واشنطن: بقاؤنا كان سيكلّفنا ثمناً باهظاً.. وبكين: خلّفتم كارثة رهيبة … طالبان تعلن انتهاء الحرب.. و«الأوروبي» سيتعامل معها من دون الاعتراف بها!
| وكالات
توازياً مع محاولات تهدئتها لروع العالم نتيجة استيلائها على البلاد، أعلنت حركة طالبان أمس انتهاء الحرب بعد سيطرتها الكاملة على أفغانستان.
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح اللـه مجاهد في أول مؤتمر صحفي للحركة بعد دخولها العاصمة كابل: «ليس لدينا أي عداوة مع أي شخص كان، واليوم نعلن انتهاء الحرب في البلاد».
المسؤول الطالباني حاول طمأنة دول الجوار زاعماً بأن أحداً لن يستطيع أن يضر بأمن دبلوماسييها وهم في أجواء آمنة، وأكد أن الحركة لن تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية لتهديد الدول المجاورة.
محاولات طالبان لانتزاع الشرعية والاعتراف الدولي توازت مع محاولات أميركية موازية لإقناع العالم بأن واشنطن لا تزال في حالة تأهب لضرب الإرهاب، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي له أمس بالبيت الأبيض: «سنبقى متأهبين ضد التهديدات الإرهابية في أفغانستان والمسارح الأخرى في العالم»، وأضاف: «أثبتنا قدرتنا على قمع الإرهاب من دون الوجود العسكري على الأرض»، مشيراً إلى أن الوجود العسكري الأميركي لم يكن ليوقف تقدم طالبان وربما كانت ستدفع واشنطن ثمناً باهظاً.
وفي أول تعليق له، شدّد حلف الناتو على ضرورة ألا تسمح طالبان بأن تصبح أرض أفغانستان تربة خصبة للإرهاب مجدّداً، وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ للصحفيين: «يتحمل من يمسكون بزمام السلطة في أفغانستان الآن مسؤولية ضمان ألا يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئ قدم لهم في هذا البلد»، وأضاف: «لدينا القدرة على ضرب الجماعات الإرهابية من مسافة بعيدة إذا رأينا أنها تحاول ترسيخ موقعها وتخطط وتنظم هجمات على حلفائنا ودولهم».
بالمقابل قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية جوزيف بوريل: إنه سيتعين على الاتحاد التعامل مع طالبان لدعم الشعب الأفغاني، حتى لو لم يعترف الاتحاد بشرعية سلطتها في أفغانستان!
وأضاف بوريل في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «لم أقل إننا سنعترف بطالبان، سنضع شروطاً للدعم المستمر وسنستخدم نفوذنا لجعل حقوق الإنسان محترمة».
من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: إن لندن ستتعامل مع حركة طالبان بشكل براغماتي، مشدّداً على أن أفغانستان يجب ألا تستخدم في شن هجمات إرهابية ضد الغرب.
دول جوار أفغانستان بدورها واصلت تحميل واشنطن مسؤولية ما حدث في أفغانستان واتَّهمت الصين الولايات المتحدة بـ«ترك فوضى رهيبة» مع انسحابها من البلاد، خصوصاً بعد المشاهد «التي أظهرت محاولات الفرار الجماعية للمواطنين الأفغان في مطار كابل».
ووجَّهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ انتقاداً شديداً لحصيلة الضحايا الذين وقعوا على مدى عقدين من التدخل الأميركي في أفغانستان، وقالت شونيينغ: «ما رأيناه في العراق وسورية وأفغانستان هو جيشٌ أميركيٌّ يترك عند رحيله اضطرابات وانقسامات وعائلات منكوبة وأخرى تمّت إبادتها».
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية: «لقد تركوا فوضى رهيبةً، تركوا هذه الأماكن في حالٍ كارثية».
بدوره اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أن ما يجري في أفغانستان واستيلاء طالبان على كابل، كان نتيجة طبيعية، على خلفية سحب قوات الناتو ووحدات الجيش الأميركي من هناك.
وأضاف غروشكو: «يوغوسلافيا وليبيا، والآن أفغانستان، هل يمكن أن تكون التوقعات مختلفة؟ لقد تم إنفاق تريليون من الدولارات وتحولت لهباء منثور».