سورية

معهد أميركي: إندونيسيون يقاتلون مع «النصرة» في إدلب

| الوطن – وكالات

أكد معهد الشرق الأوسط الأميركي قيام الجماعات الإرهابية المحلية في إندونيسيا بإرسال العشرات من مسلحيها للتدريب والقتال في سورية إلى جانب ما تسمى «هيئة تحرير الشام» التي يتخذ منها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي فرع تنظيم القاعدة في سورية غطاء له.
وقال المعهد المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير له: إن وحدة شرطة مكافحة الإرهاب الإندونيسية كشفت في كانون الأول 2020 أن تنظيم «الجماعة الإسلامية» الإرهابية المحلية أرسلت العشرات من أعضائها للتدريب والقتال في سورية.
وأوضح أن 96 مسلحاً من «الجماعة» خضعوا لبرنامج تدريبي قبل الذهاب إلى سورية مدته ستة أشهر في نحو 12 موقعاً لتدريب «الجماعات الإسلامية» في وسط جزيرة جاوة، وذهب نحو 66 منهم إلى سورية لينضم غالبيتهم إلى «تحرير الشام».
ولفت إلى أن الدلائل تشير إلى أن روابط المتطرفين الإندونيسيين بـ«القاعدة» في سورية تتجاوز «الهيئة»، ولا تقتصر على إمداد المسلحين، بل اشتملت أيضاً على تقديم التمويل من قبل «الجمعيات الخيرية» الإندونيسية غير الرسمية إلى «تحرير الشام» وغيرها من الجماعات المسلحة الموالية لـ«القاعدة» في سورية.
وأشار التقرير إلى أن تورط المتطرفين الإندونيسيين في الحرب التي تشن على سورية يعود إلى الأعوام الأولى من الأزمة في سورية، ففي البداية بدأ أعضاء «الجماعة الإسلامية» بالسفر إلى سورية للتدريب والقتال إلى جانب الجماعات الإرهابية المسلحة، ولاسيما «تنظيم النصرة»، الذي دخل الحرب ضد الجيش العربي السوري كامتداد لتنظيم «القاعدة» في عام 2012.
كما انضمت مجموعات إندونيسية إلى تنظيم داعش الإرهابي مع استمرار تحالفها مع «النصرة»، بتقديم مختلف أشكال الدعم من القوة البشرية والدعم الخطابي، فضلاً عن الدعم المالي من «مجموعات خيرية» غير رسمية إحداها لديها هدف معلن وهو تقديم الدعم العسكري لـ«النصرة».
وذكر التقرير أن «الجماعة الإسلامية» تعاونت في البداية مع العديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة، التي تعتبر قادرة على توفير احتياجاتها التدريبية ومنها الوصول إلى الدبابات والأسلحة النارية والذخيرة وكذلك المرافق، حيث تدرب مسلحو «الجماعة» إلى جانب «النصرة» على مدى شهر إلى ستة أشهر، ومع ميليشيات «الجيش الحر»، وميليشيات «حركة أحرار الشام الإسلامية» الإخوانية، وكذلك تنظيم داعش.
وأضاف: إن أطول فترات تدريب لمسلحي «الجماعة» في سورية كان مع «النصرة»، حيث امتدت إلى عامين أو أكثر، وتضمن تدريبهم على صنع القنابل وتشغيل دبابة وأعمال مدفعية.
وأكد التقرير أن «تحرير الشام» تستمر حتى اليوم في إيواء الآلاف من المسلحين الأجانب في إدلب، وبالرغم من أن أعداد المسلحين الإندونيسيين باتت قليلة، إلا أن مسلحين أجانب آخرين يتم تجنيدهم بشكل أساسي لتعزيز مواقع «تحرير الشام».
وأشار إلى أن هناك مزاعم رسمية بأن «جمعية الهلال الأحمر» الإندونيسية كانت تعمل كجناح إنساني لـ«النصرة» في سورية، وأوضح أنه حسبما ورد في تلك المزاعم، فإن «جمعية الهلال» جمعت الأموال لدعم «الجماعة» وسهلت سفر مسلحيها من إندونيسيا للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.
وذكر تقرير للأمم المتحدة في شباط 2021 أنه من المحتمل أن يكون جزء من الأموال الخيرية المخصصة للسكان المدنيين في إدلب قد ذهب إلى خزائن «تحرير الشام»، حيث احتكرت الأخيرة الإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرتها في إدلب عبر ما يسمى «مكتب شؤون التنظيم».
وأكد تقرير المعهد أن استخدام الإرهابيين لأموال المساعدات ليست بالأمر الجديد، حيث تلقت «تحرير الشام» و«النصرة» في السابق مساعدات مالية من «مجموعات خيرية» في بريطانيا وأستراليا، فضلاً عن الأموال القادمة من الجمعيات الخيرية الخارجية غير الرسمية، التي لا يمكن تقدير حجمها بدقة، والتي تتدفق إلى خزائن الجماعة الإرهابية.
وقال: «بالرغم من التزام «هيئة تحرير الشام» الظاهري بقطع العلاقات تماماً مع «القاعدة»، إلا أنه من المحتمل ألا يغادر أعضاؤها الإندونيسيون المقيمون في سورية».
وأشار التقرير إلى أن هناك مواقع إلكترونية إندونيسية مثل Kiblat. net وArrahmah. com تنشر باستمرار مقالات إيجابية عن «النصرة» و«تحرير الشام» على مر الأعوام، إضافة إلى ذلك، غالباً ما يمتدح العاملون في المجال الإنساني الإندونيسي مسلحي «الهيئة» في إدلب على وسائل التواصل الاجتماعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن