بعد زيارة رئيس الحكومة إلى نينوى.. العراقيون «مطمئنون» إلى عدم تكرار نكبة حزيران ثانية … الكاظمي ورئيسي يؤكدان أهمية الجهود الدبلوماسية العراقية في المنطقة
| وكالات
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الثلاثاء، أهمية الجهود الدبلوماسية العراقية في المنطقة، بينما أكد الكاظمي من جانب آخر خلال زيارته إلى قضاء سنجار أن «الدم العراقي لن يكون رخيصاً أبداً، والدولة ستدافع عن أبنائها».
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته وكالة الأنباء العراقية «واع» أن «الكاظمي بحث مع رئيسي العلاقات الثنائية بين البلدين وعدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل الجانبان التعازي باسم شعبي البلدين الصديقين، بمناسبة حلول أيام عاشوراء، وذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام».
وخلال الاتصال الهاتفي الذي جاء قبيل استضافة بغداد لمؤتمر قمة دول جوار العراق، شدد الكاظمي على «ضرورة تعزيز العمل الثنائي المشترك في مواجهة تحديات المنطقة، وأهمية التواصل المستمر بين مختلف الأطراف، لتوثيق الاستقرار، ودعم التنمية المستدامة، والتكامل الإقليمي للمنطقة بأكملها».
بدوره عبّر رئيسي عن «شكره للكاظمي، وجهود العراق حكومة وشعباً في استضافة زائري المناسبات الدينية»، بينما أكد الكاظمي «تمنياته بالتوفيق والسداد لرئيسي بمناسبة تسلّمه مهامه الرئاسية»، مشيداً «بدور العراق البارز في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والجهود الدبلوماسية التي تضطلع بها الحكومة العراقية في خدمة السلام، ومصالح شعوب المنطقة».
من جانب آخر أكد الكاظمي أثناء زيارته إلى قضاء سنجار أمس أن «الدم العراقي لن يكون رخيصاً أبداً، والدولة ستدافع عن أبنائها» بعد سلسلة من القرارات التي صوّت عليها مجلس الوزراء في جلسة خاصة ناقشت احتياجات نينوى، ويأتي ذلك في الوقت الذي جزم فيه مسؤولون أمنيون بإمكانية عودة نشاط عصابات داعش الإرهابية في المدن التي حُررت منها، وتكرار السيناريو الأفغاني في العراق.
وأكد الكاظمي متحدثاً إلى جمع من أهالي قرية كوجو الأيزيدية في سنجار حسبما نقلت عنه وكالة «واع»: «إننا اليوم بينكم لنستذكر جرائم داعش، وما سببته من آلام، لكن هذه الآلام ستقوينا في مواجهة الإرهاب، مثلما ستقوي روابط الدم بين كل العراقيين»، مؤكداً أن «لا شيء سيثنينا عن بناء وطننا، واحترام تعدّديته السياسية، والإثنية، والدينية».
وشدّد الكاظمي على أن مأساة الإيزيديين يجب ألا تتكرر، وأن الدولة ستدافع عن أبنائها، وعن خصوصية الإيزيديين كمواطنين عراقيين، وأن الدم العراقي لن يكون رخيصاً أبداً.
زيارة الكاظمي إلى سنجار ومدن أخرى كانت قد عانت من ويلات الإرهاب اعتبرها خبراء أمنيون، أنها رسائل موجهة للداخل العراقي وخارجه على أن سنجار جزء لا يتجزأ من العراق، ولن يُسمح بعودة الإرهاب إليها.
وقال الخبير الأمني أحمد الشريفي لوكالة «واع»: إن «قضاء سنجار يشكل خط ربط إستراتيجياً بين العراق وسورية، لذلك رسالة الكاظمي من زيارته لها بأنه لن يكون هناك إرهاب، وأن هناك توافقاً محلياً ودولياً على جعله منطقة آمنة بالتعاون المشترك بين القوات الاتحادية وقوات إقليم كردستان، إضافة إلى الدعم اللوجستي من قبل التحالف الدولي»، مبيناً أن «الكاظمي أراد التأكيد بأن قضية سنجار لن تخضع إلى التجاذبات الإقليمية».
بدوره قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عباس صروط: إن السيناريو الأفغاني لا يمكن أن يعاد في العراق مع وجود قوات مجهزة وتدريبات جيدة وما حصل من حسم للمعارك مع عصابات داعش خير شاهد على تفوق القدرات العسكرية العراقية، مشيراً إلى أن «داعش الآن لا يمكنه أن يحقق سوى العمليات الإرهابية من خلال العبوات الناسفة أو استغلال ظرف معين أو استهداف نقاط منعزلة عن القطعات».
وأوضح أن «هناك توافقاً بين القوى السياسية وانسجاماً بين مكونات الشعب العراقي كما أن النفس الطائفي بدأ يتضاءل في العراق»، مؤكداً أن «العراق لا يمكن أن يحكم إلا باللحمة الوطنية».
من جانبه رأى المحلل السياسي حمزة مصطفى أن «زيارة رئيس الوزراء واطلاعه على احتياجات المواطنين وإطلاقه مشاريع وتشكيل لجان، تعتبر مهمة على مستويات مختلفة لنينوى بشكل عام وسنجار بشكل خاص، ولاسيما أنها عانت الكثير بفعل الإرهاب بعد عام 2014».
وأوضح أن «زيارة رئيس الوزراء إلى نينوى لها أهمية كبيرة وستكون نتائجها إيجابية على المستويات القريبة والمتوسطة والبعيدة».