عشرات الضحايا بانفجار خزان وقود في عكار … عون: المأساة أدمت القلوب.. نصر الله: يجب تشكيل الحكومة خلال 3 أيام
| وكالات
بعد أيام على إحياء ذكرى انفجار مرفأ بيروت، جاءت كارثة بلدة التليل العكارية بانفجار خزان وقود أدى إلى وفاة عشرات الضحايا، كأن لبنان مرصود أو مصاب بلعنة زادت من مأساة المعذّبين في يومياتهم والساعين وراء لقمة عيشهم.
وأكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن «الحزب جاهز وحاضر لأي مساعدة بمؤسساتنا في ما جرى في عكار»، وقال: «المطلوب الكشف عن تفاصيل الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها وأخذ العبرة من هذه الحادثة المؤلمة حتى لا تتكرر في عكار أو أي منطقة أخرى من لبنان».
وبين نصر الله أنه و«بدل أن تتداعى القوى السياسية والشخصيات والجميع للملمة الجراح ومواساة المصابين واستيعاب الحادثة بدأ التراشق الإعلامي بالشتائم والاتهامات والتوظيف السياسي والمغالاة الجارحة»، مشدداً على أنه «يجب تشكيل حكومة خلال 3 أيام بالكثير وإلا سيكون الجميع يرتكبون جريمة بحق هذا البلد»، وتابع: «من قلب هذه الجراح نقول كفى لأن هذا البلد لم يعد يحتمل وليس مطلوب منكم أن تقدموا دمائكم أو دماء الناس، والبعض يقول إننا أمام الانهيار لا نحن في الانهيار والبعض يقول نحن أمام فوضى لا نحن في فوضى ولكن الأمر مقدور عليه، والحل في هذا المسألة بتشكيل حكومة».
بدوره أكد رئيس تكتل نواب بعلبك الهرمل عضو كتلة الوفاء للمقاومة في لبنان النائب حسين الحاج حسن أن الضغوط والعقوبات على لبنان تستهدف تهديد اللبنانيين بسنوات صعبة لإرغامهم على تنفيذ الشروط الأميركية بتسليم سلاح المقاومة وترسيم الحدود البحرية والتوطين خدمة للكيان الإسرائيلي.
وأوعز وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن للمستشفيات باستقبال جرحى الانفجار على نفقة الوزارة، مشيراً إلى أن فرق الإنقاذ تواجه مشكلة في نقل الجرحى نتيجة أزمة الوقود، فيما أعلن الصليب الأحمر اللبناني أن فرقه نقلت 28 ضحية و79 جريحاً من مكان وقوع الانفجار، كما أعلنت المراكز الصحية في المنطقة حاجتها الملحة للتبرع بالدم.
وأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن ألمه الشديد على ضحايا الانفجار، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، وقال: «إن هذه المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي ألمت بهم».
كما طلب الرئيس عون من القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الانفجار، مشدداً على تكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين.
وعلّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الفاجعة، وقال: «فجرٌ أسود ودامٍ جديد في تاريخ لبنان واللبنانيين، وهذه المرة من عكار الحرمان… من بلدة التليل التي فجعت وفجع معها كل اللبنانيين بسقوط العشرات من خيرة أبنائها وأبناء عكار شهداء والمئات من الجرحى».
وأضاف: «أمام هذه المأساة الوطنية نتقدم من أبناء عكار ومن أهالي بلدة التليل ومن مؤسسة الجيش اللبناني ومن ذوي الشهداء بأحر التعازي وللجرحى الدعاء بالشفاء العاجل».
وفي تطورات أحداث انفجار التليل، أفادت المعلومات بأن عدد الضحايا حتى إعداد هذا الخبر بلغ 28 شخصاً حسبما أفادت وزارة الصحة العامة، على حين تخطى عدد الجرحى الـ78 شخصاً، والحديث عن مجموعة من المفقودين ما زال قائماً من دون أن يكون هناك جزم واضح بالمعلومات.
ووزعت جثث الضحايا وهي في حالة احتراق تام على مستشفيات عكار لاسيما في عندقت والقبيات وحلبا، على حين نقل الجرحى الذين يعانون من إصابات متقدمة إلى مستشفى السلام في طرابلس الذي أعلن عن حاجته للتبرع بالدم من مختلف الفئات والمعونات في جبيل، والذي رفع الصوت مطالباً المساندة والمساعدة وأعلن عن حاجته لمجموعة كبيرة من الأدوية حتى يتمكن من المتابعة في تطبيب الجرحى.
في سياق متصل، حسب موقع «لبنان 24» اللبناني، عبر أهالي عكار عن غضب عارم بطرق وأساليب مختلفة، فقد أقدموا على إشعال النار في منزل أحد أبناء بلدة التليل الذي علم أن الأرض الذي كان يركن الصهريج فيها وانفجر فيها تابعة له، وقد منعوا فرق الدفاع المدني من الوصول إلى المنزل وإخماد الحريق، كما أقدمت مجموعة من أبناء المنطقة على تحطيم السيارات ومختلف الممتلكات التابعة له بصورة كلية.
وكشفت المعلومات عن ضياع وارتباك في صفوف الأهالي إذ إنهم وحتى اللحظة لم يتمكنوا من استيعاب هول الكارثة التي ألمت بهم وهم في حالة من الصدمة والبحث عن جثث أولادهم في المستشفيات.
من جهته، ناشد الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير كل الجمعيات والمنظمات الدولية العاملة في لبنان، تسليم ما توافر لديها من أدوية وأمصال ومستلزمات طبية خاصة بمعالجة الحروق من الدرجتين الثانية والثالثة إلى مستشفيات عكار وطرابلس.
وأعلن خير بعد جولة في مستشفى السلام في طرابلس «وجود اتصالات مع تركيا، ومحاولة التواصل مع مصر لنقل الحالات الخطرة إلى الخارج».
وانفجرت ليل أول من أمس السبت، خزانات وقود في بلدة التليل عكار شمال لبنان، كانت مخبأة في قطعة أرض بالبلدة، بعدما صادرها الجيش اللبناني، وبدأ بتوزيع محتوياتها بحضور 200 شخص تقريباً.
ويعاني لبنان نقصاً حاداً بالوقود خاصةً بعد قرار المصرف المركزي رفع الدعم عن المحروقات، وشهدت البلاد في الأيام الأخيرة حوادث خطف صهاريج، ما دفع الجيش اللبناني إلى الإعلان أنه سيداهم محطات الوقود والمستودعات وسيصادر أي كميات مخبأة ويوزعها على المواطنين.
في غضون ذلك قال الحاج حسن في كلمة له حسب وكالة «سانا»: إن المطلوب «ألا يخدعنا أحد بإعلامه ولا بحملات التضليل واختلاق الأكاذيب والشائعات وخصوصاً أن هناك عملاً كبيراً للتحريض ضد المقاومة وتحميلها مسؤولية الأزمات التي يعيشها اللبنانيون».
وشدد الحاج حسن على أن القوى الوطنية تعمل على الدفع من أجل تشكيل حكومة جديدة وإحباط كل المشاريع الأجنبية الرامية لضرب وحصار المقاومة في لبنان.