سورية

المقداد يلتقي لاريجاني وظريف وولايتي: تأكيد ثبات الدعم الإيراني لسورية

الوطن– وكالات :

في ثاني أيام زيارته إلى إيران، عقد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الأربعاء سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، الذين أجمعوا على ثبات موقف بلادهم الداعم لسورية حكومةً وشعباً، في محاربتها للإرهاب، ودعوا إلى استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين في سبيل الوصول إلى حل للأزمة في سورية مع الحفاظ على الثوابت السورية.
المقداد أكد لمستقبليه الإيرانيين، أن محاربة الإرهاب هي «أولوية» الشعب السوري إلى أن يتم «التطهير الكامل» لسورية من الإرهابيين، والذي من شأنه أن يمهد لـ«العملية السياسية القائمة على احترام السيادة السورية، وحق الشعب السوري في تقرير مستقبله»، مشدداً على ضرورة منع تقديم الدعم للإرهابيين عملاً بالقرارات الدولية.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن المقداد، بحث أمس مع رئيس مجلس الشورى في إيران علي لاريجاني آخر التطورات والمستجدات في سورية والجهود المبذولة لمحاربة الإرهاب.
ووفقاً للوكالة، جدد لاريجاني موقف بلاده «الثابت» في دعم سورية حكومةً وشعباً في محاربتها للإرهاب. وشدد على أن إيران «لن تألو جهداً في دعم الحكومة السورية في محاربة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية». ونوه بالانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مختلف الجبهات في التصدي للتنظيمات الإرهابية التكفيرية في سورية.
بدوره عرض المقداد «الإنجازات التي يحققها الجيش في محاربة الإرهاب بالتعاون مع الأصدقاء»، مشدداً على أن محاربة الإرهاب تشكل «أولوية للشعب السوري، حتى تطهير كامل الأراضي السورية من هذه الآفة الخطيرة على المنطقة والعالم، وتمهيداً للعملية السياسية القائمة على احترام السيادة السورية وحق الشعب السوري في تقرير مستقبله بنفسه دون أي تدخلات خارجية».
وأكد أن محاربة الإرهاب تتطلب جهوداً صادقةً من الجميع، كما تتطلب السعي الجاد لمنع تقديم الدعم للإرهابيين عملاً بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأعرب عن الشكر لإيران وروسيا الاتحادية وحزب اللـه على دعمهم سورية في محاربتها للإرهاب، الذي يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
حضر اللقاء مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس سفير سورية في طهران عدنان محمود، إضافة إلى مستشار لاريجاني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام، ورئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي وعدد من المسؤولين الإيرانيين.
كما بحث نائب وزير الخارجية والمغتربين مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف التنسيق الثنائي لمكافحة الإرهاب، والمساعي الجارية للحل السياسي للأزمة في سورية، وفقاً لما نقلت «سانا».
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، أن ظريف قدم للمقداد شرحاً لما جرى في اجتماع «فيينا 2»، الذي عقد يوم الجمعة الماضي بمشاركة إيران. واعتبر أن الاجتماع «مثل تحركاً جيداً في مسار الآلية السياسية لحل الأزمة السورية»، لافتاً إلى أن المسؤولين الإيرانيين، الذي حضروا الاجتماع، بينوا موقف بلادهم بـ«صورة شفافة».
وشدد على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين سورية وإيران في سبيل الوصول إلى حل للأزمة في سورية مع الحفاظ على الثوابت السورية، لافتاً إلى أن «سياسة إيران تجاه سورية مبنية على مبادئ واضحة ومنطقية وثابتة»، مؤكداً أن الشعب السوري هو الذي يحدد مستقبله، فيما مهمة الدول الأخرى تنحصر في تسهيل الحوار بين السوريين لحل الأزمة القائمة.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الإيرانية أن بلاده تؤمن بـ«الحل السياسي للقضية السورية ولا ينبغي فرض أي أمر على الشعب السوري».
من جانبه عرض المقداد، وفقاً لـ«إرنا»، التطورات الجارية في هذا المجال والاتصالات التي تجري مع سورية، والتنسيق بين سورية وإيران في مجال العملية السياسية ومكافحة الإرهاب.
وأعرب عن شكره لجهود ظريف في المساعدة لحل الأزمة في سورية، قائلاً: إن «دور إيران الإيجابي سيبقى في الذاكرة التاريخية للشعب السوري».
من جانبه، أكد علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية خلال لقائه المقداد، ثبات الموقف الإيراني الداعم لسورية في محاربة الإرهاب وضمان عودة الأمن والاستقرار إليها. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء أكد المقداد وولايتي أهمية الاستمرار في التنسيق والتشاور بين الجانبين وصولاً للحل السياسي القائم على احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها.
وجدد ولايتي التأكيد أن بلاده لا تقبل بأي مبادرة لا تقبل بها الحكومة السورية والشعب السوري نافياً أي تعاون مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن سورية على ما ذكرت وكالة «سانا».
من جهته أكد المقداد عزم القيادة السورية الراسخ في محاربة الإرهاب الذي يشكل تهديداً للمنطقة والعالم.
وقال المقداد : إن «القوى الشريرة تطرح فكرة المرحلة الانتقالية وتريد من خلال هذا الطرح أن تحقق ما فشلت عن تحقيقه عسكرياً من خلال الدبلوماسية» مضيفا: إن «القوى التي تضمر الشر لسورية وتعمل على تفتيتها هي التي تطرح المرحلة الانتقالية خدمة لمصالحها والمجموعات الإرهابية المسلحة بهدف تدمير سورية».
ووصل المقداد أول أمس طهران، حيث بحث مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان استمرار التشاور والتنسيق بين سورية وإيران بشأن محاربة الإرهاب والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبعد لقاء عبد اللهيان، رفض المقداد فكرة «فترة انتقالية» لحل الأزمة في سورية، قائلاً إنها موجودة فقط «في أذهان من لا يعيشون على أرض الواقع»، وأضاف موضحاً: «نتحدث عن حوار وطني في سورية وحكومة موسعة وعملية دستورية ولا نتحدث نهائياً عما يسمّى بفترة انتقالية».
وقبل يومين أكد ولايتي أن الأزمة في سورية لا يمكن حلها عسكرياً، مؤكداً أن مصير أي بلد يقرره أبناؤه وعلى الأجانب ألا يتدخلوا. وأشار إلى أن دور الأمم المتحدة يقتصر في حدوده القصوى على «الإشراف على تهيئة انتخابات نزيهة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن