عربي ودولي

بيان دولي دعا «طالبان» لفتح باب مغادرة كابل.. وواشنطن حذّرتها من تهديد بعثتها … موسكو: الاعتراف بحكمها متوقّفٌ على سلوكها … طهران تدعو إلى وفاق وطني والصين مستعدة لتعميق العلاقات

| وكالات

بعد سيطرة حركة «طالبان» على أفغانستان اعتبرت روسيا أنه من المبكر الاعتراف بسلطة «طالبان» ورهنت ذلك بسلوك الحركة، بينما أعلنت الصين استعدادها لإقامة ما وصفتها بعلاقة صداقة مع طالبان، وإيران أكدت بدورها اهتمامها بتأمين الاستقرار في أفغانستان.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الإثنين، أن السفير الروسي لدى كابل، دميتري جيرنوف سيلتقى اليوم الثلاثاء منسقاً لحركة «طالبان» لبحث أمن البعثة الدبلوماسية الروسية في هذا البلد، مؤكدة أن موسكو «لن تتسرع في الاعتراف بحركة «طالبان» في قيادة أفغانستان»، وأن الاعتراف بهذه السلطات يتوقّف على سلوك «طالبان».
وقالت الخارجية الروسية حسب موقع «روسيا اليوم»: «يوجد الآن نحو 100 شخص في السفارة الروسية في كابل»، مضيفةً: إن «روسيا وأميركا تتواصلان وتتابعان الوضع في أفغانستان»، مضيفة: «روسيا ستقيّم بشكل مسؤول كيف ستحكم «طالبان» أفغانستان في أقرب وقت، ومن ثم ستتوصل إلى استنتاجات».
وأعربت الخارجية الروسية عن أملها بألا تكون الحكومة الأفغانية أخرجت جميع أموال البلاد معها عندما هربت من أفغانستان، مؤكدةً أن «طالبان تُموّل من صناديق إسلامية في الخليج».
بدوره قال زامير كابولوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان: «إن استيلاء حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان لم يكن نتيجة اتفاقات معينة بل نتيجة إخفاق واشنطن في هذه الدولة».
وتعليقاً على من يقول إن انتقال السلطة في أفغانستان كان نتيجة بعض الاتفاقات أوضح كابولوف وفقاً لوكالة «نوفوستي» أن من يروّج لمثل هذه الأفكار يحاول بطريقة ما تبرير إخفاق الأميركيين في أفغانستان وتصوير ما جرى بأنه كان مخططاً له بشكل مسبق.
وأشار كابولوف إلى أن استيلاء «طالبان» على العاصمة الأفغانية كابل كان مفاجأة وذلك لأننا انطلقنا من فهم أن الجيش الأفغاني مهما كانت التطورات سيظل يقاوم لبعض الوقت.
من جانبها قالت متحدثة باسم الحكومة الصينية أمس: إن الصين مستعدة لتعميق العلاقات «الودية والتعاونية» مع أفغانستان، بعد سيطرة حركة «طالبان» على البلاد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هوا تشون ينغ: إن «طالبان أعربت مراراً عن أملها في تطوير علاقات جيدة مع الصين، وإنهم يتطلعون إلى مشاركة الصين في إعادة الإعمار والتنمية في أفغانستان».
وتابعت: «نحن نرحب بهذا. الصين تحترم حق الشعب الأفغاني في تقرير مصيره بشكل مستقل ومستعدة لمواصلة تطوير علاقات ودية وتعاونية مع أفغانستان».
ودعت هوا حركة «طالبان» إلى ضمان «انتقال سلس للسلطة والوفاء بوعودها» بالتفاوض بشأن إقامة «حكومة إسلامية منفتحة وشاملة» وضمان سلامة الأفغان والمواطنين الأجانب.
بدوره أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده حسب وكالة «فارس»، أن طهران تتابع عن كثب التطورات في أفغانستان، ومستعدة للإسهام في حشد إجماع إقليمي على دعم أفغانستان.
وقال زاده: «نتابع عن كثب التطورات في أفغانستان ومستعدون لتقديم ما بوسعنا لتسهيل الحوار الأفغاني والمصالحة كما ندعم مبادرة لجنة التنسيق الأفغانية»، مضيفاً: «في هذه المرحلة الخطيرة نقف إلى جانب الشعب الأفغاني كما فعلنا دائماً ونبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى السلام والاستقرار هناك».
وتابع: «ندعو جميع الأطراف إلى التمسك بضبط النفس والتطلع إلى مستقبل البلاد وألا يسمحوا باستغلال الأراضي الأفغانية من قبل الجماعات المتطرفة».
وفي بيان منفصل وجّهت الولايات المتحدة مع 65 دولة أخرى تحذيراً لحركة «طالبان» جاء فيه حسب «سكاي نيوز»: «بالنظر إلى الوضع الأمني الذي يتدهور فإننا ندعو جميع الأطراف إلى احترام وتسهيل المغادرة الآمنة والمنظمة لجميع المواطنين الأجانب والأفغان الراغبين في مغادرة البلاد ويجب أن تظل الطرق والمطارات والمعابر الحدودية مفتوحة ويجب الحفاظ على الهدوء».
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن العلم الأميركي سحب من سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الأفغانية كابل، مشيرةً إلى أن «جميع أفراد طاقم السفارة تقريباً باتوا في المطار بانتظار إجلائهم، بعد ساعات من دخول حركة «طالبان» إلى العاصمة».
وقالت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان، في بيان مشترك، إنه يجري اتخاذ «سلسلة إجراءات لتأمين مطار حامد كرزاي الدولي، من أجل السماح بمغادرة آمنة» للأفراد الأميركيين وحلفائهم من أفغانستان «في رحلات مدنية وعسكرية».
وأضافت الوزارتان: «خلال الساعات الـ48 المقبلة، سنكون قد وسّعنا وجودنا الأمني إلى زهاء 6 آلاف عسكريّ، مع مهمّة تُركّز حصراً على تسهيل جهود الإجلاء وتولّي مراقبة الحركة الجوّية».
وتابع البيان: «خلال الأيام المقبلة، سننقل إلى خارج البلاد آلاف المواطنين الأميركيين الذين يقيمون في أفغانستان، إضافة إلى موظّفين محلّيين في البعثة الأميركية في كابل وعائلاتهم، فضلاً عن أفغانٍ آخرين معرّضين للخطر بشكل خاص».
ولفت كيربي إلى أن وزارة الدفاع الأميركية «تواصل مراقبة تدهور الوضع الأمني» في أفغانستان، مضيفاً: إن تركيز الوزارة ينصّب على «السحب الآمن للموظفين المدنيين وحماية العمليات في المطار»، محذّراً من أن «أي تهديد للبعثة الأميركية سيؤخذ على محمل الجد، وسنتصدى بقوة لأي هجوم على مواطنينا أو عملياتنا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن