الجيش يردّ على إرهابيي «خفض التصعيد» شمالاً بمباركة تركية.. عفرين جائزة ترضية لـ«النصرة» مقابل السماح بفتح «M4»!
| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي
دكّ الجيش العربي السوري بمدفعيته أمس، مواقع للإرهابيين في الزيارة والعنكاوي بسهل الغاب الشمالي الغربي، وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش دكّ أيضاً نقاطاً للإرهابيين في معارة النعسان والبارة بريف إدلب الشرقي والجنوبي.
وأكد المصدر أن ضربات الجيش للإرهابيين بريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي والشرقي، كانت رداً على خروقاتهم المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار بـمنطقة «خفض التصعيد».
يأتي ذلك في وقت نقلت فيه مصادر إعلامية معارضة مقربة من «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» أن متزعمها الإرهابي أبو محمد الجولاني، يسعى إلى مد نفوذه من إدلب إلى المناطق التي تهيمن عليها الميليشيات التابعة لتركيا شمال وشمال شرق حلب، بدعم من النظام التركي غير المعترض على رغبات ومطامح متزعم الفرع السوري لتنظيم القاعدة ما دامت تصب في مصلحته، والتي تقتضي بمنحه عفرين «جائزة ترضية» مقابل السماح بفتح طريق عام حلب اللاذقية.
وكشفت المصادر لـ«الوطن»، أن الجولاني أصبح في الآونة الأخيرة يعلن صراحة على جلّاسه أن لديه رغبة، بل بات يعمل، لتعميم تجربته في «حكم» إدلب، بجناحيه العسكري والسياسي المتمثل بـ«حكومة الإنقاذ»، إلى مناطق حلب التي تسيطر عليها الميليشيات الممولة من النظام التركي من عفرين إلى إعزاز وصولاً إلى جرابلس والباب.
وأشارت المصادر إلى أن الجولاني بات يعتقد أنه، صار مقبولاً لدى الدوائر الغربية بعد محاولات تعويمه الحثيثة والمتكررة من النظام التركي، على الرغم من أنه ما زال مدرجاً مع تنظيمه على قائمة الإرهاب الأممية ومع أن الإدارة الأميركية الجديدة ما زالت ترفض إزالته من القائمة.
وروت المصادر عن متزعم الفرع السوري لـ«القاعدة» في إحدى لقاءاته مع ناشطين محليين أن النظام التركي لا يمانع بتوسيع دائرة حكمه من إدلب إلى المناطق التي يحتلها النظام التركي في حلب، بدءاً من عفرين، ولذلك، بدأ بنسج خيوط العلاقات اللازمة منذ فترة ليست بالقصيرة، ونوّهت إلى أن هيمنة الجولاني على عفرين يمنح «النصرة» موارد مالية كبيرة، ويساعده على ذلك سيطرته على «معبر الغزاوية» الذي يربط إدلب وريف حلب الغربي بعفرين وبقية المناطق المحتلة في ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي.
وقالت بأن نظام رجب طيب أردوغان أعطى «الضوء الأخضر» لربيبه الجولاني لمد نفوذه إلى عفرين بعد إخفاقه الذريع، منذ احتلال المنطقة في آذار ٢٠١٨، في وقف الاقتتال الدائر بين الميليشيات المتناحرة فيها على النفوذ والنهب، وحصتها من تجارة المخدرات، ونهب الآثار واختطاف المدنيين بدافع الفدية، على أن تشكل عفرين منطلقاً نحو بقية مناطق شمال وشمال شرق حلب.
ورأت أن إنجاح جهود «النصرة» من النظام التركي بتوسيع نطاق نفوذه ليشمل مناطق من حلب، تخفف الضغوط الروسية على النظام التركي لطرده مع بقية التنظيمات الإرهابية من الشريط الآمن المحيط بعمق ٦ كيلو مترات من طرفي الطريق الدولي حلب اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، وفق ما نص عليه «اتفاق موسكو» الروسي التركي لعام ٢٠٢٠، بغية فتح الطريق أمام حركة المرور والترانزيت.
ولفتت إلى أن النظام التركي قد يمنح «النصرة» والجولاني «جائزة ترضية» بالسيطرة على عفرين مقابل الانسحاب من محيط «M4» بعد تعثّر جهود وضعه في الخدمة لأكثر من عام ونصف العام، متجاهلاً أن عفرين وبقية المناطق المحتلة، هي أراضٍ سورية ستعود إلى حكم شرعية الدولة السورية طال الزمان أم قصر.