«طالبان» تقترب من كابل.. وقوات أميركية وصلت لإجلاء رعاياها وموظفي سفارتها … أشرف غني: نتشاور مع الشركاء الدوليين لتفادي مزيد من تقويض الاستقرار
| وكالات
وسط مواصلة حركة «طالبان» بوتائر متصاعدة زحفها العسكري الرامي إلى إحكام قبضتها على عموم أراضي أفغانستان، تعهد الرئيس الأفغاني أشرف غني بوضع حد لتدهور الظروف الأمنية في بلده، وأكد أنه يجري مشاورات واسعة بهذا الخصوص مع الشركاء الدوليين، فيما وصلت قوات أميركية إلى كابل للمساعدة بإجلاء موظفي سفارتها ومدنيين.
وشدد غني، في رسالة مسجلة بعث بها إلى الشعب أمس السبت حسب موقع «طلوع نيوز» على أن الأولوية القصوى في الظروف الحالية تكمن في إعادة تعبئة القوات العسكرية والأمنية، مشيراً إلى أن الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف يجري اتخاذها الآن.
وتعهد غني بأنه «لن يسمح بأن تجلب الحرب المفروضة على الأفغان المزيد من الوفيات وخسارة الإنجازات التي تم تحقيقها خلال السنوات الـ20 الأخيرة وتدمير الممتلكات العامة واستمرار عدم الاستقرار».
وخاطب غني المواطنين بالقول: «أعرف أنكم قلقون من واقعكم ومستقبلكم لكنني أؤكد لكم أنني كرئيسكم أركز على تفادي المزيد من عدم الاستقرار والعنف وتشريد مواطنين».
وأشار الرئيس إلى أنه شرع بغية تحقيق هذا الهدف في إجراء مشاورات واسعة النطاق داخل وخارج الحكومة ومع القيادات السياسية والشركاء الدوليين، متعهداً بالكشف عن نتائج هذه المشاورات للرأي العام قريباً.
ويأتي ذلك على خلفية سقوط أكثر من نصف مراكز الولايات الأفغانية في قبضة «طالبان» خلال الأيام الأخيرة واستمرار تقدم الحركة نحو العاصمة كابل.
وأعلن المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح اللـه مجاهد، أمس السبت على حسابه في «تويتر» عن سيطرة الحركة على مدينة شرنة، مركز ولاية بكتيكا شرق البلاد، وجميع المرافق الحكومية فيها.
وفي ولاية كونر شرق البلاد، ذكرت «طالبان» أن قواتها أحكمت سيطرتها على مديريتي أسمار وشلطن وأن مديرية شيجل على وشك السقوط في قبضتها أيضاً.
كما أعلنت «طالبان» عن شنها هجوماً جديداً في مسعى للاستيلاء على مدينة مزار شريف الإستراتيجية، مركز ولاية بلخ في شمال البلاد، مؤكدة أنها تشن هجمات من الاتجاهات الأربعة على الأحزمة الدفاعية للمدينة، ولفتت إلى أن اشتباكات ضارية تدور في المنطقة، زاعمة إحرازها تقدماً ميدانياً مع تكبد القوات الحكومية «خسائر فادحة».
في الوقت نفسه، تحدثت تقارير إعلامية عن استسلام مجموعة القوات الحكومية التي كانت تتحصن في مطار قندهار جنوب البلاد إلى «طالبان»، وذلك بعد أيام من سقوط المدينة في قبضة المسلحين.
ونشرت الحركة على وسائلها الدعائية لقطات تظهر لحظة خروج حاكم قندهار، روح اللـه خانزادة، من المطار لتسليم نفسه إلى المسلحين.
في غضون ذلك، أكدت هدى أحمدي، المشرعة من ولاية لوكر الواقعة وسط البلاد جنوب شرقي العاصمة كابل حسب موقع «روسيا اليوم»، صحة الأنباء عن استيلاء «طالبان» على مركز الولاية مدينة «بل علم» واحتجازها جميع المسؤولين المحليين.
وأوضحت المشرعة أن قوات «طالبان» تسيطر حالياً على عموم الولاية ووصلت إلى منطقة جهار آسياب الواقعة على بعد 11 كلم فقط عن كابل، وسيطرت «طالبان» في الفترة الأخيرة على مراكز 18 ولاية على الأقل من أصل الولايات الأفغانية الـ34.
بدوره أعلن مسؤول أميركي أمس عن وصول جنود أميركيين إلى العاصمة الأفغانية كابل لإجلاء الرعايا والموظفين في سفارة الولايات المتحدة هناك.
ونقلت «رويترز» عن المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه قوله: إن «الجنود بدؤوا في الوصول وسيصلون تباعاً حتى الغد».
في وقت سابق أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن كتيبتين من مشاة البحرية المارينز وثالثة من سلاح المشاة قوامها نحو ثلاثة آلاف عسكري ستصل إلى كابل بحلول مساء اليوم الأحد وذلك بعد سيطرة مسلحي طالبان على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن تنصل قبل أيام من مسؤولية بلاده عما يجري في أفغانستان وتجاهل حالة الفوضى والدمار التي خلفها التدخل العسكري الأميركي في هذا البلد في ظل تحولات متسارعة ووسط هجمات وتقدم لحركة طالبان بمحاور عدة.
بدورها الحكومة البريطانيّة أعلنت أيضاً أول من أمس الجمعة بدء عملية عسكرية لدعم إجلاء الرعايا البريطانيين من أفغانستان، كذلك أعلنت الدانمارك والنرويج أنهما ستغلقان سفارتيهما في كابل مؤقّتاً، في حين ستجلي فنلندا وفرنسا عدداً من طواقم سفارتيهما، إلى ذلك اكتفت الخارجية السويدية والألمانية حالياً بتقليص وجودهما الدبلوماسيّ في البلاد.
ومن جانبه حذّر الأمين العامّ لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، من أن المجتمع الدولي لن يعترف بحركة طالبان سلطة شرعيّة في أفغانستان إذا استولتْ على الحكم بالقوّة. في المقابل، حمّل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة مسؤولية مآل الأوضاع في أفغاسنتان.
في السياق، أعلن الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الوضع في أفغانستان خرج عن نطاق السيطرة، داعياً حركة طالبان إلى وقف هجومها فوراً، ووجّه نداء إلى الأطراف الأفغان لوقف القتال واستئناف التفاوض للتوصّل إلى حلّ سياسي يمنع نشوب حرب أهلية طويلة الأمد وينجي المدنيين.