رياضة

لوحات فنية استعراضية بمشاركة الأبطال من جرحى الوطن ونخبة من نجوم الفن في سورية بحضور السيدة الأولى أسماء الأسد … افتتاح «دورة ألعاب جريح الوطن»

| الوطن - عبير سمير محمود

بحضور السيدة الأولى أسماء الأسد افتتحت أمس الأول في مدينة الأسد الرياضية بمحافظة اللاذقية «دورة ألعاب جريح وطن» بنسختها الأولى، وخلال لقائها الجرحى الرياضيين المشاركين في منافسات هذه الدورة، وسماعها منهم كيف طورت التدريبات الرياضية قدراتهم وفتحت آفاقاً جديدة لطموحاتهم قالت السيدة أسماء لهم:

أحببت لقاءكم لأقول لكم كم أنا والرئيس بشار الأسد وكل السوريين فخورون بكم، مضيفة:

«أنا فخورة بروح التحدي الموجودة لديكم، هذه الروح التي جعلتكم لا تنكسرون بعد الإصابة، هي الروح التي جعلتكم تستمرون بالثبات نفسه، وهي ذاتها التي جعلتكم تتجاوزون كل العثرات والعوائق التي واجهتموها».

وأشارت السيدة الأولى إلى أهمية دورة ألعاب «جريح الوطن» ليس فقط لأنها تُقام للمرة الأولى لجرحانا البواسل مع كل فوائده الصحية والنفسية والجسدية، بل لأنها أيضاً تُرسخ أن الجريح قادر ومتمكن، وهذا ليس مجرد شعار بل هو حقيقة بإرادتكم وتضامنكم وتصميمكم، أنتم جعلتموه حقيقةً وأصبح واقعاً ملموساً، واقع أنكم ليس فقط قادرون على التحرك بل قادرون على أن تمارسوا هواياتكم ونشاطاتكم وتحقيق طموحاتكم سواء أكانت العلمية بالشهادات أم العملية بالمشاريع.

وأضافت بالقول: ‏بمشاركتكم بهذه البطولة حملتم رسالة الأمل والإصرار، هذه الرسالة التي يجب على الجميع التعلم منها وهي ليست فقط بوابة لتطوير قدراتكم الرياضية وأنتم من محافظات مختلفة بل هي فرصة للتواصل بين بعضكم بعضاً وتكوين العلاقات والصداقات وتبادل الخبرات والتجارب، وهي فرصة لإغناء مشروع «جريح الوطن» بآرائكم وأفكاركم البناءة والمستدامة لأن جريح الوطن ليس مشروع يوم أو ساعة أو شهر بل هو رفيق درب.

دورة الألعاب ستكون حدثاً رياضياً سنوياً وركناً أساسياً من أركان المشروع بجهود كبيرة لفريق متنوع أساسه شباب وشابات فريق عمل «جريح الوطن» وبتعاون كامل مع الاتحاد الرياضي ومحافظة اللاذقية وبقية المؤسسات الداعمة للبطولة.

وختمت قائلة: بالتأكيد أشكر الجميع على جهودهم وكل واحد فيكم يتمنى ويطمح لتحقيق الميداليات ولكن يجب ألا ننسى أن مشاركتكم اليوم هي بحد ذاتها ميدالية لنا جميعاً فأنتم رفعتم رأس وطنكم سورية وسيبقى رأسها مرفوعاً بفضل تضحياتكم.. في الميدان كنتم مدرسة في البطولة، وبعد الإصابة أنتم مدرسة بالإرادة والإصرار واليوم أنتم مدرسة للنجاح والتفوق.

رعاية كريمة

من جهته، أكد رئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا لـ«الوطن»، أن التشاركية بين الاتحاد ومؤسسة جريح وطن لإقامة هذه الفعالية أقل ما يمكن تقديمه للجرحى الأبطال الذين ضحوا بأجزاء من أجسادهم فداء للوطن.

ولفت معلا إلى الرعاية الكبيرة والاهتمام الكبير من السيدة أسماء الأسد بالجرحى وهم شريحة من المجتمع كانوا عنوان الصمود لسورية بوجه الحرب الإرهابية في ساحات المعارك ليتحولوا بإصرارهم واستمراريتهم بالحياة إلى أبطال رياضيين يمثلون سورية في المحافل الدولية.

