجهها النظام التركي الإخواني، والذي ضمها إلى ميليشيا «الجبهة الإسلامية» في ٢٠١٣ ثم إلى ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، التي تأسست عام ٢٠١٨ من اتحاد ١١ ميليشيا «إخوانية» الهوى والميول.
وكشفت مصادر معارضة مقربة من «أحرار الشام» لـ«الوطن» أن اليومين الأخيرين شهدا انشقاق أكثر من ٢٠٠ إرهابي من الميليشيا بعد انشقاق أكثر من ٨٠٠ آخرين منها الأسبوع الماضي من لوائي «بدر» و«العباس» و«مجموعات الشرقية» و«تجمع حلب»، والميليشيات الثلاث الأولى من محافظة إدلب ومعظم إرهابييها من جبل الزاوية.
وأشارت المصادر إلى أن للانقسامات داخل «أحرار الشام» دوراً في انشقاق إرهابيي جبل الزاوية عنها، إلا أن السبب الرئيس لتخلي الإرهابيين «الإخوانيين» عنها، هو ضعف ثقتهم بممولهم و«معلمهم» التركي الذي سبق وأن تخلى عن أشقائهم في التنظيم العالمي من الإرهابيين بريف حماة الشمالي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي خلال العملية العسكرية للجيش العربي السوري مطلع العام الجاري.
وبينت المصادر، أن لدى إرهابيي جبل الزاوية هواجس وقناعة راسخة أنهم سيغدون عاجلاً أم أجلاً كبش فداء لـ«صفقة» روسية تركية، إن لم يكن عملاً عسكرياً جديداً للجيش العربي السوري، سيقتلعهم من جبل الزاوية ومما تبقى من ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب الشمالي الغربي جنوبي طريق عام حلب اللاذقية أو ما يعرف بطريق «M4»، ولذلك سارعوا إلى إجلاء عائلاتهم من المنطقة ثم بدؤوا بعمليات الانشقاق عن الحركة الإخوانية، والتي يتوقع ألا تبقي أحداً منهم فيها لاحقاً.
ولفتت إلى أن الاستخبارات التركية «استوعبت» ما يجري داخل «أحرار الشام» من انشقاقات، ووعدت بتأسيس تشكيل عسكري خاص بهم ضمن «الجيش الوطني»، العامل في المناطق التي يحتلها النظام التركي شمال وشمال شرق حلب، خشية فقدان هؤلاء ولاءهم «الأخواني» لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان. ونوهت إلى أن الاستخبارات التركية فرضت نوعاً من «الهدنة» بين الفرقاء المتنازعين داخل الحركة «الإخوانية» من خلال إعادة هيكلة مجلس قيادتها وفصل بعضهم أمس، للحيلولة دون فقدان المزيد من إرهابييها.
وكانت الانقسامات الداخلية عصفت بـ«أحرار الشام» منذ نهاية العام الماضي، قبل أن تتطور إلى انشقاق الجناح المعارض لقيادتها العامة والمتمثل بالمتزعم السابق للحركة حسن صوفان، الذي والى ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، مظلة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، واستقوى بها وبمتزعمها الإرهابي أبو محمد الجولاني للسيطرة على مقار للحركة في أريحا وجبل الزاوية.