مفاوضات بين مصرف لبنان والحكومة حول تسعيرة المحروقات والأسبوع المقبل حاسم … ميقاتي من بعبدا: نستكمل المشاورات والحوار مع الرئيس عون إيجابي
| وكالات
يواصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي محاولة إبقاء المسار التشكيلي في إطاره الإيجابي، وذلك سعياً منه لإخراج التشكيلة الحكومية في أسرع وقت ممكن بهدف إنقاذ البلاد من أزماتها المستمرة والمتراكمة، إحداها قضية تسعيرة البنزين والمازوت التي سيكون الأسبوع الحالي حاسماً بشأنها خصوصاً بعد إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وقف الدعم عن المحروقات.
وأكد ميقاتي من قصر بعبدا بعد انتهاء الاجتماع مع الرئيس اللبناني ميشال عون حسبما نقل عنه موقع «النشرة» اللبناني «نستكمل المشاورات والنية عند الجميع بتشكيل الحكومة لأن عدم التشكيل خطيئة بحق الوطن، والحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون إيجابي ونأمل أن نرى الحكومة قريبا»، مبيناً أن «الملف ضاع من يدي وهو في قلبي وعقلي»، متسائلاً «من قال إن هناك عقبة أساسية اسمها وزارة الداخلية؟ من قال إن رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية عاتب عليّ»؟ مشدداً على أنه «لا حكومة دون تمثيله».
ورأى ميقاتي أن «تشكيل الحكومة لا يرتبط بزمن معين والعمل جار بكل جهد لإزالة العقبات وتشكيل الحكومة عبارة عن معادلة حسابية صعبة ونشكّل حكومة لكل لبنان ونريد وزراء ذوي جدارة وطبعا هناك ولاءات للوزراء، وأنا على اتصال مستمر مع الحريري ووزراء الحكومات السابقين وهو يشجع قيام حكومة بأسرع وقت وأمامنا الأمتار الأخيرة من المسابقة ونأمل أن نحلها بطريقة لائقة ومقبولة».
وعلى صعيد قضية تسعيرة البنزين والمازوت سيكون الأسبوع الحالي حاسماً خصوصاً بعد إعلان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ليل الأربعاء الخميس الماضي وقف الدعم عن المحروقات، وبالتالي البيع سيتم حسب سعر الصرف في السوق السوداء، هذا الأمر خلق بلبلة كبيرة إذ عمدت الشركات المستوردة للنفط إلى تخزين المحروقات تحضيراً لبيعها حسب سعر الصرف في السوق السوداء لا على 3900 ليرة، ما دفع إلى عودة الطوابير مرة جديدة.
في هذا السياق تشير مصادر مطّلعة في مديرية النفط لـ«النشرة» إلى أن «المخزون الموجود لدى الشركات المستوردة للنفط يتراوح بين 50 و90 مليون ليتر، ولكن منذ الجمعة بدأت المحطات بتعبئة المادة»، لافتة إلى أن «الكمّية الموجودة في الأسواق تكفي تقريباً لأسبوع».
بدوره عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس أكد أن «الشركات بدأت بتسليم المحروقات للمحطات والكمية الموجودة تكفي لأسبوع».
ولفتت مصادر في مديرية النفط إلى أن «مصرف لبنان أراد بيع المخزون الموجود حالياً لدى الشركات على سعر الصرف في السوق السوداء، ونحن وجدنا أن هذا الأمر غير مقبول أبداً وتوصّلنا إلى أن يباع الموجود على 3900 ليرة».
واعتبر عضو نقابة اصحاب المحطات في لبنان جورج البراكس أن «بيع المحروقات الموجودة على السعر المذكور هو لكسب الوقت مدّة أسبوع أو عشرة أيام قبل التوصل إلى اتفاق جديد يترجم بجدول أسعار جديد تصدره وزارة الطاقة»، واعتبرت مصادر مديرية النفط أن «المصرف المركزي مصرّ على رفع الدعم، وحاليا تجري مفاوضات بين الحكومة وبينه حول المسألة، وحتى الساعة لم يتم التوصل إلى اتفاق ويجب الانتظار لمعرفة النتيجة»، مضيفة: «حالياً هناك باخرة تحمل الغاز موجودة في البحر وباخرتا مازوت وباخرة بنزين، والمهمّ أنّه في حال حصول الاتفاق فخلال ساعات يُمكن إفراغ البواخر ومدّ الأسواق بالمحروقات».
وشدّدت المصادر على أن «المحروقات المخزّنة تحت الأرض توازي بكمياتها الموجودة لدى الشركات على عدّة مرّات»، لافتة في الوقت نفسه إلى أن «عملية التخزين تحصل في المناطق الحدوديّة لأنها بعيدة ولا يوجد فيها مناطق سكانّية كثيفة، ما يسهّل عملية التخزين، وقربها من الحدود يجعل عمليات التهريب سهلة».
وحسب مراقبين فإن الانتظار بات سيد الموقف لمعرفة مصير المفاوضات، ولاسيما بعد نفاد الكمّيات الموجودة لدى الشركات التي وزّعت في الأسواق، متساءلين هل يكون الأسبوع المقبل هو أسبوع بيع المحروقات على سعر الصرف في السوق السوداء الفالت، أم إن الحكومة المستقيلة ومصرف لبنان سيتوصلان إلى إيجاد سعر جديد لبيع المحروقات على أساسه؟
ويعاني لبنان حالياً نقصاً حاداً في الوقود، وشهدت البلاد في الأيام الأخيرة حوادث خطف صهاريج، ما دفع الجيش اللبناني إلى مداهمة محطات الوقود والمستودعات وبدأ بمصادرة كميات كانت مخبأة ليقوم بتوزيعها مباشرة على المواطنين.