في الأسبوع الثاني من ذهاب الدوري الكروي الممتاز.. تشرين والوحدة عين على القمة … في حمص ديربي الإثارة وفي حلب واللاذقية نكهة الكرة والجمهور
| ناصر النجار
تستأنف اليوم مباريات الدوري الكروي الممتاز من بوابة الأسبوع الثاني ثم يتوقف الدوري قسرياً حتى 12 من الشهر المقبل بسبب مشاركة منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم.
الحديث عن الأسبوع الثاني يمر من خلال تفاصيل الأسبوع الأول وما آلت إليه النتائج وما قدمت الفرق من عروض وأداء.
الفكرة الأولى أن أغلب الفرق تعالت على معاناتها وأوضاعها الصعبة، ففاضت المباريات بحماسة كبيرة لتغطي نقص التحضير والاستعداد، والتحدي كان حاضراً من اللاعبين الجدد الذين وجدوا لهم مكاناً بين الكبار، فكانت المباريات فرصة لإثبات الذات.
المال المفقود كان العنوان الأبرز في الأسبوع الماضي وتجلى جيداً في تمرد سبعة لاعبين من فريق الاتحاد جعل المباراة مع تشرين غير متكافئة نسبياً وبالوقت ذاته منح الكثير من لاعبي الاحتياط والشباب فرصة للحضور كأساسيين، المال كان سبب التمرد، لا يمكننا هنا أن نكون حكماً في هذه الحالة، فنقول: إن اللاعبين خذلوا ناديهم، ولكنه الاحتراف الذي يجب أن يلتزم به كل الأطراف، وهي مشكلة ألقت الضوء على واقع أنديتنا التي تعيش بين مطرقة طلبات الاحتراف وسندان المال المفقود الذي تبحث عنه في الشركات الراعية.
وكذلك برزت معاناة نادي حطين الذي لم يجد المال الكافي للسفر إلى حلب للقاء عفرين، وبدأ البحث عن مال يكفي لإقامة يوم واحد، وسمعنا صرخة رئيس النادي وقد تحدث عن واقع مؤلم جداً يعيشه ناديه.
وبرزت متاعب أخرى تمثلت بسوء أرضية الملاعب في أغلب المباريات وهو ما رسم العديد من إشارات الاستفهام وعلى ما يبدو أننا مقبلون على موسم بلا ملاعب صالحة، فإذا كانت الحال السوء هذه في افتتاح الدوري فكيف بنا في موسم الخير والبركة حيث ستتحول ملاعبنا إلى برك من الماء والطين إن لم يجد القائمون على الملاعب الحلول السريعة.
لكن (الفضيحة) ظهرت بملعب حمص الذي كان غير جاهز لاستقبال مباراة الكرامة والشرطة بغياب الرايات الركنية، وما زال القائمون على الملعب و اتحاد كرة القدم يتبادلون الاتهامات حول المسؤولية، فالحكم والمراقب كانا من المفترض ألا يسمحا بإقامة المباراة، ومدير الملعب لا نعرف ما حجته، والتنفيذية غارقة في النوم!
ربما مشكلة رايات ملعب حمص لن تتكرر، لكن سنشهد جزئيات أخرى ستعكر المزاج ونأمل ألا تعكر الدوري.
المشهد التحكيمي ما زال غامض المعالم وإن سمعنا بعض الشكوى من هنا وهناك حول بعض الحالات التي تستحق الوقوف عندها مطولاً، لكن في العموم كانت بداية طيبة ومن المستحيل أن نرى مباراة واحدة في العام خالية من الأخطاء، كل ما نطلبه غياب الأخطاء التي تؤثر في مجريات المباراة ونتيجتها.
لا يمكننا الحديث عن المستوى والأداء الفني، لأن قناعتنا تؤكد أن الأسبوعين الأوليين سيكونان تحضيراً للدوري، ونحن على قناعة أن الدوري سيبدأ من الأسبوع الثالث.
لكن المستغرب تماماً أن الكبار رضخوا لمن دونهم بالجاهزية والتحضير والإمكانيات، فكانت النتائج متقاربة والانتصارات التي تحققت صعبة وكلها بفارق هدف 2/1 في ثلاث مباريات والتعادل حضر في أربع مباريات بواقع صفر/صفر مرتين، ومرة واحدة 1/1 و2/2، فلم نجد الفوارق الشاسعة سواء في الأداء أو في النتيجة، لذلك نسأل: ماذا استفاد من تحضر ودفع، وماذا خسر من لم يتحضر ولم يدفع؟
ربما الجواب يأتينا لاحقاً، فالدوري دوماً تكون بداياته ضعيفة ومع مرور الوقت سنجد من يملك النفس الطويل، ومن استفاد من تعاقداته ومن أهدر ماله.
خطوة ثانية
مباريات الأسبوع الثاني ستشكل الخطوة الثانية لبعض الفرق، وسنجد أن البعض لن يكون له نصيب في الغلة.
وعلينا التركيز على مباراتي تشرين والوحدة لأن الفريقين يطمحان إلى اللقب وقد حشدا له العير والنفير، وهما أمام لقاء سهل من الناحية النظرية استناداً للمعطيات والأرقام والأوراق.
الفوارق كبيرة بين النواعير صاحب الضيافة وتشرين الضيف، ومن الطبيعي أن تصب كل التوقعات بمصلحة البحارة وهم يواجهون ضيف الدوري بإمكانياته المتواضعة وبتشكيلته التي بات أغلبها من الشباب ومن خليط المخضرمين وقليلي الخبرة.
مباراة ديربي حماة منحت لاعبي النواعير الزاد المعنوي ليتفوقوا على خصومهم فنالوا نقطة التعادل والنتيجة طبيعية رسمتها أغلب النتائج السابقة التي جمعت الفريقين، دوماً كنا وما نزال نقول: مباريات الديربي لها حساباتها ا لخاصة فلا كبير فيها.
بلقاء تشرين تختلف كل المعطيات، وإن كان النواعير قبل موسمين حقق التعادل السلبي بحماة مع تشرين في افتتاح الدوري فإن البطل لا يلدغ من جحر مرتين، وهو ينظر إلى المباراة من باب خانة الفوز في طريقه نحو النجمة الخامسة التي يسعى لها وأعد لها كل العدة.
من سوء حظ النواعير أن يواجه تشرين في مرحلة مبكرة قبل أن يستعد بشكل أفضل، ومن حقه أن يدافع عن وجوده وعن المباراة بكل روح عالية وعزيمة قتالية، والتوقعات تصب في مصلحة الضيف، نقطة التعادل ستكون مفخرة للنواعير، وللتذكير فإن تشرين فاز بلقاء الإياب قبل موسمين بهدفين نظيفين سجلهما محمد مرمور من ركلة جزاء وعلاء الدين دالي.
أما فريق الوحدة فالمفترض أن يكون على شاكلة تشرين من ناحية القوة والجاهزية وكذلك الطموح وقد أعلن مسبقاً عن هدفه من الدوري بالبطولة التي أعد لها العدة الكاملة وحشد لها كل إمكانيات النادي.
والخصم في المباراة ليس بالفريق السهل لكن الظروف والإمكانيات هي التي تحدد هوية المباراة، والمشكلة أن جبلة جهّز فريقاً على (قد الحال) بعد أن خابت آماله بالداعمين وبعض المحبين ومع ذلك قدم أداء رجولياً أمام الوثبة محافظاً على خطوطه الخلفية، لكن تبين أن غياب البحر في المقدمة لن يكون بمقدور أحد تعويضه، وضمن هذه المعطيات فالأفضلية ستكون لأصحاب الأرض مع الإشارة إلى أن مخزون فريق الوحدة في الشوط الثاني ينخفض لأسباب أهل الدار أدرى بها، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه الفريق الضيف، فيتعامل بحذر في البداية لأن الشوط الأول هو مفتاح فوز البرتقالي.
في الموسم الماضي تعادل الفريقان في الذهاب 2/2، سجل للوحدة حميد ميدو وأنس العاجي، ولجبلة عبد القادر غريب ومحمود البحر، وفي الإياب فاز الوحدة 2/1 سجل للوحدة أسامة أومري وحميد ميدو ولجبلة محمود البحر من جزاء.
ديربي حمصي
في حمص سينقسم الجمهور إلى أحمر وأزرق كل سيؤازر فريقه، وضمن استقراءات هذا الموسم فإن الفريقين استعدا بشكل جيد واستقدما نخبة من اللاعبين، وهما في حالة تهوى مواقع الكبار والمنافسة على اللقب.
البداية كانت مريحة للكرامة بفوز متوقع على الشرطة 2/1، والوثبة كان بموقف حرج قبل لقاء جبلة وازداد حرجاً بعد التعادل السلبي.
مكامن القوة في الفريقين متوازنة، ولنقل إن الفريقين يشبهان بعضهما، لذلك قد تسير المباراة لظروفها أو إن أحد المدربين يقول كلمة الفصل فيها.
في ذهاب الموسم الماضي تعادلا بلا أهداف، بينما فاز الكرامة في الإياب بهدف ميلاد حمد.
الورقة الرابحة
في حلب الاتحاد يستقبل الجيش والمباراة كما عهدناها على مدى العقود القديمة أنها كانت تمثل قطبي كرة القدم السورية.
اليوم اختلفت الموازين وانقلبت الصورة وخصوصاً من جهة أهلي حلب الذي ارتضى لنفسه أن يكون في مواقع الوسط وهو غارق في مشاكل إدارية ومالية لا حصر لها.
وبعيداً عن هذا التوصيف فإن الاتحاد مدرسة لو اعتمد على أبنائه ومنحهم الفرص الحقيقية، والجيش ما زال زعيم الكرة وإن خفّ بريقه في الموسمين الماضيين قليلاً إلا أنه ما زال بمرتبة عالية فلم يبتعد عن الوصافة.
وتوازنات الموسم الجديد لم تشكل الفارق الكبير بين الاتحاد والجيش قد يتفوق الجيش في جانب والاتحاد على الجانب الآخر سيكون متفوقاً ولا ندري إن كان الاتحاد حتى تاريخ المباراة قد أرضى لاعبيه المبتعدين، ولا نعلم موقف المدرب منهم فنياً، لكننا ما نحن متأكدون منه أن ورقة رابحة ستكون بيد الاتحاد من خلال جمهوره الذي سيغطي مدرجات الحمدانية وسيصبغ لونه بالأحمر على أمل أن يصبغ فريقه الملعب باللون ذاته.
المباراة صعبة وقوية ونأمل أن تكون عالية المستوى مثيرة والتوقع لها لن يكون بالأمر السهل وهو مرهون بما سيقدمه اللاعبون وبما يفكر به المدربان.
الغلبة في الموسم الماضي كانت للجيش الذي فاز مرتين ذهاباً 2/1، سجل للجيش مؤمن ناجي وعبد الناصر حسن، وللاتحاد محمد ريحانية، وإياباً بالحمدانية بثلاثية نظيفة سجلها زيد غرير ومحمد الواكد ومحمد اللولو، لذلك فالاتحاد مدعو لرد اعتباره والجيش لتكريس التفوق.
لغة الفوز
رجال الفتوة يتكلمون اليوم بلغة مغايرة عن الأمس، يتكلمون بلغة الفائز وأسلوب المنافس لدرجة أنهم حزنوا لنتيجة التعادل السلبي مع الجيش واعتبروا أن الفوز هرب منهم.
والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن الفتوة هذا الموسم غير، فقد أعد فريقه بشكل جيد واختار عناصره بعناية ولعب سبع مباريات تجريبية وضعت مدربه المخضرم أنور عبد القادر بصورة واضحة المعالم عن فريقه ولاعبيه وإمكانياتهم.
لذلك فإن الكلام يدور حول أحقية الفتوة في المباراة حسب الأوراق التي يملكها.
الشرطة يعرف أنه لقاء صعب، لكن ليس بصعوبة مباراة الكرامة بحمص، ربما الشديد مدرب الشرطة يريدها تعويضاً لخسارة طبيعية ومنطقية الأسبوع الماضي، وقد منح لاعبيه البراءة من الخسارة بعد أن أثنى على جهودهم فيها.
ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن المباراة صعبة على الشرطة والفتوة قادر على إدارتها بنجاح وهذا منطق كرة القدم، ولكن متى كانت كرة القدم منطقية؟
في الموسم الماضي تعادلا بهدف لمثله، سجل للشرطة مازن علوان من جزاء وللفتوة كنان نعمة، وفاز الشرطة بالإياب 2/1 سجل للشرطة عمر الترك ومازن علوان وللفتوة مازن عمارة.
كل شيء وارد
مباراة حطين مع الطليعة في اللاذقية متكافئة إلى حد ما، لكن كل شيء وارد فيها من حيث الأداء والنتيجة، والفريقان يعيشان الهموم ذاتها وإن كانت هي أثقل على الحوت.
والمباراة فرصة لجمهور حطين لمؤازرة فريقه ليس بالحضور والتشجيع إنما بالمساهمة المالية «بحصة تسند جرة» وهذا الأمر يدل على مدى حب عشاق حطين لفريقهم، فالحب يحتاج إلى تضحية وولاء ووفاء.
بعلم الأرقام فإن التوازن يفرض نفسه على الفريقين وعلى المباراة لذلك فإن التعادل قد يكون مصير المباراة وقد يكون أحسن الحلول وإن كان طموح الفريقين وجمهورهما الفوز وهما سيسعيان إليه بكل تأكيد مع الإشارة إلى أن الجمهور قد يكون الورقة الرابحة.
في ذهاب الموسم الماضي تعادل بلا أهداف، وفي الإياب فاز حطين 2/1 سجل له مرديك مردكيان ووائل الرفاعي وسجل للطليعة أحمد العمير.
اللقاء الأول
حرجلة يستقبل عفرين يوم الجمعة في اللقاء الأول الذي يجمعهما معاً رسمياً، المباراة صعبة على الفريقين وهي بالحقيقة مجهولة المستوى والمصير مسبقاً، استعداد عفرين أكبر وتجهيزه كان أفضل، لكن المراقبين صدموا بالتعادل الذي كان خسارة للفريق أمام حطين.
حرجلة ظهر بشكل جيد أمام الوحدة وخصوصاً في الشوط الثاني، وخسر بفارق الخبرة، وبسبب الأخطاء الدفاعية.
يمكن أن يكون للمدربين رأي آخر بعد إصلاح أخطاء المباراة الأولى، فمن يتمكن من ذلك! ربما الجواب الصحيح سنجده بعد نهاية اللقاء.