سحبت ملاعبنا الكروية التي تقام عليها مباريات الدوري الممتاز البساط من تحت أقدام اللاعبين والمدربين والحكام وحتى الجمهور، فلم يعد أحد يبالي بتواضع أداء اللاعبين ولا بسوء أداء التحكيم ولا بضعف رؤية المدربين وعدم قدرة معظمهم على قراءة المباريات ولا كيفية معرفة إجراء التبديلات ولم يعد ضعف الحضور الجماهيري لفرق كان الجمهور يملأ مدرجات ملاعبها واتجه الاهتمام للملاعب وأصبح سوء أرضيتها ومرافقها وقلة النظافة فيها العنوان الرئيسي لأي حديث والمبرر الأول لكل مدرب يخسر فريقه.
وللأمانة ومن خلال المباريات التي حضرناها سواء على الشاشات المتنوعة أم على الطبيعة نؤيد وندعم كل ما قيل عن ذلك، فالملاعب المعشبة أصبحت تصلح لكل شيء إلا للعب كرة القدم فتضاريس الطبيعة موجودة بكل ملعب من تلال ووهاد وحفر بالإضافة للألوان التي تزينها فحضر الأخضر والأصفر والبني وغيرها في أرضية الملاعب، ما جعل اللاعبين يلعبون بحذر فقل عطاؤهم خوفاً من الإصابة بسبب حفرة قد يقعون بها هنا أو حجر يتعثرون بها هناك وغيرها من مفاجآت أو مطبات قد تحضر من دون سابق إنذار.
أما المرافق فنخجل من وصفها لأنها وصلت لحد القرف ومشالح اللاعبين وغرف الحكام وحدها حكاية سيئة الذكر.
وكانت الوعود قد أطلقت لتحسين وضع الملاعب ولكن على ما يبدو أن الميزانية المخصصة لها لا تكفي أو ربما هناك أسباب أخرى تمنع ذلك.
وحتى لا نظلم أحداً فإن الحفلات الجماهيرية التي أقيمت على بعض الملاعب قد ساهمت بزيادة الوضع سوءاً كما في استاد الباسل باللاذقية لأن الجمهور نزل بالآلاف لأرض الملعب وتم إقامة المنصات في أرضيته وكان بالإمكان نقل ذلك للمدينة الرياضية ذات الأماكن الشاسعة ولكن على ما يبدو أن لمسؤولي اللاذقية وجهة نظر أخرى.
استاد الباسل في اللاذقية يصلح الآن لكل شيء إلا لكرة القدم وفترة التوقف الحالية لن تكفي لإعادة تأهيله لأنه بحاجة لإعادة إصلاح من نقطة الإنشاء ونقل المباريات الآن للاستاد الرئيسي بالمدينة الرياضية الأفضل نوعاً ما، وهذا ليس في صالح ناديي تشرين وحطين لبعد المسافة على الجمهور وعدم توفر وسائل نقل تقلهم للاستاد بسبب الوضع المعروف للقاصي والداني وهو قلة المحروقات ولا يوجد حل هذا الموسم سوى اللعب على أرضية استاد الباسل وتحمّل عواقبها أملاً في إصلاحها الموسم القادم وأعان اللـه الجميع على ذلك وأولهم اللاعبون.