أنباء عن مساعٍ لتعويم «القاعدة» في إدلب على غرار ما جرى مع «طالبان» .. النظام التركي يرسل ٣٠ «جهادياً» أوروبياً مغربياً من سورية إلى ليبيا لتهديد دول الغرب
| حلب - خالد زنكلو
أرسل النظام التركي مزيداً من «الجهاديين» من الأصول المغاربية ومن ذوي الجنسية الأوروبية من المناطق التي يحتلها في سورية إلى ليبيا، بغية تهديد أمن الدول الأوروبية.
وتماماً، كما فعل لدى فتح باب تركيا على مصراعيه في ٢٠١٥ أمام الهجرة غير الشرعية لسوريين إلى أوروبا، كرّر نظام رجب طيب أردوغان فعلته لكن بإرسال الإرهابيين المتطرفين والأشد فتكاً من «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» إلى ليبيا ليس للقتال على أنهم مرتزقة سوريون، لكن تمهيداً لتهريبهم إلى الدول الأوروبية وتهديد أمن القارة العجوز التي يناصبه معظم قادتها العداء.
وعلمت «الوطن» من مصادر معارضة داخل ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله حاكم أنقرة أردوغان في المناطق التي يحتلها بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، أن أكثر من ٣٠ إرهابياً يحملون الجنسية الأوروبية ومن أصول مغاربية، ولاسيما من تونس، وصلوا إلى ليبيا على متن الرحلات الجوية التركية خلال الشهر الأخير على أنهم من السوريين المرتزقة ممن جرى اختيارهم للقتال في ليبيا.
وبيّنت المصادر أن المرحّلين إلى ليبيا من الإرهابيين يساقون إليها ضمن دفعات تبديل الإرهابيين مقابل مبالغ مالية كبيرة جداً، وخصوصاً لقيادات الصف الأول والثاني من إرهابيي «القاعدة» وبعض إرهابيي «داعش» الذين يبيتون آمنين تحت رعاية الميليشيات الممولة من النظام التركي، وخاصة في منطقة شيخ الحديد بعفرين، والتي تهيمن عليها ميليشيات «السلطان سليمان شاه» أو ما تعرف بـ«العمشات»، نسبة إلى متزعمها الإرهابي «أبو عمشة» محمد الجاسم، عرّاب صفقات تجنيد المرتزقة السوريين للقتال في الجبهات الخارجية لمصلحة النظام التركي وبرعاية استخباراته.
وأكدت أن قنوات الاتصال التي فتحها أخيراً «أبو عمشة» مع متزعم «النصرة» و«تحرير الشام» الإرهابي أبو محمد الجولاني للوصول إلى «صفقة» توكل بموجبها إدارة عفرين للأخير مقابل فتح طريق عام حلب- اللاذقية أو طريق «M4»، مهمتها تسهيل انتقال إرهابيين مطلوبين من «القاعدة» إلى مناطق سيطرة الأول في عفرين لنقلهم إلى ليبيا كخطوة أولى في طريقهم إلى الدول الأوروبية، تهريباً، بهدف زعزعة أمنها واستقرارها.
بالتزامن، رفع النظام التركي من مستوى آماله وتطلعاته التي يعلقها على الفرع السوري لتنظيم القاعدة بوصول «إخوة الجهاد» إلى الحكم في أفغانستان بسيطرتهم على مساحة البلاد كاملة وإسقاط العاصمة كابل وحكومتها في يدهم.
ورأى مهتمون بالشأن التركي لـ«الوطن» أن أردوغان سيسعى فوراً إلى قطف ثمار سيطرة «طالبان» على سدة الحكم في أفغانستان وأنه سيدخل كما حكام نظام قطر على خط تعويم الحركة لتصبح مقبولة عالمياً ولإعادة «تأهيل» قياداتها من «جهاديي القاعدة»، الذين استثمرتهم استخباراته أيما استثمار في إدلب وبقية المناطق السورية للنيل من الدولة السورية الشرعية وتخريب اقتصاد البلاد.
إلى ذلك أكد معهد الشرق الأوسط الأميركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قيام الجماعات الإرهابية المحلية في إندونيسيا بإرسال عشرات من مسلحيها للتدريب والقتال في سورية إلى جانب ما تسمى «هيئة تحرير الشام»، ولفت المعهد في تقرير له إلى أن الدلائل تشير إلى أن روابط المتطرفين الإندونيسيين بـ«القاعدة» في سورية تتجاوز «الهيئة»، ولا تقتصر على إمداد المسلحين، بل اشتملت أيضاً على تقديم التمويل من قبل «الجمعيات الخيرية» الإندونيسية غير الرسمية إلى «تحرير الشام» وغيره من الجماعات المسلحة الموالية لـ«القاعدة» في سورية.