وذكر معلا أنه وخلال فترة التدريبات بالمعسكر المغلق التي امتدت شهراً ونصف الشهر تقريباً، اكتشف مدربون مختصون من الاتحاد الرياضي، خامات عدة لهؤلاء الأبطال ليكونوا في المستقبل روافد للرياضات الخاصة وتمثيل سورية في المسابقات العالمية كالأولمبياد والبطولات الآسيوية وغيرها.

وأشار إلى أن هذه الرياضات تؤهل الجرحى الأبطال ليصنعوا مستقبلاً مميزاً بالحياة الرياضية، كما نجحوا وانتصروا بالميادين القتالية.

وعبّر عدد من الجرحى الذين التقتهم «الوطن» عن حماستهم لخوض المنافسة في البطولة وتحدي الإصابات بالتغلب على العجز، كما قضوا على العدو في ساحات المعارك، ليحققوا النصر الرياضي بمهاراتهم ويرفعوا علم سورية بالمحافل الدولية كما خطوا الانتصار العسكري ببنادقهم فبقي العلم عالياً يرفرف فوق جبهات القتال.

ويخوض منافسات الدورة أكثر من 100 جريح من سورية والعراق وروسيا، يتنافسون في 6 من أنواع الرياضات (السباحة، كرة الطاولة، كرة السلة، تنس الريشة، ألعاب القوى وألعاب القوة البدنية)، وذلك من الـ 20 وحتى الـ 25 من الشهر الجاري.

ويشارك في دورة الألعاب جرحى الجيش والقوات الرديفة وقوى الأمن الداخلي الذين أصيبوا خلال معارك الدفاع عن الوطن، كما ذكر بيان صادر عن مشروع جريح الوطن، ولفت البيان إلى أن جرحى العجز الكلي ممن تنوعت إصاباتهم ما بين البتر الفردي والثنائي ومعهم جرحى الشلل والمكفوفون سيتنافسون بمساعدة أطراف اصطناعية جلوساً أو وقوفاً في ألعاب فردية وجماعية بعد أن حصلوا على التدريب اللازم الذي أضاف لمهاراتهم وقدراتهم في مختلف الرياضات المذكورة.

وشهد يوم أمس السبت، انطلاقة أولى منافسات الدورة الرياضية في مسابقة السباحة، وتنافس الجرحى السباحون على فترتين صباحية ومسائية.

النتائج

في الريشة الطائرة سجلت نتائج التصفيات والدور الثاني على أن تُجرى المباريات النهائية مساء اليوم الأحد.

وسجلت نتائج منافسات السباحة لمسافة ٢٥ متراً (ظهر) فوز السباح العراقي أحمد قاسم متوجاً بالميدالية الذهبية، بينما نال الميدالية الفضية ملهم الزبدي من سورية، والبرونزية كانت من نصيب مدحت منتجب من سورية.

وفي منافسة ٢٥ متراً فراشة، حصد الميدالية الذهبية الجريح العراقي عمر عمار داوود، والفضية للجريح السوري يوسف شريقي من سورية، ومحمود بركاوي من سورية توج بالبرونزية.

وحصد الجريح السوري عامر سلوم ذهبية سباحة مسافة ٢٥ متراً حرة، (شلل) والفضية من نصيب الجريح فايز عزام، والبرونزية من نصيب يونس شريقي.

ومسافة ٢٥ متراً سباحة حرة، كان الذهب من نصيب الجريح السوري صالح علي، والجريح السوري أحمد جورية نال الميدالية الفضية، في حين كانت البرونزية للجريح محمد تويتي.

وفي سباق ٢٥ متراً حرة (بتر)، توج فريق جرحى وطن بالمراكز الثلاثة، محمد زاهر قيسر بالميدالية الذهبية، وملهم الزبدي بالقضية، ومحمود بركاوي حصد الميدالية البرونزية.

أما أبطال فرق كرة السلة سيخوضون منافساتهم أيام الأحد، الإثنين والثلاثاء من الساعة الـ ٩ وحتى الـ ١١ صباحاً بنظام الدوري والفائز بأكثر عدد من النقاط يُعتبر فائزاً في البطولة.

وفي رياضة تنس الطاولة يخوض الجرحى منافساتهم يوم الإثنين ٢٣ آب الجاري، وتُلعب المباريات النهائية يوم الثلاثاء ٢٤ الشهر.

