استمرار الاحتفالات بسيطرة الحركة على أفغانستان وميليشيات تركيا ممتعضة! … سخط في إدلب من موالاة «النصرة» لشقيقتها «طالبان»
| حلب - خالد زنكلو
تبنت «جبهة النصرة»، وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، ما يمكن تسميته «انتصاراً» لحركة «طالبان» بسيطرتها على أفغانستان، وذلك عبر استمرار الاحتفالات المؤيدة لـ«الفتح المبين» وإصدارها بياناً يعد بمنزلة «مبايعة» لنهج الحركة الإسلامية المتشددة وربيبة تنظيم القاعدة الإرهابي العالمي، الأمر الذي أثار موجة استياء وسخط في نفوس السكان المحليين في إدلب حيث يحكم الفرع السوري لـ«القاعدة» هيمنته.
وأفادت مصادر أهلية في مدينة إدلب لـ«الوطن»، بأن الاحتفالات المهللة بـ«إنجاز» الحركة استمرت أمس، ولليوم الخامس على التوالي عبر مسيرات بالسيارات رباعية الدفع التي تحمل رايات «النصرة» و«تحرير الشام» و«القاعدة» وتبث من خلال مكبرات الصوت الأغاني الجهادية الحماسية، وسط مطالب من بعض المتزعمين الراديكاليين بإعلان العودة عن فك الارتباط بـ«القاعدة» وإعلان التبعية والمبايعة لها بشكل صريح وواضح، بعدما ارتفعت أسهمها وقوتها ونفوذها بشكل واسع في أفغانستان.
وبينت مصادر محلية في مدن وبلدات بنش ومعرتمصرين وسرمين وتفتناز وجسر الشغور وسلقين وكفرتخاريم لـ«الوطن»، أن «تحرير الشام» فرضت على الأهالي تقديم مراسم الاحتفال بسيطرة «طالبان» على أفغانستان، عبر تواصل توزيع الحلويات وإقامة الولائم وفتح المضافات أمام الإرهابيين لإظهار الولاء للتنظيمات المتشددة، وعلى رأسها «القاعدة»، وأشارت المصادر إلى أن «القوة الأمنية» لـ«تحرير الشام» اعتقلت خلال اليومين الماضيين ستة أشخاص من وجهاء ريف إدلب الشمالي على خلفية رفضهم فتح مضافاتهم لاستقبال المهنئين بفوز «طالبان» أو المشاركة في أحد الاحتفالات المركزية في مدينة إدلب بعد توجيه الدعوة إليهم، ولفتت إلى خروج تظاهرات ليلية في بلدات ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي الغربي دعت «النصرة» إلى التوقف عن إظهار المزيد من التأييد والولاء للفرع السوري لـ«القاعدة» وعدم الزج بإدلب في غياهب المجهول تحقيقاً لمآرب وأجندة نظام رجب طيب أردوغان، ونوهت بأن التظاهرات طالبت «تحرير الشام» بالكشف عن مصير المعتقلين المدنيين في سجونها والإفراج عنهم بأسرع وقت تجنباً لتصعيد حركة التظاهر ضدها.
ناشطون إعلاميون في ريف إدلب الجنوبي، كشفوا لـ«الوطن» أن خلافات نشبت بين ميليشيا ما تسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، وهي أكبر ميليشيا شكلها ويديرها النظام التركي في إدلب، و«تحرير الشام» ضمن ما يطلق عليه غرفة عمليات «الفتح المبين» على خلفية مغالاة الأخيرة في مواقفها المؤيدة لـ«طالبان»، الأمر الذي سينعكس مزيداً من الضغط الروسي عبر القوات الجوية، وهو ما بدا واضحاً خلال الأيام الأخيرة، حيث واصلت المقاتلات الروسية دكّ مواقع ومعاقل «النصرة» في منطقة «خفض التصعيد» بموازاة التصعيد الممنهج الذي يمارسه الفرع السوري لـ«القاعدة» والميليشيات التابعة للنظام التركي في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب الشمالي الغربي ضد نقاط ارتكاز الجيش العربي السوري، الذي لا يتوانى عن الرد على خروقات الإرهابيين.
ولفت الناشطون إلى أن ثمة مخاوف جدية لدى ميليشيات أنقرة من أن تؤدي مواقف «النصرة» وتعنتها وانجرارها وراء «أشقائها» من تنظيم القاعدة في أفغانستان بالاتفاقات الثنائية الروسية التركية، ومنها اتفاقا «موسكو» و«سوتشي» وحتى بتفاهمات مسار «أستانا»، بمهب الريح، ما يفتح الباب علي مصراعيه على حرب طاحنة في «خفض التصعيد» لن تكون في مصلحة ميليشيات أردوغان والموالين لـ«القاعدة» فيها.