دعوا لتزويد «الحر» بمضادات الطائرات … مقربو تركيا من سياسيين ومسلحين يواصلون الهجوم على روسيا وإيران «المحتلتين»
الوطن – وكالات :
واصل رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة، هجومه على روسيا وإيران مكرراً وصف مساعدتهما للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب بـ«الاحتلال»، ودعا الدول التي التقت في العاصمة النمساوية فيينا، و«الدول الصديقة» إلى العمل على وقف غارات سلاحي الجو السوري والروسي على مواقع التنظيمات المتطرفة، وإلى تزويد المسلحين بصواريخ مضادة للطائرات. وفي حوار أجرته معه وكالة «الأناضول» التركية للأنباء في مدينة اسطنبول، قال خوجة: إن «استطاعت هذه الدول (التي اجتمعت في فيينا و«الدول الصديقة») أن توفر وقف القصف على المناطق الآمنة، كان بها، وإن لم تستطع يجب أن تعمل على توفير البيئة الآمنة للسوريين في تلك المناطق والأخرى غير «المحررة»، عبر إمداد المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات، تمكنها من توفير هذه البيئة». وكثف فكرته قائلاً: «ما نُريده من الأصدقاء ومن الأشقاء، إما أن يوفروا البيئة الآمنة، وإما أن يُمكنوا (ميليشيا) الجيش الحر من توفير ذلك». واعتبر أن العمليات الجوية الروسية في سورية «جاءت لمصلحة تنظيم داعش وليس ضده». وكرر مزاعم الائتلاف عن استهداف الطائرات الروسية لمناطق سكنية في كل من حلب وإدلب وحمص، تقطنها «البيئة الحاضنة للجيش الحر» و«وقوع خسائر بين المدنيين». وأقر بأن الطائرات الروسية استهدفت مدينة الرقة، المعقل الرئيس لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، لكنه زعم «عدم وقوع خسائر في صفوف داعش» من جراء الغارات الروسية هناك، وذهب أبعد من ذلك معتبراً أن التنظيم المتطرف حقق «تقدماً في كل من حلب، وريف حمص، بمساعدة وحدات حماية الشعب (ذات الأغلبية الكردية)»! علماً أن الأخيرة شنت حملة عسكرية على داعش في الحسكة بعد أن طردته من مناطق عين العرب في حلب، وتل أبيض في الرقة، وتل تمر وجبل عزيز في محافظة الحسكة.
وحذر من أن مواقع المسلحين في مدنية حلب أصبحت محاصرة من ثلاث جهات، يسيطر على كل واحدة منها داعش، النظام، ووحدات حماية الشعب، التي اتهامها بـ«فتح المجال للنظام لكي يكمل محاصرة المدينة».
وفي هلوسة سياسية زعم رئيس الائتلاف أن «حصار مدينة حلب متوافق عليه من هذه الجهات الثلاث»!، معتبراً أن التدخل الروسي جاء «لتدعيم هذه الجهات، ولتفكيك قوى الجيش الحر، والقوى المعتدلة».
ورداً على سؤال عن مخرجات اجتماع فيينا يوم الجمعة الماضي، شدد خوجة على أهمية أن «تخرج هذه الدول بنتائج تؤدي إلى وقف القصف على الشعب السوري، وأن تمهد للعملية الانتقالية». ووصف ما جرى في فيينا بأنه «اتفاق على تفاصيل»، وتغاض عن «الموضوع الجوهري الأساسي هو رحيل الرئيس بشار الأسد». كما وصف مشاركة طهران في الاجتماع بـ«غير الإيجابية»، معتبراً أن إيران «لا تقل خطراً عن داعش». وعما يتعلق برؤيته للمرحلة المقبلة، أعرب خوجة عن اعتقاده أنها «ستشهد مزيداً من التنسيق من الدول الداعمة لهم (الائتلاف)»، خصوصاً بعد فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التركية. وأضاف: «هناك مواقف واضحة من دول صديقة وشقيقة للشعب السوري، وواضح جداً أن الموازين على الأرض بعد التدخل الروسي، لم تعد تعمل لمصلحة النظام، لذلك، ما يعمل الروس على كسبه على الأرض وتمهيد الطريق للنظام لأن يسيطر عليه، يخسره النظام بعد يومين أو ثلاثة».
واعتبر أن «زيادة الدعم من الدول الصديقة والشقيقة، أثر في تغيير الموازين» وتحدث عن تدمير المسلحين لعشرات الدبابات من دبابات الجيش العربي السوري «بسبب وجود صواريخ مضادة للدبابات»، في إشارة لصورايخ «تاو» الأميركية. وأضاف: إن «المرحلة القادمة تحتاج إلى مثل هذه الصواريخ، لتوفير البيئة الآمنة». وكرر متزعم «غرفة عمليات فتح حلب» ياسر عبد الرحيم تقريباً ذات الحجج والمقاربات والطلبات التي ذكرها خوجة.
وكل من خوجة وعبد الرحيم مقربان من تركيا. ودعمت أنقرة خوجة للوصول إلى رئاسة الائتلاف قبل نحو عام من الآن، كما ساهمت مع الدوحة في تشكيل غرفة «عمليات فتح حلب». وفي تصريحات نقلتها وكالة «الأناضول»، اعتبر عبد الرحيم أن روسيا والجيش العربي السوري «يسهلان» تقدم داعش في سورية..!. وحمّل المجتمع الدولي مسؤولية «غض النظر» عن التدخل الروسي العلني، واستهدافه ميليشيا «الجيش الحر» والمدنيين. وطالب عبد الرحيم، مجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، بـ«الضغط لوقف قصف المقاتلات الروسية، وإن كانوا عاجزين عن القيام بذلك، فعليهم تزويد فصائل المعارضة بأسلحة نوعية قادرة على وقفه»، متوعداً الروس بـ«تحويل سورية إلى مقبرة لهم». وأشار إلى أن قوات التحالف الذي تقوده واشنطن «لا تبدو جدية في التنسيق مع (المسلحين) للتصدي لزحف داعش باتجاه الشمال» نحو مدينة حلب. ووصف «وحدات حماية الشعب» بـ«الحركة الإرهابية»، واتهمها بـ«الخيانة والعمالة» لروسيا، محذراً الولايات المتحدة من التعامل معها لأنها (الوحدات)، «قد تنقلب عليها في أي لحظة».