كشف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو عن اقتراحٍ أميركي للحكومة الإسرائيلية عام 2013 من أجل تطبيق النموذج الأفغاني على الفلسطينيين.
وقال نتنياهو في بيان أمس نقله موقع «الميادين»: «توجه إليَّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري يومذاك، ودعاني لزيارة سرية إلى أفغانستان لرؤية، وفق كلامه، كيف أن الولايات المتحدة أقامت قوة عسكرية محلية تستطيع وحدها مواجهة الإرهاب»، مضيفاً إن «الرسالة كانت واضحة نموذج أفغانستان هو النموذج التي تريد الولايات المتحدة تطبيقه أيضاً في المسألة الفلسطينية».
وأردف قائلاً: «رفضت العرض بلياقة ورفضت أصل الفكرة، قدرت حينها أنه في اللحظة التي ستخرج فيها الولايات المتحدة من أفغانستان، سينهار كل شيء. وهذا ما حصل للأسف هذه الأيام: نظام إسلامي متطرف احتل أفغانستان وسيحولها إلى دولة إرهاب تعرض السلام العالمي للخطر»!
نتنياهو الذي ترأس لسنوات طويلة حكومة دولة توصف بأنها دولة الفصل العنصري الوحيدة في الشرق الأوسط، وتمارس ابشع سياسات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، تابع قوله: «نتيجة مماثلة سنحصل عليها إذا أعطينا بلداً أماً (موطناً) للفلسطينيين! الفلسطينيون لن يقيموا سينغافورا، هم سيقيمون دولة إرهاب في الضفة على مسافة قصيرة من مطار بن غوريون وتل أبيب وكفار سابا ونتانيا»!
وتطرق نتنياهو إلى ملف الاتفاق النووي مع إيران بقوله «السياسة الخاطئة نفسها رأيناها أيضاً في مسألة إيران، المجتمع الدولي الذي هرول إلى اتفاق خطير كان سيمنح إيران بإذن دولي ترسانة من القنابل النووية المعدة لتدميرنا»، متناسياً أيضاً أن دولة الكيان الإسرائيلي هي الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية ولا تلتزم بمعاهدة حظر انتشار السلاح النووي.
وأشار نتنياهو إلى أنه «طلب مني حينها ومن أصدقائنا التزام الهدوء، عدم التصرف وعدم القتال، لم أوافق على ذلك أيضاً، قدنا سياسة صارمة سواء في الميدان العملاني أم في الميدان السياسي والإعلامي، خرجت ضد كل العالم، بما في ذلك ضد كثيرين في إسرائيل، وخطبت في الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق الخطير هذا، وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل يائير لابيد هاجم تصرفي هذا».
ورأى نتنياهو أن «الخلاصة واضحة: النظرية الصحيحة التي قدتها هي أنه ممنوع علينا الاعتماد على الآخرين للحفاظ على أمننا، علينا الدفاع عن أنفسنا بقوتنا إزاء أي تهديد».
وحذر من أن «الكارثة اليوم هي في أن حكومة «لابيد – بينت» تتصرف بالعكس تحديداً، عبر تعريضها أمننا وأساس قيامنا للخطر، هم وافقوا على سياسة «صفر مفاجآت» إزاء إيران، سياسة خطيرة تقيد حرية العمل التنفيذي لإسرائيل، هم يذعنون للآخرين ويلتزمون الصمت المطبق بالنسبة لإيران في هذه الأيام التي تهرول فيها نحو القنبلة»، مضيفاً «هم يفعلون ذلك بغطاء كامل وسخيف من الإعلام المتملق الذي يحاول إخفاء إخفاقات الحكومة الفاشلة هذه، مهما كانت قاسية».
وفي تعليق على سيطرة «طالبان» على أفغانستان، أشار معلق الشؤون العسكرية في «القناة 12» الإسرائيلية، نير دفوري، إلى أنه «إذا نظرنا إلى هذا الحدث، وكل الشرق الأوسط ينظر إلى ما يحدث في أفغانستان، فيمكن أن يؤثّر فينا أيضاً».
وتساءل دفوري «قبل كل شيء، كل حلفاء الولايات المتحدة ينظرون إلى هذا الأمر، ويقولون متى سيتخلى عنا الأميركيون».
بدوره، قال العميد في الاحتياط الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، وهو باحث في المركز المقدسي للشؤون العامة والدولية، إن الخطوة الأميركية بالانسحاب من أفغانستان ستُعتَبر في الساحة الدولية دليلاً على الضعف»، مضيفاً إنه «سيتم تظهير الانسحاب كتعبير آخر عن الضعف الأميركي، الناتج من عدم الرغبة في دفع ثمن في الصراع المستمر ضد الإسلام الراديكالي».