وتُقسم ألعاب القوة البدنية إلى سبع فئات حسب الأوزان وتُلعب يومي الأحد والإثنين ٢١ و٢٢ آب الجاري.

وسيتم تصنيف منافسات ألعاب القوى على فئتين، رمي من الجلوس ورمي للمكفوفين من الوقوف وتُلعب يومي الأحد والإثنين الساعة السابعة مساءً.

الحدث الكبير الذي يُقام للمرة الأولى في سورية بتنظيم من مشروع «جريح الوطن» والاتحاد الرياضي العام، يستمر حتى يوم الأربعاء القادم، ليختتم فعالياته بتوزيع الجوائز على الفائزين في المنافسات الرياضية المختلفة ضمن البطولة التي تحاكي نظام البطولات العالمية.

وأشارت اللجنة المشتركة لمشروع جريح الوطن إلى تخصيص جوائز مادية للجرحى الذين يحققون نتائج متقدمة في جميع منافسات دورة ألعاب «جريح الوطن».

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن مدرب فريق جرحى الوطن للسباحة صالح محمد، أن عدد المشاركين من الفريق السوري ١٢ سباحاً من جرحى الوطن، مقابل ٨ سباحين من جرحى العراق الشقيق، ضمن منافسات السباحة في البطولة.

من جهته، قال مدرب نادي الحشد الشعبي من الفريق العراقي غزوان هاشم فرز لـ«الوطن»، «أهمية البطولة والتكامل الروحي بين الشعبين العراقي والسوري جاءا ليؤكد فيهما جرحى البلدين أن الجرح واحد والعلاج واحد بين البلدين».

وقال: إن البطولة تهدف لبث التسامح والمحبة والهمة لدى الجريح بأن من يفقد شيئاً يتمكن من إكمال النقص وتحدي الصعوبات بإصرار وقوة المقاتل.

الجريح العراقي مصطفى حميد من نادي الحشد الشعبي قال لـ«الوطن»: إنه لبى الدعوة ليتشارك جرحه «بتر ساق فوق الركبة» مع جراح الأبطال السوريين، ويؤكدوا جميعاً إصرارهم على الحياة رغم كل التحديات.

توضيح من مشروع جريح الوطن يتعلق بترتيبات لوجستية خلال حفل افتتاح الدورة

تناقلت بعض الصفحات على فيسبوك معلومات تتعلق بترتيبات لوجستية خلال حفل افتتاح دورة ألعاب جريح الوطن أمس الأول، تعكس ما اعتبره بعض الجرحى الأعزاء عدم احترام لهم. ولذلك يهمّ مشروع جريح الوطن أن يوضح التالي:
إن الفعالية بكاملها كان هدفها دعم الجرحى والعمل معهم بكل تصميم وإرادة للاستمرار بنجاحاتهم على كل الأصعدة وآخرها الرياضية. والعمل على مدى شهور مضت كان مع الجرحى المشاركين بالبطولة وغير المشاركين فيها وكان بكامل الاحترام والاهتمام والتقدير لما قدمه هؤلاء الأبطال وهذا هو المبدأ الأساسي للتعامل معهم من قبل مشروع «جريح الوطن» منذ اليوم الأول لتأسيس هذا المشروع وليس فقط أثناء دورة الألعاب.

إن المشاركين بافتتاح الأمس من جرحانا الأبطال كانوا محل تقدير واحترام كبيرين من الجميع من قبل كل المؤسسات المعنية بمشروع «جريح الوطن» وكل الجهات التي ساهمت وشاركت بفعالية الأمس. وإن كان حصل أي خطأ فيؤكد مشروع «جريح الوطن» أنه غير مقصود على الإطلاق وبأن أي إرباكات لوجستية حصلت كانت خارجة عن رغبة وإرادة المنظمين جميعاً، ولاسيما أن حفل الافتتاح شَهِد حضوراً كثيفاً تجاوز استيعاب مدرجات صالة الافتتاح.

أخيراً

إن بطولة الأمس وما تحمله من مشاركة جرحانا الأبطال فيها، لها كثير من المعاني العظيمة لسورية دولةً وشعباً وهذا ما يجب التركيز عليه مع تأكيدنا أن ما حصل لم يكن مقصوداً على الإطلاق وسيتم تداركه بأي مناسبة قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن