عربي ودولي

رغبات أوروبية بتمديد موعد الانسحاب من أفغانستان.. وموسكو: لن نتعجل في رفع الحركة من قائمة الإرهاب … طالبان: 31 آب الجاري «خط أحمر» ولا حكومة حتى رحيل آخر جندي أميركي

| وكالات

تتشابك خيوط المشهد الأفغاني بشدة تحت عنوان عريض كتبت الولايات المتحدة الأميركية حروفه المذلة بانسحابها المهين من البلاد، وسط ارتباك دولي تشكل التوترات الأمنية المحتملة، وأساليب إجلاء الرعايا الأجانب أهم أسبابه.
روسيا كانت حذرة من البداية في تعاطيها مع التطورات الحاصلة في البلاد، فأبدت مراراً إصرارها على ربط إقامة العلاقات مع طالبان بمدى مصداقية الأخيرة في تنفيذ وعودها، وكان آخر التصريحات الروسية في هذا السياق ما صرح به نائب وزير الخارجية الروسية، أوليغ سيرومولوتوف، أمس الإثنين، إذ قال: إن روسيا لن تستعجل في رفع حركة «طالبان»، من قائمة الإرهاب، ولن تعترف بالسلطات الأفغانية الجديدة.
وأضاف سيرومولوتوف لوكالة «سبوتنيك»: «سنركز على الخطوات العملية للسلطات الأفغانية الجديدة والقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة».
وفي تصريح سابق للممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، زامير كابولوف، قال: إنه لم تتحقق بعد شروط رفع «طالبان» من قوائم العقوبات.
ووفقاً له، لا يمكن القيام بهذا الإجراء إلا عندما تبدأ مفاوضات ذات مغزى بين الأطراف الأفغانية، والتوصل إلى جدول أعمال واضح ودقيق والاتفاق عليه.
في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيحاول إقناع الرئيس الأميركي جو بايدن بتمديد الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان خلال محادثات عاجلة لمجموعة الدول السبع.
وحسب الصحيفة، إذا لم يقدم بايدن تنازلات أي يمدد الموعد، فسيتعين على القوات البريطانية البدء بالانسحاب من مطار كابل في غضون أيام قليلة.
وفي السياق، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس: إن بلاده تأخرت ساعات وليس أسابيع، في خطتها لإجلاء الأشخاص من كابل، وإن القوات على الأرض بحاجة إلى استغلال كل لحظة تضطر فيها لإخراج الناس من مطار كابل.
وأضاف والاس: إنه لا يعتقد أن هناك أي احتمال لبقاء القوات البريطانية في أفغانستان بعد مغادرة الولايات المتحدة، وهو أمر متوقع بحلول 31 من آب الجاري.
وتابع قائلاً: «إذا مُدد جدولهم الزمني، حتى يوم أو يومين، فسيمنحنا ذلك يوماً أو يومين آخرين لإجلاء الأشخاص.. وعلينا التأكد أننا نستغل كل دقيقة لذلك».
على خط مواز، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيفل ودريان: إن باريس ترى أن هناك حاجة لتمديد عمليات الإجلاء إلى ما بعد 31 من الشهر الجاري.
في السياق، أفادت وكالة «فرانس برس» نقلاً عن مصادر في حركة «طالبان» بأنه «لا حكومة جديدة في أفغانستان حتى رحيل آخر جندي أميركي من البلاد».
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين في ذات السياق بمقابلة مع قناة «سكاي نيوز»: إن 31 آب الجاري هو «الخط الأحمر» لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وإن أي تمديد للجدول الزمني المتعلق ببقائها في البلاد سيعني تمديد «الاحتلال».
وقال شاهين،: «هذا خط أحمر، أعلن الرئيس بايدن أنهم سيسحبون جميع قواتهم العسكرية في 31 آب، لذا إذا قاموا بتمديده، فهذا يعني أنهم يمددون الاحتلال، في حين لا داعي لذلك».
وأضاف: «إذا طلبت الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة مزيدًا من الوقت لمواصلة عمليات الإجلاء. فالجواب هو لا، أو ستكون هناك عواقب».
وتابع قائلاً: «سيخلق ذلك التمديد عدم ثقة بيننا إذا كانوا عازمين على استمرار الاحتلال فإن ذلك سيثير رد فعل».
وأثبت الرئيس الأميركي، أول من أمس، سياسة بلاده غير الآبهة إلا بمصالحها بالدرجة الأولى دون الاكتراث لما قد يتسبب به انسحابها من كوارث، معرباً عن اقتناعه التام أنه اتخذ القرار الصحيح بشأن أفغانستان.
وقال بايدن في حديث بالبيت الأبيض: «مهمتي هي إصدار الأحكام التي لا يقدر عليها أي شخص آخر، أو لا يريدها. لقد فعلت ذلك، وأنا على يقين بأني محق تماماً في عدم اتخاذ قرار بإرسال المزيد من الشباب من الرجال والنساء إلى الحرب».
إلى ذلك، أعلنت «طالبان» أنها منحت عفواً لجميع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقة، بمن فيهم الرئيس أشرف غني، وأكدت لهم أنه يمكنهم العودة والعيش في أفغانستان.
وقال المسؤول في حركة طالبان خليل الرحمن حقاني في مقابلة مع قناة «جيو» الباكستانية: إن طالبان تعفو عن الرئيس الأفغاني أشرف غني ونائب الرئيس أمر اللـه صالح، وتدعوهما للعودة إلى البلاد إذا رغبا في ذلك، مؤكداً: «لا عداوة بين طالبان والرئيس المخلوع غني، ونائب الرئيس صالح، ومستشار الأمن القومي حمد اللـه محب».
وتابع حقاني قائلاً: «نسامح أشرف غني وأمر اللـه صالح والمستشار الأمني للرئيس الأفغاني حمد اللـه محب، نسامح كل من حارب ضدنا بدءاً من الجنرال وانتهاء بالشخص العادي».
كما حث الأفغان الراغبين بالفرار من البلاد على عدم القيام بذلك، مضيفاً إن الدعاية القائلة بأن طالبان ستنتقم منهم «ينشرها الأعداء».
ووعد حقاني بالأمان لجميع القوميات التي تعيش في البلاد، وأكد أن «الطاجيك والبلوش والهزارة والبشتون جميعهم إخواننا»، وفق تعبيره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن