شؤون محلية

مواد رديئة… لكنها رخيصة … مواطنون: نخشى عدم صلاحيتها ولكن ما باليد حيلة! والتجارة الداخلية: نحن بالمرصاد

| حماة - محمد أحمد خبازي

«نحارُ ماذا سنأكل، فالغش طال كل شيء، ولم نعد نجرؤ على شراء لحم الغنم أو الفروج على قلة ما نشتري، إذا لم نر الخراف أو الفراريج تذبح وتنظف أمامنا» بهذه الكلمات التي تحمل الكثير من الشك والريبة، بالمواد الغذائية واللحوم الحمراء والبيضاء التي تباع بحماة، أجاب مواطنون كثر عن سؤال لـ«الوطن»، حول مدى ثقتهم بتلك المواد؟

وأوضح بعضهم أنهم يشترون بكميات قليلة جداً، لتكون الخسائر صغيرة إذا كانت تلك المواد مغشوشة أو منتهية الصلاحية أو فاسدة، وروى العديد منهم لـ«الوطن» أنهم تعرضوا فيما سبق لمحاولات غش كثيرة، لذلك باتوا لا يثقون بأي شيء إلا فيما ندر.

ومن تلك المحاولات، أنهم اشتروا غير مرة بهارات اتضح أنها ملونات صناعية منكهة بقليل من البهارات الحقيقية، ومنظفات تبين أن نسبة الملح فيها عالية جداً. وأنهم اشتروا كباب فروج وكانت نسبة الجلد فيه 90 بالمئة. على حين بيَّنَ آخرون، أنه لا ثقة لهم بالمقبلات الغذائية التي يتناولها الأطفال، ولا بالشرابات المجففة التي يكثر الغش فيها.

وقال آخرون: إن ما نقرؤه ونسمعه يومياً، عن ضبط التموين والجهات المعنية لحالات غش فظيعة في المواد الغذائية واللحوم، يجعلنا نشك بأي مادة، ولكن ما باليد حيلة، فإذا امتنعنا عن الشراء فماذا سنأكل ونشرب؟

وبيّن عدد من الباعة في سوقي 8 آذار والمرابط لـ«الوطن» أن الظروف المعيشية الصعبة للمواطنين، وعدم قدرتهم على شراء مواد جيدة، جعلت العديد من المنشآت الصناعية، تنتج مواد غذائية وغير غذائية رخيصة لتناسب قوة الناس الشرائية، على حساب الجودة والمواصفات!

هو ما أكده الخبير الاقتصادي إبراهيم قوشجي، الذي بيَّنَ لـ«الوطن» أن بعض الشركات والمعامل عمدت لتواكب السوق، إلى تصنيع منتجاتها بأقل التكاليف، وقال: وبالطبع عندما تكون التكلفة قليلة، ستكون السلعة المنتجة رديئة!

وأما مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحماة رياض زيود، فبيَّنَ لـ«الوطن»، أن دوريات الرقابة بالمرصاد للذين يغشون في هذه المواد، أو يستخدمونها لغش مواد أخرى.

وأوضح أن الدوريات نظمت منذ بداية الشهر الجاري لتاريخه أكثر من 450 ضبطاً تموينياً منها أكثر من 25 ضبطاً لحيازة مواد منتهية الصلاحية، ومنها: «طن من الدقيق متعفن ومنتهي الصلاحية ومصاب حشرياً كان سيستخدم في صناعة مقبلات غذائية للأطفال، وذرة وبهارات مصابة بالحشرات أيضاً، وعصائر صنعية بطعم المانجو ملوثة جرثومياً، ورب بندورة مخالفة بملونات صنعية، ومعلبات متنوعة.

كما نظمت عدة ضبوط بحق باعة ومحال قصابة ضبطت بحوزتهم 180 كيلو غراماً من لحم وشحم الغنم فاسدة ومتغيرة اللون، وذات رائحة كريهة، وجوانح فروج وزورات غنم غير صالحة للاستهلاك البشري، ولحوم حمراء وبيضاء مفرومة مسبقاً وفاسدة.

ولفت زيود إلى أن الغش بالمواد الغذائية يعد مخالفة جسيمة، وعقوبتها السجن مدة سنة وغرامة مالية 5 ملايين ليرة، وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم 8 للعام الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن