عربي ودولي

لافروف أكد أن الحوار مع واشنطن حول الاستقرار الإستراتيجي مشجع لكن مسار التهدئة صعب … بوتين: السلاح الروسي يحمي بشكل موثوق أمن دول كثيرة

| وكالات

على حين تواصل التوترات الروسية الأميركية في شق طريقها على طريق العلاقة بين الدولتين العظميين، ووسط محاولات مكثفة لضبط معادلة الاستقرار الإستراتيجي، تستمر روسيا في تطوير واستعراض قدراتها العسكرية في كل المجالات برياً وبحرياً وجوياً.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن السلاح الروسي كان يحظى دائماً بطلب كبير في الأسواق العالمية وهو يحمي اليوم بشكل موثوق أمن دول كثيرة جداً.
وفي كلمة ألقاها لدى افتتاحه منتدى «الجيش-2021»، أمس الإثنين، ذكر بوتين أن «حصة أحدث أنواع الأسلحة في قواتنا النووية الإستراتيجية تفوق 80 بالمئة»، مضيفاً إن الكثير من الأسلحة الروسية لا توجد لها بدائل في العالم من حيث خواصها، وسيستمر هذا الوضع مدة طويلة بالنسبة لبعض أنواعها، وذلك حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن تطوير الصناعات الحربية والقوات المسلحة يتم على أساس «القاعدة التقنية الجديدة وبناء على إنجازات علمنا وبرامج الدراسات الأساسية».
وتابع: «لقد قلنا مراراً إن روسيا القوية السيادية بحاجة إلى أسطول حربي قوي ومتوازن، وهو يلعب اليوم الدور المحوري في ضمان أمن دولتنا ويحمي بشكل موثوق مصالحنا الوطنية ويسهم بقسط كبير في تعزيز التكافؤ الإستراتيجي والاستقرار الدولي».
وذكر رئيس الدولة أن سفينتين حربيتين جديدتين وأربع غواصات، بما فيها غواصتان نوويتان حاملتان للصواريخ، تم تدشينها في مصانع السفن الروسية أمس الإثنين.
وأشار إلى نجاح المشاريع الوطنية في مجال تصميم وتطوير الأنواع الواعدة من الأسلحة، بما فيها منظومة «كينجال» للصواريخ الفرط الصوتية التي يتم إطلاقها من الطائرات، وطائرة «أوخوتنيك» المسيرة البعيدة المدى.
وقال بوتين إن حديقة «باتريوت» في مقاطعة موسكو، تستضيف فعاليات متندى «الجيش» الدولي، ومنها معرض الأسلحة والتقنيات العسكرية للمرة السابعة على التوالي وإن المنتدى نفسه والألعاب بين الجيوش تجمع بين عسكريين روس وأجانب وقادة صناعات حربية ومدارس علمية وهندسية مختلفة.
وتابع إن المعرض المقام في إطار المنتدى يظهر «المستوى الحالي لقواتنا المسلحة والأهم أنه يمثل الطاقات الابتكارية والتقنية القوية التي ستحدد مسارات التطور الديناميكي النوعي للجيش والأسطول في روسيا خلال السنوات القادمة، مشيراً إلى أن هذا التطوير يعد من أولويات الدولة الروسية».
وقال الرئيس الروسي إن بإمكان الاختصاصيين الروس وزملائهم الأجانب من نحو 100 دولة أن يطلعوا على المنتجات الجديدة لقطاع الصناعات الحربية ومناقشة آفاق تعميق الاتصالات في مجال التقنيات العسكرية وشؤون الدفاع وضمان مصالحها الوطنية للدول.
وأكد بوتين أن لدى روسيا ما تعرضه على حلفائها وشركائها في هذا المجال، مشيراً إلى أن روسيا تنفذ في السنوات الأخيرة برنامجاً حكومياً خاصاً بتطوير قطاع الصناعات الحربية، الأمر الذي جعل تزويد القوات المسلحة الوطنية بأنواع الأسلحة الأكثر حداثة ممكناً.
على خط مواز، قال وزير الخارجية الروسي إن الحوار الأولي بين موسكو وواشنطن حول الاستقرار الإستراتيجي الذي عقد بجنيف «مشجع»، لكن موسكو تدرك أن الطريق لتخفيف التوترات مع واشنطن صعب للغاية.
وأضاف الوزير سيرغي لافروف، في مقابلة له مع صحيفة «ماغيار نيمزيت» الهنغارية: «أود أن أشير إلى اللحظات المشجعة التي حدثت بقرار القادة في 28 تموز في جنيف، وهو الاجتماع التوجيهي الأول في إطار الحوار الروسي الأميركي حول الاستقرار الإستراتيجي، وينبغي العمل المشترك والتعاون في مجال الأمن السيبراني بهدف إقامة تعاون منهجي يعكس التحديات المشتركة».
وأوضح أن الرئيس الروسي أشار بوضوح، علناً، إلى أن النتيجة في جميع المجالات ممكنة، لكن فقط من خلال المفاوضات وتطوير توازن المصالح الذي يناسب الطرفين.
وأشار لافروف إلى أن «التوتر في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة بعيد كل البعد عما كان عليه خلال أزمة الصواريخ الكوبية، عندما كان الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة على شفا حرب نووية».
وتابع قائلاً: «مهما كان الأمر، فنحن واقعيون ونفهم أن الطريق إلى تخفيف التوتر صعب للغاية»، منوهاً بأن هناك المزيد من اللاعبين والعوامل التي تؤثر في الوضع في مجال الأمن الدولي اليوم».
وفقاً للافروف، ستواصل روسيا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، تقديم مساهمتها الكبيرة في الحفاظ على الاستقرار العالمي من خلال اتباع سياسة خارجية مسؤولة وعملية ويمكن التنبؤ بها، تهدف إلى تحييد التهديدات والتحديات التي تواجه الأمن العالمي، وكذلك خلق ظروف مواتية للتنمية السلمية لجميع الدول.
وفي نهاية تموز الماضي، جرت في جنيف جولة مباحثات من الحوار الروسي الأميركي حول «الاستقرار الإستراتيجي»، وكان هذا الاجتماع هو الأول منذ أن اتفق الرئيسان فلاديمير بوتين وجو بايدن على بدء حوار شامل حول هذا الموضوع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن