عربي ودولي

بريطانيا تؤكد الحاجة لروسيا والصين في التأثير على طالبان.. وقمة طارئة لمجموعة السبع الثلاثاء … بوتين: سنتعاون مع الغرب والوضع في أفغانستان يمسّ أمننا مباشرة

| وكالات

تستمر الجهود الدولية لإخراج الرعايا الأجانب من أفغانستان على وقع ارتفاع المخاوف من التوترات الأمنية التي يشهدها محيط مطار كابل، وذلك في حين لا تزال تصريحات الدول العظمى تتواتر في سياق محاولة ضبط إيقاع الوضع في البلاد.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تطورات الوضع في أفغانستان تمس بشكل مباشر أمن بلده، محذراً من خطر تسلل مسلحين إلى أراضي روسيا بقناع لاجئين أفغان.
وأثناء لقاء عقده أمس الأحد في موسكو مع ممثلين عن حزب «روسيا الموحدة» الحاكم، تعهد بوتين، حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»، بالتنسيق مع الغرب في الملف الأفغاني، قائلاً: «لا نريد أن يتسلل إلينا مسلحون بقناع لاجئين، وسنبذل قصارى الجهد بغية ضمان استقرار أفغانستان بالتواصل مع الشركاء الغربيين».
وتابع: «الفظائع المروعة التي تحدث الآن في أفغانستان، شهدناها في أراضينا قبل وقت ليس بعيداً، ولا نريد عودتها، لا نحتاج إلى هذه العناصر».
وأشار بوتين إلى أن الشركاء الغربيين يصرون على إسكان اللاجئين الأفغان مؤقتاً في دول آسيا الوسطى إلى حين حصولهم على تأشيرات للذهاب إلى الولايات المتحدة أو دول أوروبا، مندداً بهذه المقترحات بشدة.
وأضاف الرئيس الروسي متسائلاً: «هل يعني ذلك أنه يمكن إرسال هؤلاء اللاجئين إلى هذه الدول المجاورة من دون تأشيرات، على حين لا يريد الغربيون استقبالهم في أراضيهم من دون التأشيرات؟ إنه منهج مهين إزاء هذه المسألة».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أن روسيا ترى أن حركة طالبان تتمسك بتصريحاتها الخاصة بالعفو ووقف الأعمال القتالية والحوار الأفغاني.
وقال لافروف: «نرى حتى الآن أن التصريحات التي تدلي بها حركة طالبان بشأن وقف الأعمال القتالية والعفو عن كل المشاركين في المواجهة، وضرورة الحوار الوطني العام لتشكيل هيئات السلطة الائتلافية الشاملة، تتمسك بها الحركة، وخاصة أنهم أقاموا يوم أمس اتصالات مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد اللـه عبد الله، وحتى في الشمال في بنجشير، حيث أعلن الزعماء الطاجيكيون هناك أنهم سيواصلون مكافحة طالبان، وصلت اليوم أول أنباء عن إقامة اتصالات معهم».
وأضاف لافروف: «إنه أمر مهم مبدئياً بالنسبة لنا، كما أشرت إليه، من وجهة نظر أمن حلفائنا في آسيا الوسطى».
في الأثناء، أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن زعماء مجموعة السبع الكبار G7 سيعقدون الثلاثاء القادم اجتماعاً طارئاً لمناقشة تطورات الوضع في أفغانستان.
وكتب جونسون على حسابه في «تويتر» أمس الأحد: «سأعقد الثلاثاء اجتماعاً لزعماء G7 لإجراء محادثات عاجلة بشأن أفغانستان، من المهم حيوياً أن يعمل المجتمع الدولي معاً من أجل ضمان أمن عمليات الإجلاء ومنع حدوث أزمة إنسانية ودعم الشعب الأفغاني في تأمين ما تم تحقيقه من الإنجازات خلال السنوات الـ20 الماضية».
على خط موازٍ، أكد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن بلاده بحاجة إلى روسيا والصين لممارسة «تأثير معتدل» على حركة طالبان في أفغانستان.
وقال: إن بريطانيا ستضطر إلى الاستعانة بدول لها تأثير معتدل على الحركة مثل روسيا والصين، وإن كان هذا الأمر «غير مريح».
في السياق، أكد مسؤول في حلف الناتو أن 20 شخصاً على الأقل قتلوا خلال الأسبوع الأخير في مطار كابل ومحيطه على خلفية عمليات الإجلاء المتواصلة من المدينة منذ سقوطها في قبضة حركة طالبان، حسبما نقلت «رويترز».
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أمس الأحد: «الأزمة خارج مطار كابل مؤسفة، ونركز على إجلاء جميع الأجانب في أسرع وقت ممكن».
ولفت المسؤول إلى أن قوات الناتو المنتشرة في المطار تلتزم بالابتعاد لمسافة محددة عن مناطقه الخارجية، بغية تفادي أي اشتباكات مع مسلحي حركة طالبان التي سيطرت على العاصمة الأفغانية قبل أسبوع.
إلى ذلك، أعلنت الحركة عن نيتها عقد لقاءات مع حكام ومسؤولين سابقين في معظم ولايات البلاد، لبحث إمكانية التعاون معهم، وأوضح مسؤول أن قيادات الحركة من المقرر أن يجتمعوا خلال الأيام القليلة القادمة مع حكام ومسؤولين حكوميين سابقين في أكثر من 20 ولاية من أصل ولايات أفغانستان الـ34، بهدف طمأنتهم على أمنهم والبحث عن التعاون من قبلهم.
وشدد على أن الحركة لا تجبر أي مسؤول سابق على الانضمام إليها وإعلان ولائه لها، مضيفاً: «لديهم الحق في مغادرة البلاد إذا كانوا يرغبون في ذلك».
كما رجح المسؤول إمكانية استئناف عمل المدارس والكليات في مختلف أنحاء البلاد.
وفي معرض تعليقه على التطورات الأخيرة حول مطار كابل، قال: «نسعى إلى أن يكون هناك وضوح تام بشأن خطة خروج القوات الأجنبية، وإدارة الفوضى خارج مطار كابل مهمة معقدة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن