تأجيل لرحلات إجلاء من مطار كابل.. وبوتين: القضايا الأمنية الأكثر إلحاحاً في أفغانستان … طالبان: سنعتمد حكماً إسلامياً يرضي الجميع وقد لا يكون ديمقراطياً بالمعنى الغربي!
| وكالات
تتصاعد وتيرة الانشغال الدولي بالوضع في أفغانستان، بعد مضي نحو أسبوع على وقوع البلاد تحت سيطرة حركة «طالبان»، وسط مساعيها لطرح إطار حكم جديد تتمكن خلاله من تعميق سيطرتها أكثر واستقطاب ما أمكن من قوى دولية، في مشهد تتقاذفه مخاوف جمة من توترات محتملة قد تشهدها المنطقة مستقبلاً.
وأعلن المكتب الصحفي للكرملين، أمس السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ناقش الوضع في أفغانستان مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي.
وجاء في بيان الكرملين: «تمت مناقشة الوضع حول أفغانستان بالتفصيل، وتمت الإشارة إلى أهمية ضمان الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد والالتزام الصارم بالنظام والشرعية، واتفق الرئيسان على تعزيز التنسيق الثنائي بشأن القضايا الأفغانية».
وفي السياق، قال بوتين، أمس السبت خلال لقائه في موسكو بنظيره الكازاخستاني، قاسم زومارت توكاييف: «بالطبع الآن واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً هي القضايا الأمنية، وخاصة فيما يتعلق بالأحداث التي تتطور الآن في أفغانستان».
كما عبر عن أمله بإجراء مؤتمر عبر الفيديو، في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الإثنين القادم، لمناقشة هذا الموضوع.
في الأثناء، قال قيادي كبير في «طالبان» لوكالة «فرانس برس» إن الرجل الثاني في حركة «طالبان» الملا عبد الغني برادر وصل إلى العاصمة الأفغانية كابول، أمس السبت، لإجراء محادثات مع قياديين في الحركة، وسياسيين آخرين، من أجل تشكيل حكومة جديدة شاملة في أفغانستان.
وأضاف إن الحركة ستشكل فريقين منفصلين لإدارة الأمن الداخلي والأزمة المالية، لافتاً إلى أنه «ستتم الاستعانة بخبراء من الحكومة السابقة لإدارة الأزمات».
مصادر من الحركة أكدت لـ«سبوتنيك» أنه «ستتم دعوة جميع الأطياف السياسية للتوصل إلى حل يرضي الجميع، والمشاركة في الحكم»، لافتة إلى «تشديد أعضاء الحركة على أن الحركة ستعتمد على حكم إسلامي يرضي الجميع».
وعاد الملا برادر إلى أفغانستان أمس، حيث كان يقود المكتب السياسي للحركة، وهذه المرة الأولى التي يعود فيها زعيم كبير في الحركة علناً إلى أفغانستان، منذ أن أطاح بالحركة تحالف تقوده الولايات المتحدة، في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001.
وفي السياق، قالت «طالبان»، على لسان أحد متحدثيها لوكالة «رويترز»، إنها تهدف إلى الكشف عن إطار حكم جديد لأفغانستان في الأسابيع القليلة المقبلة، لافتة إلى أنه «قد لا يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي الدقيق».
وقال المتحدث إن «خبراء قانونيين ودينيين وخبراء في السياسة الخارجية في «طالبان» يهدفون إلى طرح إطار حكم جديد في الأسابيع القليلة المقبلة».
وأضاف المسؤول إن «نموذج «طالبان» الجديد للحكم في أفغانستان قد لا يكون ديمقراطياً بالتعريف الغربي الدقيق ولكنه سيحمي حقوق الجميع»، لافتاً إلى أن الحركة «تواصل إجراء المشاورات مع كبار الزعماء الأفغان السابقين، وقادة الميليشيات الخاصة».
وحول خروج القوات الأجنبية من البلاد، قال إن «الحركة تناقش خلال محادثات كيفية ضمان مغادرة القوى الغربية لأفغانستان بشروط ودية»، لافتاً إلى أن «الفوضى في مطار كابول لم تسببها «طالبان» وكان يمكن للغرب ترتيب خطة أفضل للإجلاء».
وأشار إلى أن «الحركة ستحقق في مشاكل القانون والنظام التي سببها أعضاء بعد علمها بارتكاب بعض الفظائع والجرائم ضد المدنيين».
وأضاف المتحدث: «مقاتلو الحركة لم يخطفوا أي أجنبي لكن بعض الأجانب يخضعون للاستجواب قبل السماح لهم بمغادرة أفغانستان.. سيواصل مقاتلونا التحلي بضبط النفس».
في السياق، أجّلت كل من الولايات المتحدة الأميركية، وألمانيا، وسويسرا رحلات إجلاء مقررة من مطار كابل بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.
ونصحت السفارة الأميركية في أفغانستان، الرعايا الأميركيين بتجنب السفر والتوجه إلى مطار كابل، حيث تجرى عمليات الإجلاء، بسبب «تهديدات أمنية محتملة».
وقالت السفارة الأميركية في كابل إنه «بسبب التهديدات الأمنية المحتملة خارج بوابات مطار كابول، فإننا ننصح مواطني الولايات المتحدة بتجنب السفر إلى المطار وتجنب بوابات المطار في هذا الوقت ما لم تستقبل تعليمات فردية من ممثل حكومة الولايات المتحدة للقيام بذلك».
إلى ذلك، ذكرت الحركة على حساب «الإمارة الإسلامية» التابع لها في «تويتر» أن شقيق الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي فر من البلاد قبل سيطرة المسلحين على العاصمة كابل، أعلن عن مبايعته للحركة.
وأشارت «طالبان» إلى أن حشمت غني، شقيق أشرف غني، «بايع إمارة أفغانستان الإسلامية على يد الحاج خليل الرحمن حقاني» وهو عضو بارز في شبكة حقاني.
وغادر الرئيس الأفغاني أشرف غني البلاد الأحد الماضي بالتزامن مع دخول قوات «طالبان» إلى كابل دون مواجهة أي مقاومة تذكر من قبل قوات الحكومة المعترف بها دولياً، وهو موجود الآن في الإمارات.