عربي ودولي

إيران تدعم السلام والأمن والاستقرار فيها.. ومعظم السفارات الغربية باتت في مطار كابل … روسيا مستعدة للعمل مع الحكومة الانتقالية.. وأميركا حققت هدفها!

| وكالات

في ظل التطورات الميدانية المتسارعة والمباغتة في أفغانستان، توالت ردود الأفعال الدولية التي لم تكن مواقفها على مسافة واحدة، ففي أول رد فعل لروسيا، أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان مدير القسم الآسيوي الثاني في وزارة الخارجية زامير كابلوف عن استعداد بلاده للعمل مع الحكومة الانتقالية في أفغانستان وقال «لقد دعمنا دائماً الحكومة الانتقالية وسنعمل بالطبع».
ورداً على سؤال حول إذا ما كانت روسيا مستعدة للاعتراف بحركة «طالبان» كسلطات شرعية قال الدبلوماسي الروسي: «لم نعترف بها بعد لكن كل شيء له وقته» مشيراً إلى وجود اتصالات بين موسكو وواشنطن بشأن الوضع في أفغانستان.
بدوره أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن بلاده أبلغت وفد «طالبان» إلى مفاوضات السلام في الدوحة، بأن «أي إجراء من شأنه أن يهدد حياة الأميركيين سيقابل برد عسكري سريع وقوي».
وقال: «الوجود العسكري الأميركي المستمر في أفغانستان لن يحدث فرقاً، في حال لم يرغب الجيش الأفغاني في الاحتفاظ ببلاده»، مشيراً إلى أنه وافق على إرسال قوات عسكرية إضافية إلى كابل للمساعدة في سحب السفارة الأميركية بأمان وإخراج الأفراد من أفغانستان.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة حققت الهدف الرئيس من وجودها العسكري في أفغانستان، ورفض المقارنة مع انسحاب الأميركيين من هذا البلد وفيتنام.
وأقر بلينكن بأن الإنجازات الميدانية الواسعة التي حققتها حركة «طالبان» خلال فترة قصيرة كانت أسرع مما كان متوقعاً، مدافعاً في الوقت نفسه عن قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من البلاد.
وأفادت قناة CBS الأميركية بأن سفير الولايات المتحدة في أفغانستان روس ويلسون تم إجلاؤه من مقر البعثة الدبلوماسية ونقله إلى مطار كابل.
إلى ذلك قال مساعد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، عباس مقتدائي: إن طهران تدعم الحوار الأفغاني الأفغاني، مشيراً إلى أن «الأزمة في أفغانستان ينبغي لها ألا تؤدي إلى زيادة أعداد النازحين إلى البلدان الأخرى»، مؤكداً أن «بلاده لا تتدخل في شؤونها الداخلية، لكنها تدعم السلام والأمن والاستقرار فيها، وتؤمن بأن الشعب هو الذي ينبغي له أن يحدّد مصيره بنفسه».
ونصح الحكومة الأفغانية والقوى السياسية الفاعلة في البلاد «بألاّ تتصرّف على نحو يؤدي إلى زيادة أعداد النازحين، وعليها الاهتمام بحقوق مواطنيها».
وأكد مقتدائي أن «الجمهورية الإيرانية ترصد الأوضاع في مناطقها الحدودية بدقة»، مضيفاً إنها «تتوقع، من جهة أخرى، الاهتمام بالشؤون المرتبطة بالوضع الحدودي، والمحافظة على أواصر الصداقة، وعدم المساس بأمنها الحدودي».
ويعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين اجتماعاً لمجلس الأمن الوطني على خلفية التطورات في أفغانستان، حسبما أوردت قناة BFM TV التلفزيونية نقلاً عن قصر الإليزيه.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن نقل سفارة بلاده في أفغانستان من مبنى وسط العاصمة كابل إلى مطار المدينة لمواصلة عملها على تنظيم إجلاء المواطنين الفرنسيين والأفغان ممن تعاونوا مع الفرنسيين.
إلى ذلك قررت إيطاليا أمس إجلاء دبلوماسييها ورعاياها بشكل عاجل، وأعلنت أن أول رحلة عسكرية ستصل إلى كابل اليوم لبدء عملية الإجلاء وقال وزير الدفاع لورنزو جويريني إنه قرر أيضاً تسريع نقل المتعاونين الأفغان إلى إيطاليا.
من جهته أعلن وزير الخارجية الألماني في تغريدة على تويتر أن برلين نقلت أمس موظفيها الدبلوماسيين في أفغانستان إلى مطار كابل قبل إجلائهم المقرر اليوم الإثنين، فيما أكدت هولندا نقل سفارتها في العاصمة كابل لموقع قرب المطار الدولي وقالت وزارة الدفاع إنها «أرسلت طائرة عسكرية إلى كابل في إطار جهودها لإجلاء الجنود الباقين».
ومن جانبه قال مصدر في مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أن البرلمان البريطاني سيقطع عطلته الصيفية الأسبوع المقبل لبحث الوضع في أفغانستان مع دخول مقاتلي حركة «طالبان» العاصمة كابل.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية في وقت سابق أمس أن بريطانيا تعمل على حماية مواطنيها ومساعدة موظفين بريطانيين سابقين مؤهلين آخرين على مغادرة أفغانستان مع دخول مقاتلي «طالبان» إلى كابل.
وزير الخارجية الكندي مارك جارنو قال بدوره في بيان إن «بلاده ستعلق مؤقتاً عملياتها الدبلوماسية في كابل وإن أفرادها في طريق العودة لبلادهم».
ومن جانبه أعلن حلف شمال الأطلسي «ناتو» أنه سيبقي على وجوده الدبلوماسي في كابل رغم تقدم طالبان وسيساعد في استمرار تشغيل مطار المدينة وقال مسؤول في الحلف «الناتو يقيّم باستمرار التطورات في أفغانستان».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن