لقاء هادئ بين محافظ طرطوس والمحتجين على مكب وادي الهدة.. كل عبّر عن موقفه … المحافظ: هذا ما فعلناه ولا يجوز قطع الطرقات ومخالفة القانون .. الأهالي: نريد معالجة جذرية ومن دون تسويف
| طرطوس - هيثم يحيى محمد
التقى محافظ طرطوس المحامي صفوان أبو سعدى قبل ظهر أمس في قاعة الشرف بمبنى المحافظة مع وفد أهلي يمثلون أبناء قرى (يحمورمنية يحمورالزرقات_الفطاسية وجوارها) بحضور أمين فرع الحزب محمد حسين وذلك استكمالاً للقاء الذي جرى بينه وبين المحتجين والأهالي أول من أمس في قرية الزرقات على خلفية قطع طريق طرطوس -صافيتا احتجاجاً على التلوث الذي يسببه لهم ولمياههم مكب وادي الهدة للنفايات الصلبة.
في بداية اللقاء رحب المحافظ بهم معتبراً أن لجوء البعض لإشعال الدواليب على الطرقات العامة وقطعها أمر لا مبرر له وأمر يخالف القانون ويسيء لتضحيات الشهداء والجرحى كما يسيء لهذه المحافظة المعطاءة والخيرة في كل المجالات.
ثم قدم أبو سعدى عرضاً شاملاً لما أنجزته المحافظة في ملف النفايات الصلبة ومكب وادي الهدة منذ بداية العام الماضي حتى الآن بهدف إيجاد حل جذري لمشكلة المكب ونقل مرفوضات المعمل الموجود فيه إلى البادية السورية، مشيراً إلى أنه تم إتمام جميع الإجراءات لتخصيص طرطوس بـ1000 دونم في البادية وصدر قرار التخصيص في نهاية أيلول 2020 لكن التكلفة العالية لهذا المشروع والتي تبلغ مليارات تفوق الإمكانيات في الوقت الحاضر.
أما فيما يخص مشكله الصرف الصحي في المنطقة فقد كشف المحافظ أنه تم تكليف الشركة العامة للبناء والتعمير بطرطوس بإنجاز مشروع الصرف الصحي بعد أن كلّف لجنة موسعة من المكتب التنفيذي والمديريات المختصة خلال الفترة الماضية بالكشف على الواقع، مؤكداً أن الشركة باشرت أعمالها بكلفة 325 مليون ليرة سورية وسيكون لهذا المشروع دور كبير في رفع التلوث عن الآبار والمياه بشكل عام.
بعد ذلك استمع المحافظ وأمين الفرع لمطالب الحضور ومداخلاتهم حيث تمحورت حول ضرورة الإسراع في مشروع نقل قمامة المحافظة إلى البادية والاكتفاء بوجود معمل الفرز في وادي الهدة وفق طاقته الاستيعابية التي لا تتجاوز مئتي طن مع استثمارها بشكل صحيح ووفق الشروط البيئية وإيجاد حلول إسعافية وسريعة لإيقاف التلوث الذي يخلفه مكب وادي الهدة بوضعه الحالي والصرف الصحي بعد أن وصل التلوث لكامل المياه الجوفية ومشاريع المياه وتم قطع المياه عن السكان كما طالب الحضور بمعالجة سوء الواقع المائي والانقطاع الكبير لساعات التيار الكهربائي الذي أنعكس سلباً على واقع المياه في القرى كافة إضافة لعدة قضايا خدمية تخص المنطقة بشكل كامل(طرقات_صرف صحي وغيرها).
وفي ختام اللقاء الذي دام أكثر من ساعتين أكد المحافظ وأمين الفرع أن الحل الجذري لموضوع المكب قيد المتابعة محلياً ومركزياً وستكون هناك متابعات حثيثة مع الجهات المعنية لتنفيذه ثم تم تشكيل لجنة من أهالي القرى المتضررة (يحمور الفطاسية منية يحمور-الفطاسية_الزرقات) للإشراف على سير العمل في معمل وادي الهدة ومواعيد دخول وخروج سيارات نقل القمامة إلى المعمل ومراقبة التخلص الآمن من الرشاحة الناتجة عنه التي كانت أهم أسباب التلوث.
أما بقية القضايا الخدمية ولاسيما ما يتعلق بالكهرباء ومياه الشرب فتقرر متابعتها مع الجهات المعنية وتلبيتها ضمن الإمكانيات المتاحة ووفق برامج تنفيذية محددة.
وبالمحصلة أقر الجميع بعدم جواز اللجوء إلى أي أسلوب مستقبلاً يتعارض مع مصلحة محافظة طرطوس وسمعتها ومع مصالح سكانها ومع القوانين النافذة.