هدوء حذر في البادية والجيش يردّ على اعتداءات إرهابيي «خفض التصعيد» … البدء بتنفيذ «خريطة الحل» الشامل في المحافظة ومسلحون بـ«درعا البلد» يعلنون النفير ضد بعضهم بعضاً

تم أمس البدء بتنفيذ «خريطة الحل» الشامل في محافظة درعا، حيث عقدت جلسة مباحثات في المدينة ضمت ضباطاً من اللجنة الأمنية، وممثلين عما تسمى «اللجان المركزية»، تم خلالها الاتفاق على تشكيل «لجنة للحل»، لكن مسلحي حي «درعا البلد» أعلنوا النفير العام وأن أي مسلح سيسلم سلاحه أو يقبل بالرحيل إلى الشمال سيكون هدفاً لهم.
وبينما ساد هدوء حذر أمس في قطاعات البادية الشرقية، واصل الجيش العربي السوري الرد على خروقات الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» لوقف إطلاق النار، في وقت استنفرت فيه الميليشيات الموالية للنظام التركي والرافضة لتمدد تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في أرياف حلب التي يحتلها نظام الرئيس رجب طيب أردوغان المبارك لفكرة وخطوة التمدد.
وفي التفاصيل، فقد كشفت مصادر وثيقة الاطلاع لـ«الوطن» أن مضمون «خريطة الحل» الشامل في درعا والتي سلمتها اللجنة الأمنية أول من أمس لـما تسمى «اللجان المركزية» تتضمن جمع كل السلاح الموجود لدى المسلحين وترحيل الرافضين لها وتسوية أوضاع الراغبين من المسلحين، وإجبار متزعمي الميليشيات على تسليم سلاحهم الخفيف والمتوسط والثقيل ودخول الجيش العربي السوري إلى كل المناطق التي ينتشر فيها مسلحون والتفتيش على السلاح والذخيرة وعودة مؤسسات الدولة إلى كل المناطق.
وأوضحت المصادر، أن جلسة مباحثات عقدت صباح أمس ضمت ضباطاً من اللجنة الأمنية، وممثلين عما يسمى «اللجان المركزية»، تم خلاله الاتفاق على تشكيل «لجنة للحل» مؤلفة من الجهات المعنية بتنفيذ «خريطة الحل»، بهدف متابعة حل الإشكالات طوال فترة المفاوضات.
وأشارت إلى أنه تمت تسمية ضباط من اللجنة الأمنية كممثلين عن الدولة السورية في «لجنة للحل»، في حين تمت تسمية الناطق باسم ما تسمى «اللجنة المركزية» في حي «درعا البلد» المدعو عدنان المسالمة كممثل عما يسمى «اللجان المركزية» وعقد جلسة أخرى لاحقاً يتم فيها استئناف المباحثات. ولفتت المصادر إلى أن يوم غد (اليوم الإثنين) سيكون «مهماً».
في المقابل أعلن متزعم إحدى الميليشيات في «درعا البلد» المدعو محمد السرحان الملقب «كريكو» في تسجيل صوتي حصلت «الوطن» على نسخة منه، «النفير العام»، وأكد أن «أي مسلح سيسلّم سلاحه أو يقبل بالترحيل سيكون هدفاً لهم».
وإلى وسط البلاد، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ «الوطن» أن هدوءاً حذراً ساد قطاعات البادية الشرقية، وأوضح أنه خلال تمشيط الوحدات المشتركة من الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، لقطاعات البادية المختلفة، لم يظهر أي حضور لخلايا تنظيم داعش الإرهابي، لافتاً إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي، نفّذ عدة طلعات، مسح خلالها البادية بحثاً عن أي أثر للدواعش.
وفي قطاعي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي استهدفت بالصواريخ مواقع للإرهابيين في عدة محاور بسهل الغاب، في حين دكّت الوحدات العاملة بقطاع إدلب، بالمدفعية نقاطاً للإرهابيين في محيط مجدليا بريف المحافظة الجنوبي، وذلك ردّاً على خروقات الإرهابيين لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، باعتدائهم بقذائف صاروخية، على نقاط للجيش بمحور الملاجة ومعر دبسة.
من جهة ثانية، وبعد الأنباء التي تحدثت عن عقد «صفقة» بين متزعم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ومظلته «هيئة تحرير الشام» الإرهابي أبو محمد الجولاني ومتزعم ميليشيا «السلطان سليمان شاه» محمد الجاسم الملقب بـ«أبو عمشة»، يسلّم الثاني بموجبها للأول منطقة عفرين مقابل فتح طريق عام حلب- اللاذقية المعروفة بطريق «M4»، استنفرت الميليشيات الموالية للنظام التركي والرافضة لتمدد الفرع السوري لتنظيم القاعدة في أرياف حلب التي يحتلها النظام التركي المبارك لفكرة وخطوة التمدد.