سورية

متزعمو «النصرة» يتحكّمون ببيع المزروعات وتزايد حالات اختطاف الأطفال في الشمال

| وكالات

أصدرت ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي غطاء له قراراً تحكمت عبره بعملية بيع وأسعار «الخضار والفواكه»، حيث منعت دخول شاحنات المنتجات الزراعية من ريف حلب الشمالي إلى مناطق سيطرتها في إدلب، وذلك بالتزامن مع بدء قطاف الخضراوات الموسمية التي تنتجها مناطق يسيطر عليها متزعمو التنظيم في سهل الروج غرب إدلب.
جاء ذلك في وقت تزايدت حالات فقدان الأطفال مؤخراً في المناطق التي تسيطر عليها قوات الاحتلال التركي و«النصرة».
وأصدرت ما تسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لـ«النصرة» قراراً يقضي بمنع دخول الشاحنات المحملة ببعض المنتجات الزراعية من ريف حلب الشمالي إلى مناطق سيطرتها في إدلب، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وشمل القرار، الملوخية والبصل والبطاطا والخيار والكوسا والجبس والفليفلة، وتم تحديد تاريخ منع دخول كل مادة وتاريخ الانتهاء.
كما أصدر معبر «باب الهوى» الحدودي بين سورية وتركيا والخاضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية الموالية لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان في الحادي عشر من الشهر الماضي، قراراً يقضي بمنع دخول البصل اليابس والثوم والبطاطا والكوسا والخيار والجبس والبندورة.
وأكد مزارعون في محافظة إدلب، أن قرار «تحرير الشام» جاء بالتزامن مع بدء قطاف الخضراوات الموسمية في منطقة سهل الروج غرب إدلب، إذ إن هذه المحاصيل خاصة بمتزعمين من «الهيئة» ومزروعة بكميات كبيرة من البطاطا والملوخية والبصل والجبس، الأمر الذي أتاح لهم التحكم بالأسعار وفقاً لما يخدم مصالحهم.
ولاقى القرار موجة من السخرية والسخط الشعبي بين السكان، وخاصة بعد أن شهدت أسواق إدلب تعديلات جديدة على اللوائح التسعيرية، حيث رأى العديد من السكان أن جميع قرارات «حكومة الإنقاذ» تصب في مصلحتها، حيث تكسب مرابح طائلة على حساب السكان الذين يعانون من ظروف معيشية واقتصادية مزرية.
من جهة ثانية، تزايدت حالات فقدان الأطفال في مناطق شمال سورية، مؤخراً، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، أو مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب، حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وأوضح ما يسمى مكتب شؤون الجرحى والمفقودين في إدلب، أن تزايد حالات فقدان الأطفال يعود إلى الواقع المعيشي وعمالة الأطفال، والأزمات التي تعصف بالسكان وعلى رأسها التهجير وتغيير مكان السكن لأكثر من مرة.
وذكر، أن عدد الأطفال المفقودين خلال حزيران الماضي فقط، وصل إلى 19 طفلاً من أصل 80 مفقوداً، بينهم 52 رجلاً وتسع نساء، عاد 62 منهم بعد فترة غياب.
بدوره، أكد ما يسمى المدير الإعلامي لمكتب شؤون الجرحى والمفقودين المدعو محمود الإبراهيم، أن موضوع الخطف الذي يروّج له بكثرة مؤخراً صحيح وشائع، لكن «حالات خطف أطفال للحصول على فدى مالية لا تتجاوز نسبة 1بالمئة، في حين تتكرر حالات خطفهم من قبل ذويهم في بعض حالات الخلافات الأسرية بين الزوجين.
وأشار الإبراهيم إلى أن آلية تقليل نسبة فقدان الأطفال تحديداً تحتاج إلى عمل وتكاتف جهات مختلفة، في حين أن أهم ما تحتاجه المنطقة بالدرجة الأولى هو الاستقرار.
على خط مواز، واصلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» الانفصالية أعمالها الإجرامية في تجنيد الأطفال بمناطق سيطرتها شمال شرق سورية، وذلك عبر ما تسمى «الشبيبة الثورية» التابعة لما يسمى «حزب الاتحاد الديمقراطي – با يا دا»، وذلك حسبما أكدت مواقع إلكترونية داعمة للتنظيمات الإرهابية و«المعارضات».
وتعاني الأمهات في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات «قسد» من مشقّة البحث عن فتياتهنّ، اللواتي جُنّدن قسراً، وهنّ في حكم المختطفات، حيث أوضحت خولة درويش الصطوف، أن ابنتها عهد عبد الغني، وهي من مواليد عام 2005، غادرت البيت، مطلع شهر الحالي، بعد خلاف بينها وبين شقيقها، وبعد مغادرة عهد البيت، خرجت للبحث عنها من دون جدوى، لتعلم لاحقاً أن الفتاة جُندت في صفوف «الشبيبة الثورية» بمدينة القامشلي بمحافظة الحسكة.
وأكّد مصدر أن مراكز «الشبيبة الثورية» كانت غير معلنة، وهي تابعة لـ«با يا دا» لكنه جرى مؤخراً افتتاح مراكز علنية لها، مشيراً إلى وجود مركز على الحزام الغربي لمدينة القامشلي، ومركز آخر في مدينة الشباب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن