في الذكرى الـ75 لاستقلال بلاده.. سفير الهند: مستمرون بتطوير علاقاتنا وتبادل الخبرات بالطاقة البديلة … الجعفري لـ«الوطن»: علاقاتنا متينة ولم تتزعزع في أي مرحلة
| سيلفا رزوق
أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين، بشار الجعفري، أمس، أن العلاقات السورية الهندية كانت على الدوام تاريخية وعلاقات صداقة متينة لم يهزها شيء ولم تتزعزع على الإطلاق في أي مرحلة، موضحاً أن السوريين فخورون بهذه العلاقات.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش الاحتفالية التي أقامتها السفارة الهندية في فندق «الداما روز» بدمشق، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلال الهند، أكد الجعفري أن الهند دولة كبيرة بحجمها الديموغرافي وبحجم مساحتها، وحققت الكثير من التقدم العلمي، ولذلك فالضغوط الغربية عليها ليست كالضغوط الغربية على الدول الصغيرة.
وأوضح الجعفري، أن الهند على هذا الأساس لديها نوع من الحصانة السياسية إزاء ضغوط الدول التي تسمي نفسها كبرى أو نافذة، وهي ليست دولة صغيرة لكي تخضع لضغوط الخارج، وشعبها لديه كبرياء وإباء وثقة بالنفس ويكفيهم شرفاً أنهم هزموا أعتى استعمار في العالم وهو الاستعمار البريطاني وبالطرق السلمية.
وأكد الجعفري، أن سورية والهند لديهما الكثير من القواسم المشتركة تاريخياً، ولذلك لم يكن غريباً أننا ساهمنا معا بتأسيس حركة عدم الانحياز التي قامت على مبادئ «باندوم» وهي التعايش السلمي بين الأمم وإنهاء الاستعمار والحرية وحق تقرير المصير وغيرها من المبادئ التي كانت الأساس في تأسيس حركة عدم الانحياز عام 1955، حيث كانت سورية والهند ومصر وإندونيسيا من الدول المؤسسة لهذه الحركة.
وأضاف: «صداقتنا مع الهند ليست حديثة وليست مصلحية وليست آنية كذلك، هي صداقة تاريخية قديمة»، معتبراً أن الهند هي مختصر للعالم فيها كل الأديان وكل الثقافات وفيها الكثير من اللغات والكثير من الحضارات وهي مهمة تراثياً للعالم أجمع.
بدوره، وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» وصف سفير الهند في سورية ماهيندر سينغ كانيال، علاقات بلاده مع سورية بالتاريخية، لافتاً إلى أنها علاقة قديمة جداً منذ الاستقلال، حيث استقلت الهند وسورية في العام نفسه ومنذ ذلك الوقت بدأت العلاقات القوية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والبلدان كانا من مؤسسي الأمم المتحدة وأيضاً من مؤسسي دول عدم الانحياز.
وفيما يتعلق بتطوير علاقات البلدين، أكد كانيال، أن هناك سعياً لتطوير العلاقات بمختلف المجالات الثقافية والاقتصادية وخاصة في المجال الثقافي، فالهند بلد متعدد الثقافات وسورية كذلك الأمر، ومن المناسب أن يجري تبادل بالثقافات، كاشفاً أن السفارة الهندية لديها في المرحلة القادمة العديد من النشاطات الثقافية، منها الغنائية ومهرجان الفيلم الهندي الذي سيقام قريباً في سورية، والعديد من المهرجانات الأخرى.
وأشار سفير الهند في سورية إلى أن البلدين بصدد الاستمرار بتطوير علاقاتهما الاقتصادية، وتبادل الخبرات بالطاقة البديلة لاسيما أن الهند رائدة بما يتعلق بالاستفادة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومن الممكن التعاون بهذا المجال، معتبراً أنه من الضروري قيام منصة لتبادل الاحتياجات، بحيث يعرض الجانب السوري احتياجاته ويدرس الجانب الهندي بدوره كيفية تغطية هذه الاحتياجات.
وفي كلمة له خلال الاحتفال، أشار نائب وزير الخارجية والمغتربين، إلى الترابط الحضاري بين سورية والهند ونضالهما ضد الاستعمار بصفتهما جزء من حركة التحرر العالمي وتبادلهما التعاون والتنسيق في المحافل الدولية وفي إطار حركة دول عدم الانحياز الأمر الذي عزّز أواصر الترابط بين البلدين، ولاسيما ما يتعلق بالحفاظ على حقوق ومصالح شعوب الدول النامية.
ولفت إلى موقف الهند الداعم دائماً للقضايا العربية وحق سورية في استعادة الجولان المحتل، وإقامة سلام عادل وشامل في المنطقة الأمر الذي يعكس مستوى التنسيق العالي بين بلدينا في الساحات الدولية.
وأوضح، أنه منذ بدء الأزمة في سورية وقفت الهند مع الحقيقة والتزمت مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية ورفضت الانخراط في أي نشاط من شأنه الحد من سيادتها، مبيناً أن الهند قدمت لسورية الدعم الفني والعديد من المنح الدراسية للطلبة السوريين إضافة إلى إرسالها مواد إغاثية.
ولفت الجعفري إلى وجود رغبة لدى سورية ومختلف دول العالم في أن تلعب الهند دوراً أكبر على الساحة الدولية للدفاع عن مبادئ الحق والقانون الدولي في وجه محاولات الهيمنة في العالم.
وفي كلمته خلال الاحتفالية، أكد سفير الهند، التزام بلاده توسيع دعمها الفني والإنساني والتنموي لسورية واستمرارها في بناء القدرات والمهارات لدى الموارد البشرية السورية، وفق احتياجات البلاد ومتطلباتها.
وأشار إلى ضرورة استكشاف البلدين الصديقين لفرص النمو الاقتصادي الشامل بما يخدم مصلحة شعبيهما، مبيناً عمق علاقات الصداقة المبنية على أسس الاحترام المتبادل، وهو ما أكده وقوفهما معاً في وجه الإرهاب ودعمهما المتبادل في مختلف القضايا وفي المحافل الدولية.