الأولى

أكد أن هدف تشكيل «فصيل عربي مسلح» تفجير منطقة الجزيرة وضرب المقاومة الشعبية … المسلط لـ«الوطن»: خروج أميركا قائم في أي لحظة

| سيلفا رزوق

اعتبر رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر العربية السورية في محافظة الحسكة، الشيخ ميزر المسلط، أن التحرك الأميركي الأخير باتجاه تشكيل فصيل عربي مسلح مقابل لميليشيات «قسد» لكن بقوة أقل، يرمي إلى ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة التي برزت في المنطقة لاسيما بعد قصفها قاعدة العمر النفطية، مشيراً إلى أن القراءة الأدق لهذا التحرك هي أنه يعطي مؤشراً على قرب رحيل الاحتلال الأميركي من المنطقة حيث تسعى واشنطن لتحويل الجزيرة السورية لبؤرة ملتهبة قبل رحيلها.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد المسلط أنه وكما سقط رهان الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان، سقط أيضاً رهانها على داعش الذي أنتجته من رحم ذلك التنظيم الدموي والذي دعمته وسلحته، وهي اليوم يسقط رهانها على ميليشيات «قسد» التي أنشأتها الولايات المتحدة من رحم حزب العمال الكردستاني المصنف أميركياً وعالمياً على أنه تنظيم إرهابي.
واعتبر المسلط أن الولايات المتحدة نشرت ودعمت «داعش» في سورية على مرأى ومسمع العالم كله، ومكنته من احتلال مساحات كبيرة في سورية وكان هدفها أن يكون هذا التنظيم درع دفاع عن الكيان الصهيوني، من خلال تفكيك أواصر محور المقاومة بعزل سورية عن العراق وإيران إلى جانب حرمان سورية من مواردها وثرواتها من نفط وقمح وغاز في إطار حرب سياسية واقتصادية معلنة، وأضاف: «في إطار مشروع تفكيك سورية التقطت الولايات المتحدة الموضوع الكردي وقامت باستقطاب الكرد فيما كان يسمى بوحدات حماية الشعب لتؤسس لاحقاً ميليشيات «قسد»، توازياً مع إنشاء الإدارة الذاتية و»مجلس سورية الديمقراطي – مسد» في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع كمقدمة لإنشاء دولة «روج آفا» أو «كردستان الغربية» في تجاهل صارخ لطبيعة التركيبة الديموغرافية للجزيرة السورية التي يشكل فيها العرب أكثر من 76 بالمئة من السكان، وبعد تفجر الاحتجاجات الشعبية ضد «قسد» وممارساتها وانكشاف عدم وجود حاضنة شعبية لها، تبين بوضوح أن دغدغة أحلام الكرد ببناء كيان انفصالي هو أمر غير قابل للتحقق ورهان واشنطن على إنشاء هذا الكيان يصطدم بجملة من المعوقات، منها غلبة المكون العربي في المنطقة وأولويات الأمن القومي التركي التي على رأسها عدم السماح بقيام كيان كردي على حدودها الجنوبية».
واعتبر رئيس مجلس شيوخ ووجهاء العشائر العربية السورية في محافظة الحسكة، أنه من هنا جاء التغير الملحوظ في السياسة الأميركية تجاه ميليشيات «قسد»، وتحرك أميركا باتجاه تشكيل فصيل عربي مسلح مقابل لـ«قسد» لكنه أقل قوة، وفي هذا السياق اشتغل المحتل الأميركي على استقطاب الشباب العربي في المناطق الحدودية المجاورة للعراق مستغلاً تدهور الأوضاع الاقتصادية وظروف الجفاف التي مرت بها محافظة الحسكة العام الفائت ووضع أرقام رواتب مغرية تصل لـ450 دولاراً حيث ترمي أميركا من هذا التحرك إلى ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة والتي برزت في المنطقة ولاسيما بعد قصفها قاعدة العمر النفطية، ولكن تبقى القراءة الأدق لهذا التحرك أنها تعطي المؤشر على قرب رحيل الاحتلال الأميركي من المنطقة ولاسيما بعد ضغط الحشد الشعبي في العراق من أجل إنهاء الوجود الأميركي فيه حيث تسعى واشنطن لتحويل الجزيرة السورية لبؤرة ملتهبة وفتح الباب أمام صراع عربي كردي قياساً بخروجها من أفغانستان والتي حولتها لمنطقة متفجرة بخروجها السريع من هذه المنطقة.
المسلط أكد أن خروج أميركا قائم في أي لحظة، وسيبقى الخاسر الأكبر هم الكرد الذين لم يستوعبوا إلى الآن أنهم حملة بنادق للإيجار وأن أميركا لا يهمها سوى مصالحها وحدها أما عملاؤها فمصيرهم معروف، ودروس فيتنام وأفغانستان مازالت تقول لمن يراهنون على أميركا إنهم سيكونون أول ضحاياها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن