سورية

عفرين «جائزة ترضية» له مقابل السماح بفتح طريق «M4»! … عين الجولاني على مناطق ميليشيات تركيا في حلب بمباركة من نظام أردوغان

| حلب- خالد زنكلو

نقلت مصادر إعلامية معارضة مقربة من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ومظلته ما تسمى «هيئة تحرير الشام» أن متزعمها، أبو محمد الجولاني، يسعى إلى مد نفوذه من إدلب إلى المناطق التي تهيمن عليها الميليشيات التابعة للنظام التركي شمال وشمال شرق حلب، وبدعم من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان غير المعترض على رغبات ومطامح متزعم الفرع السوري لتنظيم القاعدة ما دامت تصب في مصلحته، التي تقتضي بمنحه عفرين المحتلة كـ«جائزة ترضية» مقابل السماح بفتح طريق عام حلب – اللاذقية.
وكشفت المصادر لـ«الوطن»، أن الجولاني أصبح في الآونة الأخيرة يعلن صراحة إلى جلّاسه أن لديه رغبة، بل بات يعمل، لتعميم تجربته في «حكم» إدلب، بجناحيه العسكري والسياسي المتمثل بما تسمى «حكومة الإنقاذ»، إلى مناطق حلب التي تسيطر عليها الميليشيات الممولة من النظام التركي من عفرين إلى إعزاز وصولاً إلى جرابلس والباب.
وأشارت المصادر إلى أن الجولاني بات يعتقد أنه صار مقبولاً لدى الدوائر الغربية بعد محاولات تعويمه الحثيثة والمتكررة من النظام التركي، على الرغم من أنه ما زال مدرجاً مع تنظيمه على قائمة الإرهاب الأممية ومع أن الإدارة الأميركية الجديدة ما زالت ترفض إزالته من القائمة.
وروت المصادر عن متزعم الفرع السوري لـ«القاعدة» في أحد لقاءاته مع «ناشطين» محليين أن النظام التركي لا يمانع بتوسيع دائرة «حكمه» من إدلب إلى المناطق التي يحتلها النظام التركي في حلب، بدءاً من عفرين، ولذلك، بدأ بنسج خيوط العلاقات اللازمة لذلك منذ فترة ليست بالقصيرة.
ونوهت إلى أن هيمنة الجولاني على عفرين يمنح «النصرة» موارد مالية كبيرة، يساعدها على ذلك سيطرتها على «معبر الغزاوية» الذي يربط إدلب وريف حلب الغربي بعفرين وبقية المناطق المحتلة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وقالت: إن نظام رجب طيب أردوغان أعطى «الضوء الأخضر» لربيبه الجولاني لمد نفوذه إلى عفرين بعد إخفاقه الذريع، منذ احتلال المنطقة في آذار ٢٠١٨، في وقف الاقتتال الدائر بين الميليشيات المتناحرة فيها على النفوذ والنهب وحصتها من تجارة المخدرات ونهب الآثار واختطاف المدنيين بدافع الفدية، على أن تشكل عفرين منطلقاً نحو بقية مناطق شمال وشمال شرق حلب التي تعاني هي الأخرى الأمرين من انتهاكات وتعديات واقتتال ميليشياتها المنضوية تحت مظلة ما يسمى «الجيش الوطني» مع غياب الأمن والاستقرار باستمرار عمليات تفجير العبوات الناسفة بمتزعمي ومسلحي الميليشيات.
ورأت، أن إنجاح جهود «النصرة» من النظام التركي بتوسيع نطاق نفوذها ليشمل مناطق من حلب، تخفف الضغوط الروسية على النظام التركي لطردها مع بقية التنظيمات الإرهابية من الشريط الآمن المحيط بعمق ٦ كيلو مترات من طرفي الطريق الدولي حلب – اللاذقية، المعروفة بطريق «M4»، وفق ما نص عليه «اتفاق موسكو» الروسي التركي عام ٢٠٢٠، بغية فتح الطريق أمام حركة المرور والترانزيت.
ولفتت إلى أن النظام التركي قد يمنح الجولاني و«النصرة» «جائزة ترضية» بالسيطرة على عفرين مقابل الانسحاب من محيط «M4» بعد تعثر جهود وضعه في الخدمة لأكثر من عام ونصف العام، متجاهلاً أن عفرين وبقية المناطق المحتلة، هي أراض سورية ستعود إلى الدولة السورية الشرعية طال الزمان أم قصر.
وقالت المصادر: خلال الأشهر الأخيرة توسطت ميليشيات «الشعيطات» التي يقاتل إرهابيوها تحت إمرة الجولاني في إدلب وتحت راية «تحرير الشام»، لإقامة تحالف مع الإرهابي محمد الجاسم الملقب بـ«أبو عمشة»، وهو متزعم ميليشيات «السلطان سليمان شاه» أو ما يعرف بـ«العمشات» على اعتبار أنه صاحب النفوذ الأكبر في عفرين و«الصبي» المدلل لدى أردوغان لأنه «عرّاب» صفقات المرتزقة السوريين الذين يساقون إلى جبهات القتال خارج سورية، ولاسيما إلى ليبيا.
وأضافت: نجحت الجهود وعن طريق «شرعيي» و«أمنيي» «النصرة»، مثل «أبو ماريا القحطاني» و«مظهر الويسي» اللذين قاما بجولات مكوكية بين الطرفين، في نسج علاقة مصالح على مستوى عال بين الفريقين قد تتكلل قريباً باتخاذ قرار بدخول الجولاني على خط توطيد نفوذه في عفرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن