عربي ودولي

لافروف يصف الوضع بـ«الانهيار».. ألمانيا توقف مساعداتها.. وأنقرة تتراجع عن تأمين مطار كابل … «طالبان»: لا نريد أي أعداء للحركة داخل أفغانستان أو خارجها.. وأمر اللـه صالح: «أنا الرئيس الشرعي المؤقت»!

| وكالات

بعد يومين على استيلاء حركة «طالبان» على السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف، قال نائب الرئيس الأفغاني أمر اللـه صالح أمس الثلاثاء، إنه موجود في أفغانستان وإنه «الرئيس الشرعي المؤقت»، فيما قال المتحدث باسم حركة «طالبان» ذبيح اللـه مجاهد أمس أن «الحركة لا تريد أي أعداء لها في الداخل أو الخارج»، معلنة «عفواً عاماً» عن كل موظفي الدولة.
يأتي ذلك في حين أعلن البنتاغون عن عودة الرحلات الجوية العسكرية في مطار كابل فيما تراجعت تركيا عن خطتها لحمايته، أما ألمانيا فأعلنت إيقاف مساعدتها الاقتصادية، على حين وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الوضع في أفغانستان بـ«الانهيار».
وكتب صالح عبر «تويتر»: «وفقاً للدستور الأفغاني، في حالة غياب أو هروب أو استقالة أو وفاة الرئيس، يصبح نائب الرئيس هو الرئيس المؤقت»، مضيفاً: «أنا حالياً داخل بلدي وأنا الرئيس الشرعي وأتواصل مع جميع القادة لتأمين دعمهم وتوافقهم».
وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني بلاده الأحد الماضي، مع دخول حركة «طالبان» العاصمة كابل، وفي منشور على «فيسبوك»، قال غني إنه اتخذ هذه الخطوة «لتفادي إراقة الدماء».
يأتي ذلك على حين قال المتحدث باسم حركة «طالبان» أمس إن «الحركة لا تريد أي أعداء لها في الداخل أو الخارج»، مؤكداً أن «الإمارة الإسلامية» لا تكنّ الضغينة لأحد.
وفي مؤتمر صحفي في كابل، هنّأ مجاهد الشعب الأفغاني على هذا «النصر الذي هو فخر للأمة بأكملها»، وشدّد على أنه «لن يتعرض أي شخص من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي للأذى»، مشيراً إلى أن «الاتصالات مع الدول الأخرى ستستمر».
وأكد أن «الإمارة الإسلامية» ملتزمة بالحفاظ على حقوق المرأة في إطار الشريعة، وسيسمح للمرأة بالعمل والدراسة وستكون نشطة للغاية في المجتمع ولكن في إطار الشريعة الإسلامية».
وقال: «أمتنا أمة مسلمة، سواء كان ذلك قبل 20 عاماً أم الآن، ولكن عندما يصل الأمر إلى مرحلة النضج، بالطبع هناك فرق كبير بين ما نحن عليه الآن وما قبل 20 عاماً»، وأضاف: «يمكن لوسائل الإعلام العمل في ضوء الإطار الثقافي لنا، نعلن العفو عن آلاف الجنود الذين حاربونا طيلة 20 عاماً، ومفاوضات السلام تجري منذ 18 شهراً ويمثلنا فريق قوي في قطر لكن بعض دعاة الحرب عرقلوا نشاطه».
وصرّح المتحدث باسم «طالبان» سهيل شاهين في وقت سابق أمس بأن «طالبان» ليس لديها «حلفاء» لكنها تتمتع بعلاقات جيدة مع باكستان وروسيا والصين، وقال رداً على سؤال من قناة «سكاي نيوز» عمن هو «أقرب حليف دولي» للحركة: «ليس لدينا حلفاء بكامل معنى الكلمة. لسنا أعضاء في أي حلف أو أي كتلة عسكرية»، وأضاف: إن الحركة تريد وتسعى إلى «تعاون جميع الدول في بناء أفغانستان».
وفي معرض رده على سؤال آخر نفى شاهين أن تكون «طالبان» تحصل على أي دعم مالي من باكستان أو الصين أو روسيا، مضيفاً: «لكن لدينا علاقات جيدة معها».
في غضون ذلك قال السفير الروسي في أفغانستان دميتري جيرنوف حسب وكالة «نوفوستي» إنه عقد اجتماعاً مع ممثلين عن «طالبان» في كابل أمس، ووصف اللقاء بالإيجابي والبناء.
وأشار السفير إلى أن ممثلي الحركة أكدوا له على أن نهجها تجاه روسيا، جيد جداً وفي غاية الودية، وأكد ممثلو طالبان، الضمانات الأمنية للسفارة الروسية في كابل، مضيفاً «لن تكون هناك عقبات أمام عمل السفارة، ولن يكون هناك تدهور في الوضع مقارنة بالحكومة السابقة. كل احتياجاتنا ستلبّى».
إلى ذلك أعلنت «طالبان» أمس «عفواً عاماً» عن كل موظفي الدولة، داعيةً إياهم إلى معاودة العمل بعد يومين على استلامها السلطة في أفغانستان إثر هجوم خاطف، مشيرة إلى أن «الأوضاع طبيعية، والحرب انتهت».
يأتي ذلك على حين قال عضو اللجنة الثقافية لـ«طالبان»، إنام اللـه سامانغاني، في تصريحات نقلتها وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، أن «هيكل الحكومة ليس واضحاً تماماً، ولكن بناءً على الخبرة، يجب أن تكون هناك قيادة إسلامية كاملة ويجب على جميع الأطراف الانضمام»، مؤكداً أن الشعب الأفغاني مسلم «ولسنا هنا لإجبارهم على الإسلام».
في غضون ذلك أعلن مسؤول أمني غربي عن عودة الرحلات الجوية العسكرية للإقلاع من مطار كابل، صباح أمس الثلاثاء.
وكالة «رويترز» نقلت عن المسؤول قوله إن مدرج المطار الذي كان يجتاحه، أول من أمس، آلاف الراغبين بالفرار من العاصمة الأفغانية بات خالياً من الحشود، حيث عاد كثير من المدنيين إلى بيوتهم.
وكانت القوات الأميركية التي تشرف على المطار قد أوقفت رحلات الإجلاء بسبب الفوضى وتجمع آلاف الأفغان على مدرجه، وأطلقت النار لتفريق الجموع، ما أدى إلى مقتل بعضهم.
وأعلن البنتاغون أن حركة الملاحة استؤنفت في مطار كابل، فجر أمس، بعدما أوقفتها القوات الأميركية بسبب حالة الفوضى التي شهدها، وذكر أن قواته تعمل مع القوات التركية والقوات الدولية الأخرى من أجل ما سمّاه «تطهير» مطار كابل للسماح باستئناف رحلات الإجلاء الدوليّة.
من جهته، قال المسؤول في هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، الجنرال هانك تايلور إن بلاده «مسؤولة عن مراقبة الحركة الجوية» في مطار حامد كرزاي الدولي، مشيراً إلى أنها تتولّى تنظيم حركة الملاحة للرحلات العسكرية والتجارية على حدّ سواء.
على خط موازٍ أعلن مسؤول تركي رفيع أن أنقرة تراجعت عن خطة حماية مطار كابل، وأبدت استعدادها لتقديم مساعدات فنية وأمنية لتشغيل المطار في حال طلبت حركة «طالبان».
وكانت الحركة طالبت تركيا بسحب قواتها من أفغانستان باعتبارها عضواً في حلف شمال الأطلسي، بعدما اتفقت أنقرة وواشنطن على تأمين مطار كابل بعد انسحابها.
ومع سقوط العاصمة الأفغانية كابل بيد «طالبان»، توالت ردود الفعل الدولية حيث وصف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الوضع في أفغانستان بأنه «انهيار» بعد خروج الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
وقال لافروف معلّقاً لأول مرة على الوضع في أفغانستان بعد سيطرة طالبان حسبما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك»: «هناك حاجة إلى عمل مشترك للمساعدة في حل الأزمات والصراعات الإقليمية العديدة المستمرة في العالم، وقد تجلى هذا مرة أخرى بشكل واضح للغاية على خلفية انهيار الوضع في أفغانستان بعد الانسحاب المتسرع للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من هناك».
في غضون ذلك، أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن ما يحدث في أفغانستان بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة والناتو نتيجة طبيعية، قائلاً: «نتيجة منطقية، يوغوسلافيا، ليبيا، الآن أفغانستان. هل يمكن أن تختلف التوقعات؟.. تريليون دولار تصرف من دون جدوى».
كما أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشسلاف فولودين حسبما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» أن أكثر من 250 ألف مدني أفغاني لقوا حتفهم نتيجة عمليات الجيش الأميركي وقوات الناتو وأعمال الإرهابيين في هذا البلد وفي النهاية انسحب الأميركيون والناتو ما شكل انهياراً للسياسة الخارجية الأميركية، مؤكداً أن «مستقبل أفغانستان يبقى غامضاً ومبهماً».
بدوره أعلن وزير التنمية الاقتصادية الألماني، غيرد مولر أمس أن حكومة بلاده أوقفت المساعدات الاقتصادية لأفغانستان في مجال تنمية البلاد.
إلى ذلك وصف وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، اتفاق الانسحاب الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مع «طالبان» في الدوحة عام 2020 بأنه «اتفاق عفن»، وقال: إن قرار بايدن الانسحاب من أفغانستان كان خطأً مكّن «طالبان» من العودة إلى الحكم.
من جانبها أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس حسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام» أنها تتابع عن كثب واهتمام التطورات الأخيرة في جمهورية أفغانستان، مشددة على ضرورة تحقيق الاستقرار والأمن فيها بشكل عاجل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن