اتصالات مكثفة لجوار أفغانستان وقتلى في أولى تظاهرات بوجه طالبان وبريطانيا المطمئنة: لقد تغيّروا … «تحرير الشام» تبارك للحركة: نستلهم صمودنا وثباتنا من تجاربها!
| حلب - خالد زنكلو
لم تتمكن الحملة الدعائية التي خاضتها بعض وسائل الإعلام العربية والغربية لتبييض صفحة حركة طالبان ومشروعها «الجهادي الإلغائي»، من حجب حقيقة الأوضاع المقلقة داخل أفغانستان بعد نحو أربعة أيام من إحكام الحركة قبضتها على البلاد، وأظهرت فيديوهات «مروعة»، عمليات إطلاق النار من مقاتليها، على مجموعة من المتظاهرين رفعوا العلم الأفغاني، ما أدى لسقوط قتلى بين المواطنين، في أول أيام «المواجهة».
وفي أول ظهور له عقب الإعلان عن وصوله لدولة الإمارات العربية المتحدة، أكد الرئيس الأفغاني أشرف غني، في كلمة له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنه خرج من أفغانستان «مضطراً»، للحيلولة دون إراقة الدماء، معتبراً أن هزيمة حكومته تعتبر هزيمة للمجتمع الدولي وكل الدول التي ساندته.
من جهته وفي تصريح متوقع أكد قائد الجيش البريطاني نيك كارتر أن قوات بلاده المتبقية في أفغانستان تتعاون مع حركة «طالبان»، وقال: «نتعاون مع «طالبان» على الأرض، ويبدو أن هذه العلاقة مباشرة جداً»، داعياً إلى توخي الحذر عند إطلاق صفة عدو على الحركة، مبدياً في الوقت نفسه قناعته بأن «طالبان» لا ترغب بأن تكون معزولة على الصعيد الدولي، مضيفاً: «أعتقد أنهم تغيّروا»!
الطمأنينة البريطانية تجاه طالبان توازت مع اتصالات مكثفة بين قادة دول جوار أفغانستان، حيث بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني الجديد إبراهيم الرئيسي في أول مكالمة هاتفية بينهما، مستجدات الوضع في أفغانستان مع «التعبير عن استعدادهما للمساعدة في إحلال الأمن والاستقرار في هذا البلد»، وأكد رئيسي أن «تطوير وترسيخ العلاقات مع روسيا يعد أولوية مهمة في السياسة الخارجية الإيرانية».
الصين من جهتها أكدت عزمها على المضي بمساعدة أفغانستان وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان: «سنقدم كل مساعدة ممكنة، ولا يمكن الحديث عما إذا كانت الصين ستقيم علاقات دبلوماسية جديدة مع أفغانستان، إلا بعد تشكيل «حكومة متسامحة ومنفتحة هناك تمثل بشكل كافٍ مصالح بلادها».
في الأثناء لا يزال أصداء وصول طالبان للحكم مجدداً في أفغانستان يسمع صداه جيداً لدى اتباع تنظيم القاعدة في سورية، حيث أصدر الفرع السوري لتنظيم «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» أمس بيان «مباركة لطالبان» بعد ثلاثة أيام من فرض سيطرتها بالقوة على كل الأراضي الأفغانية بما فيها العاصمة كابل، وأظهر البيان تمسك «تحرير الشام» بنهج «القاعدة» على الرغم من إعلان انفصالها عنه قبل سنوات.
ورأى خبير في الحركات الجهادية الإسلامية أن بيان «النصرة» لـ«تهنئة» حركة «طالبان» بـ«الفتح المبين» وبأخبار «فتوحات أهلنا في أفغانستان» واعتبارها أنه «لا يدوم محتل على أرض مغتصبة مهما نكّل بأهلها وأذاقهم الويلات»، يتناسى أن معظم إرهابيي الفرع السوري من غير السوريين الذين يحتلون أرضاً سورية ويذيقون السكان المحليين الأمرين باحتجازهم والتنكيل بهم.
وبيّن الخبير في تصريح لـ«الوطن»، أن تضمين «النصرة» في بيانها لعبارة «نستلهم صمودنا وثباتنا من هذه التجارب (لطالبان)»، دليل واضح وجلي على ارتدائها على الدوام عباءة «القاعدة» نهجاً وسلوكاً وخيارات وحيدة لـ«التمسك بخيار المقاومة والجهاد»، قبل أن يؤكد في معرض حديثه على منح «درس وفرصة للمجتمع الدولي» كي «يحترم مطالبها» بتأسيس إمارة إسلامية في مناطق سيطرتها بإدلب والأرياف المجاورة، وهي بذلك تقدم دليلاً إضافياً على رفضها للاتفاقات الموقعة بين روسيا وتركيا حول منطقة «خفض التصعيد».