عربي ودولي

أزمة المحروقات تتفاقم وقطع الطرقات متواصل والجيش يبدأ حملة مداهمات لمحطات الوقود … حراك جدّي في لبنان لتأليف الحكومة والرئيس عون: مسار تشكيل الحكومة سالك

| وكالات

يشهد لبنان حراكاً جدياً لتشكيل الحكومة بعد تجاوز العديد من المعوقات، بحسب ما أعلنه الرئيس ميشال عون أمس فإن مسار تشكيل الحكومة العتيدة سالك، مشدداً على أن قراره الراسخ هو تحمل مسؤولياته الكاملة في مواجهة الصعوبات مهما بلغ حجم العراقيل.
مساعي تشكيل الحكومة تترافق مع مفاعيل أزمة المحروقات التي تشتد، فالشركات المستوردة لا توزعها، بسبب الخلاف بين الحكومة ومصرف لبنان، حول رفع الدعم عن هذه المادة.
وأمام وفد شبابي زاره في قصر بعبدا أكد عون أن الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان نتيجة سياسات مالية خاطئة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقضي على عزيمتنا في المضي قدماً في معالجة تداعياتها.
وأضاف إن مسار تشكيل الحكومة العتيدة سالك، وآمل أن يخرج الدخان الأبيض قريباً، فتتشكل حكومة تتمكن من تحمل الأعباء الواجبة لمواجهة تراكم الأزمات بما يرضي اللبنانيين، مشدداً على أن أي موقف أو قرار إصلاحي اتخذناه جوبه بعراقيل جمة لم يكن هدفها إلا وضع العصي في الدواليب لغايات باتت مكشوفة للجميع محلياً ودولياً.
وأكد قائلاً: «قراري الراسخ هو تحمل مسؤولياتي الكاملة في مواجهة الصعوبات مهما بلغ حجم العراقيل وتلطي البعض بحجج واهية للتهرب من تحمل ما يترتب عليه من واجبات».
يأتي ذلك على حين أفادت مصادر مقربة من الرئاسة اللبنانية حسب موقع «الميادين» اللبناني، بأن هناك حراكاً جدياً لتأليف الحكومة بعد تجاوز العديد من المعوقات.
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في السادس والعشرين من الشهر الماضي تسمية نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة الجديدة في البلاد، وأعلن الأخير قبل أيام «إحراز تقدّم في مشاورات تشكيل الحكومة مع الرئيس عون».
والأربعاء قال ميقاتي، في كلمة له عَقِبَ لقائه عون: «أحرزنا تقدّماً ولو كان بطيئاً خلال المشاورات مع الرئيس عون بشأن تشكيل الحكومة الجديدة»، مضيفاً «نرتكب إثماً كبيراً في حق لبنان إذا لم نسرع في تشكيل الحكومة».
من جانب آخر دعا الرئيس عون أول أمس إلى «اجتماع استثنائي للحكومة لبحث أزمة الوقود في البلاد»، وذلك بعد قرار حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، رفع الدعم عن المحروقات. بينما رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان دعوة الرئيس عون لاجتماع حكومي.
وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة مجلس الوزراء أن «دياب ما زال عند موقفه بعدم خرق الدستور وعدم دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع».
وعلّق سلامة، على قرار رفع الدعم عن المحروقات، قائلاً إن «قرار تمويل عمليات فتح الاعتمادات بأسعار معينة لتموين استيراد المحروقات يرتبط بإمكانيات مصرف لبنان»، وقال: «إذا وصل الاحتياطي الإلزامي الموجود لدى البنك المركزي إلى الخط الأحمر فهو مضطر أن يوقف تمويل هذه الاعتمادات، وإعطاء البديل».
واعتبر سلامة في حديث إذاعي أمس أن «البديل بأن يصار إلى تشريع في مجلس النواب يسمح لمصرف لبنان استخدام التوظيفات الإلزامية لتمويل استيراد المحروقات»، وقال إن «الجميع كان على علم بقرار رفع الدعم عن المحروقات من الحكومة إلى مجلس النواب إلى رئاسة الجمهورية»، وأضاف: «تفضلوا إلى مجلس النواب وأقرّوا قانوناً لتمويل الاستيراد»، واعتبر أن «هناك فريقاً كان يسعى دائماً لتكسير النظام المصرفي وتهديمه لصناعة اليأس في لبنان».
وفي وقت سابق، أكد مصرف لبنان المركزي في بيان له عدم قدرته على الاستمرار في دعم المحروقات بحجة رفضه لـ«المساس بالاحتياطيات الإلزامية». وأتى بيان المصرف عقب إعلانه الأربعاء الماضي رفع الدعم عن المحروقات، وتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات، ولكن «باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية تبعاً لأسعار السوق».
وأقدم العديد من المواطنين حسب صحيفة «النهار» على إقفال الطرق أمام المحطات التي رفعت خراطيمها، حيث قطع محتجون الطريق السريع في منطقة شكا في الاتجاهين عند إحدى محطات المحروقات، احتجاجاً على عدم تعبئة الوقود للسيارات التي تنتظر، إذ ركن السائقون سيارتهم في وسط مسلكي الطريق السريع، ما تسبب بزحمة سير خانقة.
بدوره بدأ الجيش اللبناني أمس السبت، حملة مداهمات واسعة لمحطات الوقود للكشف عن مخزونها من المحروقات.
وقال الجيش اللبناني في بيان عبر صفحته الرسمية على «تويتر» إن «وحدات الجيش ستباشر عمليات دهم محطات تعبئة الوقود المقفلة وستصادر كل كميات البنزين التي يتم ضبطها مخزنة في هذه المحطات على أن يصار إلى توزيعها مباشرة على المواطن من دون بدل».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن