قضايا وآراء

رسالة ذل وعار من تحت الماء

| أحمد ضيف الله

في الـ8 من آب 2021، قام نائب وزير الخارجية البحريني عبد اللـه بن أحمد آل خليفة بزيارة رسمية لتل أبيب استغرقت 4 أيام، ضمن عملية مكثفة ومتسارعة لتطبيع العلاقات بين الكيانين الإسرائيلي والبحريني، حيث وقّعا مذكِّرة تفاهم بشأن «تعزيز التعاون بينهما ضد إيران» في مجال البحوث التي تساعد البلدين على «مكافحة إيران في حرب الأفكار»! وقال «الشيخ» البحريني: إن إيران تشكل «تهديداً مشتركاً سواء لإسرائيل أم للبحرين»، وإنه «من المخطط إقامة احتفال كبير بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاقيات التطبيع. لا يمكن أن ندع 15 تشرين الثاني يمُر هكذا، يجب أن نحتفل»!، حسبما نشرته وسائل إعلام الكيان الإسرائيلي، وكان وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني قد اعتبر لدى زيارة فلسطين المحتلة في الـ18 من تشرين الثاني 2020 أن «فتح سفارات في كل من إسرائيل والبحرين هو لتشجيع كل ما من شأنه تعزيز اتفاق السلام»!
عقب توقيع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني مع وزير الخارجية الإماراتي عبد اللـه بن زايد آل نهيان اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني في الـ15 أيلول 2020 في واشنطن بحضور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورعايته، بعد أن كانت الإمارات قد أعلنت التطبيع مع الكيان الصهيوني في الـ13 من آب 2020، شهدت ساحة برج خليفة في إمارة دبي، في ساعات الصباح الأولى عزف نشيد الاحتلال الإسرائيلي احتفالاً بتوقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتي تطبيعهما مع الاحتلال الإسرائيلي! ولم أتحقق إن كان النشيد قد ترافق مع آذان الفجر أم جاء بعده.
وفي الوقت الذي يستمر الكيان الإسرائيلي بانتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان، مُنكلاً بالشعب الفلسطيني كل يوم، قاتلاً أبناءه العزل، مستولياً على بيوتهم في حي بطن الهوى وحي البستان والشيخ جراح بمدينة القدس وغيرها من المدن الفلسطينية، هادماً منازلهم في مختلف المدن الفلسطينية بحجج مختلفة، منتهكاً حرمة المسجد الأقصى بقطعان مستوطنيه وبحماية قواته العسكرية.
يُلوح عبد اللـه بن أحمد آل خليفة، ومدير عام وزارة الخارجية آلون أوشبيز بالعلمين البحريني والإسرائيلي من تحت الماء في رحلة غطس بأحد الشواطئ على البحر المتوسط لدى زيارة آل خليفة لفلسطين المحتلة في الـ8 من آب الجاري، حيث نشر صور الرحلة أوشبيز، معلقاً «يعرف المرء أنها صداقة حقيقية عندما يكون شريكك في السلام هو رفيقك في الغوص».
أهلنا في فلسطين المحتلة، وهم يقفون متحدين بالصمود والصبر في مواجهة المحتل الإسرائيلي، يعتصر قلوبهم الألم والحسرة من خيانة وغدر عربان قيل لهم إنهم أشقاؤكم. عربان داسوا بأرجلهم عقالاً كانوا يضعونه فوق رؤوسهم، واستبدلوه بـ «الكيباه»، ليجبر الأحرار والشرفاء على رؤية أحمق يغوص مع محتل قاتل وناهب أرض في موقف ذل وعار وهما يلوحان بعلم كيانيهما من تحت الماء.
التطبيع البحريني المتسارع والمجاني مع العدو الصهيوني، اعتراف للدولة المحتلة بإجازة القتل والتعذيب والتهجير والاضطهاد لإخواننا في العروبة والدين والإنسانية، لينسجم ذلك مع الطبيعة الإرهابية الصهيونية وهو اتفاق بين نظام استبدادي في البحرين وحكومة احتلال في فلسطين، وكلاهما كيانان غير شرعيين.
التطبيع مع الكيان الإسرائيلي طعنة في الظهر، وخيانة عظمى، وخروج عن إرادة الإجماع الإسلامي والعربي والفلسطيني في رفض وجود الكيان الصهيوني، وهو تحد صارخ لإرادة الشعب البحريني وانقلاب على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين، وهو لن يحمي كيان المملكة البحرينية ولا مصالحها العليا، كما لن يوفر الأمن لا للكيان البحريني ولا للمنطقة ومن يظن عكس ذلك فهو مخطئ وأحمق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن