المتحدث باسم «التحالف» يتراجع ويسحب موقفه حول وجود القوات الأميركية في سورية ويختلق حجة جديدة … سوسان لـ«الوطن»: «راح ليكحلّها عماها» وميثاق الأمم المتحدة ينص على احترام سيادة الدول
| موفق محمد
تراجعت واشنطن، أمس، وسحب أحد مسؤوليها لمواقف أطلقها أخيراً حول مبررات وجود القوات الأميركية في سورية، لكن المسؤول ذاته اختلق حجة جديدة للتغطية على هذا الاحتلال، الأمر الذي اعتبره معاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، في تصريح خاص لـ«الوطن»، بأنه ينطبق عليه المثل الشعبي القائل «راح ليكحلّها عماها»، وأكد أن «الأميركيين ينقصهم الكثير من الفهم والقراءة الجيدة ليس لأحد قرارات مجلس الأمن وإنما لميثاق الأمم المتحدة بالكامل والذي أول ما ينص عليه هو احترام سيادة الدول»، مشدّداً على أن ما يتذرع به «التحالف» من محاربة تنظيم داعش الإرهابي هو «كذبة لم تعد تنطلي على أحد».
وبعد تصريح خاص نشرته «الوطن» في عددها الصادر أمس، أعتبر فيها سوسان أن «الأميركيين ينقصهم الكثير من الفهم والقراءة الجيدة للقرار 2254»، وأوضح أن الوجود الأميركي من وجهة نظر القانون الدولي هو وجود غير مشروع واحتلال لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال وسيخرج عاجلاً أم آجلاً وبكل الطرق، وذلك ردّاً على تصريحات المتحدث باسم ما يسمى «التحالف الدولي» واين موروتو الأخيرة التي ادعى فيها أن «القوات الأميركية موجودة في سورية بموجب القانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2254»، خرج موروتو أمس وأدلى بتصريح جديد تراجع فيه عما ورد في تصريحه السابق.
وفي تصريحه الجديد أمس الذي نشرته مجلة «نيوزويك» الأميركية ونقلته مواقع إلكترونية، قال موروتو: إن «التغريدة التي نشرها وقال فيها إن القوات الأميركية موجودة في سورية بموجب تفويض من مجلس الأمن حسب ما نص عليه القرار 2254، تحتوي على خطأ»، مشيراً إلى أن «القوات الأميركية موجودة عملاً بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».
وأضاف موروتو: «نصحني المحامون العسكريون بأنه من منظور القانون الدولي فإن القوات الأميركية موجودة في سورية للقيام بأنشطة هزيمة داعش في إطار الدفاع عن النفس، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة».
وأشار إلى أنه من أجل ذلك «حذفت ذلك الجزء من التغريدة الذي قال خلاف ذلك، لعدم إحداث ارتباك لا داعي له»، مضيفاً «نحن نأسف للخطأ».
وعلّق سوسان في تصريحه الجديد أمس لـ«الوطن»، على تصريحات المتحدث باسم ما يسمى «التحالف» الجديدة بأنه ينطبق عليها المثل الشعبي القائل «راح ليكحلّها عماها».
وفنّد سوسان الحجة الجديدة لوجود القوات الأميركية في سورية، وقال: «المتحدث باسم ما يسمى «التحالف» عندما يقول ذلك، أؤكد على ما قلته (الثلاثاء) بأن الأميركيين ينقصهم الكثير من الفهم والقراءة الجيدة ليس لأحد قرارات مجلس الأمن وإنما لميثاق الأمم المتحدة بالكامل».
وأوضح، أن «ميثاق الأمم أول ما ينص عليه هو احترام سيادة الدول وعدم التطاول عليها، وما يتذرع به المتحدث باسم «التحالف» من محاربة داعش فهذه كذبة لم تعد تنطلي على أحد». وأضاف: «داعش هو مخلوق أميركي مثله مثل القاعدة ومن حارب داعش وهزمه هو بحق الجيش العربي السوري لأنه هو الذي كان يقاوم على الأرض هذا التنظيم، أما ما قامت به القوات الأميركية أو ما يسمى «التحالف» فهي اختلقت ذريعة داعش من أجل تسويق أجندتهم في سورية، لذلك أعتقد أن المتحدث مرة ثانية جانب الصواب عندما تحدث بهذا الشكل، وعليهم أن يعترفوا بأن وجودهم غير مشروع وبأنه احتلال ولا يستطيع أي كان تبريره».
وتابع: «إذا كان فعلاً ما يتحدث به (المتحدث) بخصوص وجودهم في سورية بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، فلماذا لم يتخذ مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة حتى الآن أي قرار يفوض هذه القوات أو أي قوة أخرى بمحاربة داعش؟ لأن هذه الكذبة كما قلت لم تعد تنطلي على أحد فوجودهم غير مشروع وعليهم أن يخرجوا من سورية، وهم في سورية فقط من أجل إعاقة الإنجازات التي تحققت وإعاقة توطيد الأمن والاستقرار فيها من أجل تنفيذ أجندتهم في كامل المنطقة».
وأكد معاون وزير الخارجية والمغتربين، أنه «وكما ترنّح مشروعهم ستترنح هذه الأهداف وستفشل وسيخرجون من سورية عاجلاً أم آجلاً».
وأوضح، أن قوات هذا «التحالف» التي أساسها قوات الاحتلال الأميركي لم تكن تكافح داعش بل كانت تقدم الدعم لداعش وكانت تتدخل في كل مرة عندما كان هذا التنظيم على وشك الهزيمة في أي معركة أمام الجيش العربي السوري وما حصل في جبل الثردا بدير الزور أكبر شاهد ودليل على ذلك.
ولفت سوسان إلى أن «السوريين هم من اكتوى بنار تنظيم داعش، وكنا دائماً نقول إن هذا التنظيم وكل المجموعات تشكل تهديداً جدياً للجميع، إضافة إلى أن الإرهاب لا دين له ولا حدود ومن يدّعي أنه يريد مكافحة هذا التنظيم كان عليه أن يتعاون وأن ينسق مع الدولة السورية، أما أن يحاولوا تبرير احتلالهم ووجودهم غير المشروع بحجة مكافحة هذا التنظيم، فإن سلوكيات هذا «التحالف» المزعوم تكذّب ادعاءاتهم، فهي لم تعد تستطيع إخفاء العلاقة العضوية بين الإرهاب والأجندات السياسية للإدارة الأميركية في المنطقة، وعلى المسؤولين الأميركيين أن يعلموا مجدّداً أن ميثاق الأمم المتحدة وجد لحماية سيادة الدول، لا لكي يستعملوا هذا الميثاق من أجل تبرير عدوانهم خدمة لأجنداتهم في العالم».