لم يكد الدوري ينطلق حتى بدأت مشاكل فريق الاتحاد تطفو على السطح بشكل متسارع وغير متوقع حيث حزم عدد من اللاعبين حقائبهم وغادروا إلى محافظاتهم نتيجة عدم الالتزام بسداد مستحقاتهم المالية من الدفعة الأولى لمقدمات العقود بعد عدة وعود قطعها مجلس الإدارة على نفسه، وهو ما أجبر مدرب الفريق أنس صابوني على الذهاب إلى اللاذقية لمواجهة تشرين في الجولة الأولى من بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم دون أبرز المحترفين الذي جلبهم بنفسه في موقف لا يحسد عليه ليعود إلى حلب بهزيمة أمام بطل الدوري تشرين بهدفين لهدف وسط جدل كبير خلفته هذه الأزمة التي تصاعدت بوتيرة عالية وغير متوقعة خاصة أن الفريق لم يدخل الموسم الكروي بعد وجاءت البداية على هذه الشاكلة ومنذ أول مباراة رسمية فكيف سيكون الحال في القادمات؟
غياب أهل الخبرة!
اللاعبون الذين رفضوا خوض المران الأخير يوم الأربعاء الماضي وقبل التوجه إلى اللاذقية هم: ياسر شاهين، حازم محيميد، فادي مرعي، علي خليل، سامر خانكان، عبد الهادي شلحة، علي خليل، والسبب هو الوعود الكثيرة التي أطلقها مجلس الإدارة ولم ينفذ منها شيئاً بما يخص صرف الدفعة الأولى من مقدم العقود، علماً أن جميع اللاعبين المشار إليهم كانوا قد وقعوا على عقودهم أمام لجنة التوثيق في الاتحاد العربي السوري لكرة القدم ولم يقبضوا من نسبة 30% شيئاً في بادرة تعبر عن الالتزام من جهتهم لكن التأخر والمماطلة خلق شيئاً من عدم الثقة وترك فجوة لم يستطع أحد في نادي الاتحاد من حلها وتقريب وجهات النظر بين الجانبين ما دفع اللاعبين لمغادرة حلب وترك الفريق يواجه مصيره أمام تشرين ويرى البعض أن ما يحدث سببه عدم وجود شخص يمتلك الكاريزما والخبرة اللازمة لإدارة أمور الفريق وتذليل كل تلك العقبات بعد اعتذار الكابتن جمعة الراشد عن الإشراف على فريق رجال كرة القدم لأسباب مختلفة ليتسلم عضو مجلس الإدارة أيمن حزام هذا الملف الشائك وهو بالأصل مسؤول التنظيم وتبدو إمكانياته محدودة بهذا المجال.
سوء تنظيم
مدرب الفريق الكابتن أنس صابوني ومع عزوف اللاعبين عن الحضور خرج بقرار يؤكد فيه أن الاتحاد سيلعب بمن حضر وهي فرصة لزج عدد من الشبان في هذا اللقاء بحسب رأيه لكن من جانب آخر يوضح حالة الفوضى الإدارية وسوء التنظيم ليخرج أحد أعضاء مجلس الإدارة ويؤكد أن المبالغ تم تحويلها من قبل الشركة الداعمة بالخطأ لحساب النادي بدلاً من حساب اللاعبين وقد تم تدارك الأمر مع نهاية الدوام الرسمي من يوم الخميس الماضي، حيث وصلت المستحقات إلى حساباتهم لكن كل شيء كان قد انتهى.
عقوبات وانضباط
حالة الغضب الجماهيري شهدت رفضاً مطلقاً لما حدث من تصرف من قبل اللاعبين عبر تركهم الفريق في أول عثرة وهو ما دفع مجلس الإدارة للتحرك وعقد اجتماع استثنائي مع المحترفين القادمين من خارج المحافظة بعد عودة الفريق من اللاذقية مساء يوم السبت الماضي قبل تفاقم الأزمة أكثر من ذلك ومحاولة اتخاذ إجراء انضباطي واحتوائي ولملمت القصة قبل مواجهة الجيش المهمة يوم الخميس المقبل في حلب، حيث تقدم اللاعبون باعتذار رسمي عما بدر منهم ووضعوا أنفسهم تحت تصرف الجهاز الفني والتحلي بالانضباط الكامل على أن يتخذ مجلس الإدارة العقوبة المناسبة وفق اللائحة الانضباطية للاتحاد العربي السوري لكرة القدم وضرورة عدم تكرار ما حدث، في حين استمر غياب اللاعب سامر خانكان الذي رفض الالتحاق بسبب نيته المغادرة إلى البحرين بعد تلقيه عرضاً من أحد الأندية هناك على أن يتخذ نادي الاتحاد الإجراءات القانونية بحقه.